السبت ٣١ آذار (مارس) ٢٠١٢
بقلم بلقاسم بن عبد الله

جزائرنا الحبيبة عزنا ومجدنا

.. وهل هناك ما هو أغلى وأعلى من جزائرنا الحبيبة لدى كل مواطن ومواطنة؟.. تساؤل جوهري صافحني هذه الأيام في غمرة إحتفالنا بعيد النصر المقترن والمصادف ليوم 19 مارس 1962. وقبيل إنطلاق الإستعدادات الجدية لتخليد الذكرى الخمسين للإستقلال الوطني.
ومن واجبنا وحقنا أن نردد ونعيد: الجزائر وما أدراك ما الجزائر.. كلمة خفيفة على اللسان، ثقيلة في الميزان، وحبها من الإيمان، إنها قطعة قدسية من الجنة. هي وطننا العزيز المفدي. نحمله ونحميه بين جوانحنا. هوحبنا وعزنا ومجدنا. جمعنا ودعمنا ووحدنا، وبحبه انتصرنا. وظل حافزنا الأبدي في عملنا المتواصل نحوالتقدم والإزدهار.

هل نستنطق صفحات التاريخ؟. أم ننبش في أعماق الذاكرة؟. أم نستظهر الكلمات الحكيمة البليغة التي أبدعها وسجلها الأدباء والمفكرون والفنانون في تقديس حب الوطن؟.. أليس كفاحنا المرير الطويل جنبا إلى جنب، وتضحياتنا الغالية التي لا تعد ولا تحصى، إلا عربون حب ووفاء للجزائر الحبيبة؟.. أليس انتصارنا الثمين بعد ثورة خالدة إلا ثمرة كفاحنا ووحدتنا وتضحياتنا من أجل جزائرنا المجيدة العزيزة؟..

يا لك من وطن مفدى .. ويا لك من حب أسمى... هذا الوطن، وذلك الحب، يكتسي أكثر من مظهر، ويبرز في أكثر من مقام. ويتجلى في الأفعال قبل الأقوال..
 عندما نخلص في أعمالنا، ونتفانى في أداء واجباتنا.
 عندما نضحي بأشيائنا الشخصية، لفائدة الصالح العام.
 عندما نتطوع لنغرس شجرة، أولنضع حجرة في بناء معماري.
 عندما نسقي أزهار الخير، وننزع أشواك الشر.
 عندما ندعم الحق، ونسحق الباطل.
 عندما نوحد صفوفنا، ولا نترك فجوة للشقاق بيننا.
 عندما نتعاون ونتضامن في السراء والضراء.
 عندما نلبي نداء الوطن كرجل واحد.

قد نختلف فيما بيننا أحيانا، وفي الاختلاف رحمة كما يقال، في أمور الحياة العادية ، وجواهر وهوامش الأشياء المادية . فالسياسة غالبا ما تفرق ، والوطن يجمع ويوحد. فالولاء له أعظم قاسم مشترك يجمع بيننا، ويؤلف قلوبنا، ويوحد مناهجنا، وينير دربنا، ويدعمنا في نضالنا اليومي المستمر نحوالأحسن والأروع.

كلما داهمنا الشر أوالخطر من إحدى الجهات المريبة، نسارع الخطى إلى التشبت بعروة الوطن، فتقوى العزائم أمام الشدائد، وتتحدى الإرادات، وتتماسك الصفوف، فإذا هي كالبنيان المرصوص.

بالأمس القريب، وحدنا حب الوطن في غمرة الكفاح المسلح، لا فرق بين هذا وذاك، من هذه الجهة أوتلك، فالدماء سالت وامتزجت وسقت بطهرها هذه الأرض الطيبة التي هي أمنا الجزائر الحبيبة.

وبالأمس الأقرب، توحدت كلمتنا، رغم اختلاف النبرة والنغمة هنا أوهناك، وتساندت سواعدنا لنضع معا الأسس المتينة لبناء الغد المزدهر.

واليوم، تلتقي صفوفنا وإرادتنا، لإعطاء دفع ودعم جديد لمسيرتنا، يجمعنا حب وطننا الغالي، ونسعى لخير وازدهار شعبنا، إنها سعادة أداء حق وواجب نحوأنفسنا، وكذا أبنائنا وأحفادنا، من أجل تجسيد مطامح شهدائنا، في الحرية والكرامة والعدل والتقدم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى