الاثنين ٦ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
بقلم عبد السلام العطاري

ثلاثةٌ.. رابعهُمْ مَوجتي

إلى قيس الذي كتب ذات يوم عن حرب سادسة
(1)
 
قيس
 
ينطفئُ سؤالُ الطفلِ
وتلوذُ بالعَتْمَةِ أَجْوِبَةُ السؤالِ
تسألُ عَنِ الحَرْبِ التي بَدَأَتْ في كَوْنِهِ القَصيِّ
مَنْ بَدَأَ الحَربُ؟ وهذي الخراتيتُ
التي تَجُرُّ الفَجرَ إلى عَطَشِ النهارِ..
وتَسْأَلُ: ما ذَنْبُ الطّفلِ لِيَكْتُبَ عَنِ الحَرْبِ؟
ما ذَنْبُ أَنْ يَجِفَّ نَبْعُ مَليمِ التّعَبِ
وتَعْلَقَ النّظَراتُ على رفوفِ الحوانيتِ
وتَكْتظَّ الشهوةُ التي تلعقُ شهوةَ الألعابِ
وتَهْدرَ أَقنِيةُ الدمعِ على أَسيلِ الطفولةِ
لننسى خُطىً تَحملُنا إلى آخرِ الشهرِ
والانتظارِ ونقراتٍ على دفةِ مفاتيحِ الحاسوبِ
التي تطيرُ.. تطير؟
متى تَكتُبُ عَنْ رَصيفِ المَصرفِ
وتستعجلُ الفائتَ مِنْ جُوعِنا
أو تَرسمُ خطواتٍ تسبقُنى إلى برِّ الله ومواسمِ الحَجَل؟
 
(2)
زَيْـد
 
مَلامِحُهُ تَكْتَظُّ بالأسئلةِ
وتشي بالغضبِ:
لماذا جِئتُ إلى هنا؟
هنا صوتُ المطحنةِ
وغبارُ القمحِ والزَّغَبِ العالقِ في سماءٍ عَتيقةٍ
وموجُ عَينيهِ يَقذِفُني خلفَ خطاي
أركضُ.. أبحثُ عَنْ دوري
كي أصحنَ وجعي
في رحى المطحنة.
 
(3)
نور الدّين
 
هذا البكاءُ
يَصْحَبني إلى فجرِ اللهِ
وأنا الضَّجِرُ المتذمرُ الغَضِبُ
يعرفُ كيفَ يبعثرُ نومي
حين يَجتاح بكاؤه منسأةَ تعبي
ويعيرُ الليلُ صداهُ
أو ينعفُ رفوفَ اللَّذةِ لتتأوّهَ حروفُ الروايةِ
ويتأففَ الشِّعرُ وتَمضغَ القصةُ هلاكَها اليوميَّ
ويعودَ مِنْ معارِكِهِ؛
لِيَصْحَبَني حتى فجرِ الكَوْنِ
يَرميني على فرشِ حصادَ النُّعاسِ الخَشنِ
لتوخِزَ الدأدأةُ الغَضَّةُ سَريرَ الراحةِ
وأنا مَا زِلْتُ أَحلمُ أَني أَحلمُ بفجرٍ طريٍّ
لأغفوَ على كتفِ الأرقِ
ليعودَ إليَّ الفجرُ بِعَبَثِ النورِ الطفلِ الذي أدمنت.
 
(4)
تيماءُ.. مرةً أخرى
 
بين السائلِ الصغيرِ، والنافرِ مِنْ غَدهِ؛
للنورِ الغاضبِ مِن كُتبي وأَشعاري،
كانت الـ تيماءُ تَحْمِلُني في زرقةِ عَينيها
إلى جزرِ الشَّمسِ وصفاءِ الكَونِ
لتعودَ بي إلى أحلامِ الطفلِ
وإلى بيوتِ الرملِ.
إلى قيس الذي كتب ذات يوم عن حرب سادسة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى