الأربعاء ٣٠ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم عبد الله علي الأقزم

تـلاواتٌ في محراب الجراح

قـُمْ لـلـصَّـلاةِ وحيِّ الواحدَ الأحـدا
واغزلْ ليـومِكَ مِنْ شمس ِ الصَّلاةِ غـدا
واغسِلْ ضميرَكَ بالأنوارِ مُصطحِباً
إلى المعاني الحِسَان ِ الطيِّبينَ هُـدَى
واعـرجْ بروحِكَ لـلـعـليـاءِ مُشـتــعـلاً
وكُـنْ لـمسعـاكَ في بحرِ الجَمَال ِ نـدى
وأثـِّثِ الليلة َ الظلماءَ في وهج ٍ
وأطفئ ِ الليلَ في المحرابِ مُتـَّقِـدا
واقرأ كـتـابَـكَ عـنْ قـانـا التي اتـَّحدتْ
مـعَ الدمـاء ِ و كـانــتْ لـلـدمـاءِ صـدى
وانظرْ إلى سطرِها المذبوح ِ ِفي أفـق ٍ
قـد فاضَ في الـذبح ِ مِن هول الخطوبِ عِدا
واكتبْ على الـنـورِ لا حـقـداً سـيُـركعُها
ولا إبـاءً لـهـا أعطى الـخـنـوعَ يـدا
معي نداؤكِ يـا قـانـا يـُذوِّبُـنـي
يُجيِّشُ الهمَّ والأحـزانَ والـنـَّكـدا
نـزفُ العراق ِ على عـيـنـيـكِ أقرؤهُ
ومِنْ صمودِكِ نُحيي ذلك البـلـدا
وفـيـكِ غزَّة ُ قـد فـاضـتْ مصائـبُـهـا
وكـلُّـهـا فـيـكِ أضحى اليـومَ مُـنـعَـقِـدا
قـانـا أيـا وجعي مـا كنتُ أزرعُهُ
إلا ونـزفـُـكِ ما بـيـنَ الـقصيدِ بـدا
إنِّـي حمـلـتـُـكِ والأوجـاعُ تحملُني
فـلـمْ تـدعْ ليَ لا روحـاً و لا جسَـدا
كم ذا ضمـمـتـُـكِ في صدري سطورَ دم ٍ
تُحْكَى ووجهُكِ ما بيـن السطورِ شـدا
هذي جراحُـكِ ما ماتتْ بطولـتـُهـا
وفيكِ أحلى وجودٍ أحرزَ الأبـدا
قـومـي إلى النـَّدبِ أمواجـاً و عاصفـةً
وأخرجي مِن حروفي الصَّمتَ والزبدا
كلُّ الصهاينةِ الأرجاس ِ قد قتلوا
بقتل ِ خيرِ بنيكِ الماءَ والبـردا
تـفـتـَّقَ الجرحُ مرَّاتٍ وأنتِ هـنـا
فـوق الجـراحـاتِ لا أهـلاً ولا ولـدا
على شموخـِك لـمْ تـطمسْكِ كـارثـةٌ
مِنَ الـرَّمـادِ نـهـضـتِ الـطـائـرَ الـغـرِدا
صـبـراً على الألم ِ الملغوم ِ إنَّ يـدي
صـارتْ لكِ النهرَ والأهلينَ والبلدا
نـهـضـتِ في الـقصفِ مرآةً مُعذبـَـةًً
ومـا نـهـوضُـكِ يُـرْمَـى للمحيط ِ سُدَى
لبنانُ أنتِ وفي أقـوى تـوحُّـدِهِ
صرتِ المشاعرَ والأعصابَ والكبـِدا
وكيفَ يـُخـلـعُ إيـمانٌ بـعـاصـفـةٍ
خطاكِ في العصفِ أضحى ذلكَ الـوتـدا
وفيكِ كلُّ جراح ِ الخلق ِ مورقةٌ
حـبَّـاً ومشرقة ٌ في جانبيكِ نـدى
أزلـتُ كـلَّ مدى لمْ يـشتـعـلْ بدمي
إنْ لمْ تكوني لناري في الهُُيـام ِ مدى
نبضي لـقـلـبـِكِ لم تـتـعـبْ رسـائـلـُهُ
على امـتـدادِكِ نبضي ضـاعفَ المددا
كم ظلُّ حـبـُّكِ في الأحضان ِ يـُغرقـني
شعراً ومسكاً وإيمانـاً ومُـعـتــقـدا
هـذا اتـصـالُـكِ في قلبي يُسافرُ بي
وصلا ً وكـلُّـكِ في كـلِّ الهوى اتـَّحدا
وكلُّ كون ٍ أبى يُعطيكِ مشرقـَهُ
يُمسي بمغربِـهِ في الـذل ِمُـضطهَـدا
دعي العروبة َ للأعراب ِ وانتصبي
كجملة ٍ أشرقـتْ بـيـن الرُّكام ِ هُـدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى