الاثنين ١٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم أنطوان القزي

جرحُ غزَّة

أيُّ لونٍٍ ما أراهُ في جناني
يغزلُ الليلُ سواراً من دخانِ
أورق الموتُ عيوناً لا تنادي
طفليَ المذبوحُ ما عادَ يراني
أفلتتْ صهيونُ في الدارِ ذئاباً
تنهشُ الأجسادَ قوتاً للغواني
ليسَ للأباتشي قلبٌ او عيونٌ
بل جنونٌ يشتهي قصفَ المباني
كلُّ نعشٍ في فلسطينَ جنينٌ
هلّلي يا امُّ زُفّيهِ التهاني
كل آهٍ في لوعةِ الثكلى حياةٌ
إنْ علا منديلُها عطراً سقاني
لا تظنّي آلةَ الموتِ انتصاراً
ليستِ الأعمارُ في عدِّ الثواني
عند ذاك السفحٍ قد ذابت شموعٌ
أيقظتْ في الأرض معنى العنفوانِ
ربَّ عمرٍ سوف يُهديكِ رسولاً
يطردُ الأشباح من ساحِ الأمانِ
ربَّ يومٍ يُزهر النصرُ ضلوعاً
يمنحُ الارواحَ عطرَ البيلسان
ربَّ طفلٍ يرسمُ الصبحَ نذوراً
من فلسطينَ شموساً للزمانِ
ربَّ أمٍ زغردتْ قربَ شهيدٍ
عرسُهُ الموعودُ في خُلدِ الجِنانِ
في حمى غزّةَ تختالُ الدراري
كوكبٌ إنْ غابَ يصحو كوكبانِ
إنني أقسمتُ أنْ أحمي ثراكِ
يا خميرَ الحبِّ فالحبُّ دعاني
يا دماً يسري لهيباً في عروقي
يا نجيعاً أستقي منهُ المعاني
لن يجفَّ الحبرُ من جرح يراعي
لن أرودَ الحقَّ مبتورَ اللسانِ
كلُّ شبرٍ في روابيكِ مزارٌ
أنحني فيه وأُهديه امتناني
إطمئني يا قبلةَ الابطالِ قدْ
صار للتقوى لدينا قُبلتانِ
لا تقولي أنَّ في القاموسِ عُرْبٌ
بل أناسٌ دنّسوا عهدَ الأماني
يملأونَ الكأسَ من فَيضِ أساكِ
ما دَروا أنْ ملؤُهُ سكبُ الهوانِ
أسكروا الأعرابَ من وهج لظاكِ
دمعةُ الأطفالِ ليستْ للدنانِ
يسألون الغربَ أن يُؤتي حلولاً
لا يُعاني الغربُ مثلي ما أعاني
عندهم نيرونُ ما زال مثالاً
كيفَ للأحفادِ أن يشفوا المُعاني؟
أينَ قومٌ علَّموني أنه ما
حك َّجلدي مثلَ ظفري إن رعاني
أين أهلي صرتُ من أهلي براءً
ليس في غزةَ سهلٌ للزؤانِ
بحرُها الهدّارُ يرغي انتصاراً
يدفع العدوان عن شعبٍ مُهانِ
ليتَ لي صوتاً يباري العوادي
ليتَ لي في البُعدِ أقوى من حناني
مَن يقينا الذلَّ إنْ صرتِ يباباً
مَن يوافي حُلمَنا إنْ لم تُصاني
أُتركيني اسألُ الله: لماذا
سقطَ الأخوانُ يومَ الإمتحانِ؟!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى