تَأرِيْخُ السَّنَابِكْ
عَبثاً أُحَاولُ أَن أُسرِّجَ خَيلَ خَارِطتِي
أُحَاولُ أَن أُلملمَ مُفرَداتِ قَصيِدتِي
عَبثاً أُحاولُ أن أقُولْ
عَبثاً أُحَاولُ أن أَرُدَّ الوَردَ للبُسَتانِ في زَمنِ الذبُولْ
عَبثاً أُحَاولُ ..
مَن يجئُ إلى الوَريدِ بوَردة ِالصَحراءِ
تغسلُ شَعرَها بغَمَامَةِ الأنواءِ
مَن يأتي إلىَّ بوَردة ِالحُلم ِالتي قُبِرَتْ بِسردابِ الفُصُولْ؟
عَبثاً أُحَاوِلُ أَن أَقُولْ
مِن شُرفَةِ النَّاي الحَزينِ تُطِلُّ أَشجَانِي
فأحزنُ حُزنَ أُمِّي في خَريفِ البُرتُقَالِ
وأمتَطِي أشبَاحَ مَوتِي بينَ صَحرَاءِ المَراثِي والحقُولْ
عبَثاً أُحَاوِلُ ..
مَنْ يُؤرِّخُ للجيَادِ؟
ومَن يؤرِّخُ للرِمَالِ؟
الرَملُ ذَاكِرةُ الشُّطُوطِ
وَصولجَانُ الفتُوحَاتِ الخَضِيلَةِ
مَن يُؤرِّخُ؟
إنَّنِي المَدفُونُ في جِيَفِ الخَرابِ
بجُثَّتي أتَسوَّلُ الأكفانَ مِن سُدمِ التَّعَاسَةِ
إنَّنِي المَقتُولُ
أنزفُ فوقَ تابُوتٍ لنَاسِكَةٍ
بأسوَاقِ النخَاسةِ
إنَّني الطللُ المُطِلُ عَلىَ الطُلولْ
عَبثاً أُحَاوِلُ أن أقُولْ
هَذِي شُطُوطُ المَوتِ تَهمِي بالنَّوارسِ فوقَ نعشِي
فالرَوافِدُ كُلُّهَا بالمَوتِ تَمشِي
والدِّمَاءُ علىَ الخَرَائِطِ ..
والخَرائِطُ أدمَنتْ قَرعَ الطُّبُولْ
مَاذا أُحاولُ أن أقولْ
إنَّهُم ضَلُّوا السَّبيلَ إلى شُطُوطِي
أطلقُوا المُهرَ الجَمُوحَ على دَمِي
فأفقتُ مِن وَجعِ الصَّهيلِ ..
عَلىَ الصَّليلِ ..
علىَ بلادٍ تُبايعُهَا النُّخَاسَةُ حِينَ تَندَاحُ الخُيولْ
ماذا أُحاولُ أن أقُولْ
ماذا يُزاوِجُ بينَ أبواقِ العَواصمِ
حِينَ تَهتِفُ ..
وهيَ تَنزِفُ ..
عِندَ مُعتَركِ المَسافةِ بينَ تأريِخي
وكَابُوسِ الهَزيِمَةِ
بينَ تأريخِ السَّنابكِ في وَطيسِ الحَربِ
تأريخِ النَّدىَ المَحروُقِ فوقَ العُشبِ
والغَيمِ الَّذِي أَرخَى السُدُولْ
عَبثاً أُحَاولُ أن أُسرِّجَ خيلَ خَارِطتِي
أُلملمُ مُفرَداتِ قَصِيدَتي
عَبثاً أحاولُ أنْ ..
أُحَاولُ أنْ ..
أُحَاولُ ..
..... لنْ أقـُولْ ..!!