الأحد ٢٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢١
بقلم جميلة شحادة

تُجّارُ الكَلام

لا أحبُ أنْ أشتريَ الكلامَ،
ولا أنْ أبيعَه.
ذلكَ الكلامُ المُنمَّقِ..
تلكَ الشعاراتُ باهظةُ الثمنِ،
لا رصيدَ لها عندي لاقْتنائِها
تِلكَ الشعاراتُ الرنَّانةِ
نَشازٌ عزفُها في دهاليزِ أُذني.
مقاساتُها فضفاضةٌ.. ألوانُها براقةٌ
تَخطفُ البَصرِ.
تَضيقُ إنِ ارتديتُها.. ويكلَحُ لوْنُها
عندَ أوّلِ ظهورٍ بها الى الساحةِ،
تحتَ المطرِ الأولْ.
لستُ تاجرة أنا.
لا أبيعُ الخواءَ ولا أشتريهِ.
لا أثقُ بتجّارِ الكَلامِ،
لا أثقُ بهِم وهُم يراهنونَ على،
سطحيةِ فَهْمي لِمَا وراء الكلمات.
وهُمْ يُراهنونَ على بَساطةِ حِلْمي..
وهُمْ يُراهنونَ على حاجتي،
للماءِ والهواءِ.. وسَلَّتي مليئةٌ بالثقوب.
وهم يراهنون على سذاجتي..
وهُم يراهنونَ على تَعكُّرِ الهواء في بَلدي،
وعلى سوءِ الظَّرْفِ وانحناء الهاماتِ،
وعلى سورٍ يَسندُهُم مِنَ الخَلفِ.
لست تاجرة أنا.
لا أبيعُ الهواءَ ولا اشتريهِ
لا أبيعُ الخواءَ ولا أشتريهِ
لا أبيعُ كرامتي،
لا أبيعُ حريَّتي
لا أبيع آدميتي
كي يعيشَ اسمي..
ذاكَ الخلوُدِ المزيَّفِ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى