الجمعة ٢٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم عائشة الخواجا الرازم

جناح جبريل

لجناحِ جبريل الذي يهوي على الدّنيا
كرَعْدٍ يا دمي..
صَوْتٌ كنَبْضِ القلبْ..
لنهوضِهِ من نَوْمِهِ
لونُ البَنَفْسَجِ والشَّجَرْ
لوقُوفِهِ في البحْرِ
تنطفيءُ المنائِرُ
كي تُضاءَ ببسمةٍِ
مِنْ سَهْلِهِ كلُّ السُّهولْ
وصباحُهُ المحتجُّ
للشمْسِ ارتفاعاً
لا يليقُ بغيرِ شَكْلِ عروبتي
يا أمتَّي.. هذا الحبيبْ..
صَوْتُ ارتطامِ جناحِهِ
في غابةِ الإحْباطِ
قدْ هَدَّ الصخورْ..
وَأضْحَتِ الصّحْرا رُكاماً
في رُكامٍ في رُكامْ
 
* * *
 
 
جبريلُ.. كان مْلاكَنا..
اعتدْنا على رُسُلِ السلامْ..
لِمَ لا أزُفُّ لأمتَّي
عنْكَ ابتهاجي بالملاكْ..؟
وأسابقُ الأصْداءَ
يا جبريلُ ما أحلى رُؤاكْ..
وأقولُ هذا وَجْهُنا المبْيَضُّ
في سودِ الليالي الظاعِناتْ..
لا ليْسَ أرحبَ من فُؤادِكَ
ليْسَ أعلى مِنْ سَماكْ..
وليْسَ أصفى مِنْ فَضَاكْ..
 
* * *
 
العِشْقُ.. تقسيمٌ
وتحليقٌ على رأسِ الفَضَاءْ
والنَّسْرُ يَسمو للسَّما بُمحَركّينْ..
لِبَهاءِ طيّارٍ "بميراجٍ"
مع الأصْحابِ
حُبُّ حبيبتيْن..!!
والغيمُ يمتَشِقُ العبوسَ
بَوجْهِكَ الحاني البَهيْ..
والنهرُ يرسمُ للجبينِ علامةً
من عِطْرِ زَهْرِ البُرتقالْ..
والأرضُ تَرْتَعِدُ احتراقاً
للوَعيد إلى النِّضالْ..
صاحَ القتالْ.. صاحَ القتالْ..
وأي نوعٍ من تهاويمِ القِتالْ..
قُمْ وارقبِ الأجواءَ
من غبشٍ تظاهَر
في محطاتِ القيادة
قُمْ وارصُدِ الجسم الغريبَ..
ارجَعْ وحاذَرْ أن تغيبْ
رادارُ صحرَاء الجبالِ اشتطَّ
في رصْد الرمَالْ..
اللهُ أكبَر.. يا الذي قد صاحَ:
حيَّ على القِتالْ..
تَرى القِتالْ..؟
أجابَ: نرقُص في ترانيم الشهادة
ونجِزُّ للعادي شوارِبَهُ الدنيئةَ...
لا نُحِقُّ لهُ مُرادَه..
صاحَ القِتالْ..
والجمْعُ يضحَكُ
والأحبَّةُ دائخونْ..
فَبعْدما طاروا.. وحَطّوا
آهِ.. "سولو".. آهِ.. "سولو"
صَفَّقَتْ أيدي العساكِرِ والقيادةَ..
إنهُ الرَّمزُ المُقاتِلْ
قُمْ وَقاتِلْ.. قُمْ.. وَقاتِلْ..
احْذَرِ الآفلات حقَّاً..
لا تُصَدِّقْ.. فالعِدا مُتَخاذلونْ
تَخَلُّفوا.. لَطَموا الخُدودْ..
نَتَفوا لِحاهُمْ..
إنَّهُمْ رَهْنُ المعاقِلْ..
لا.. لا تُحَلَّقْ قُرْبَ خَطِّ النارِ..
جَنِّبْنا المشاكِلْ..
لن تستطيعَ على امتدادِ رمالِنا القَفْراءِ
رُؤْيَةَ واحَةٍ قُدْسيَّةٍ
تَطْفو.. وَتقْطف مِنْ سناها
.. نِصفْ غادة
لنْ تستطيعَ..!!
فلَنْ تُجاوِزَ حجْمَكَ المرْسومَ
خَطَّ دفاعِكَ المعهودَ
أحْلى ما تَرى مِنْهُ ابتعادَه..
اشرَبْ إذنْ..
"تشيرز" يا حبيبي..
نَخْبَ أعيادٍ تُطلُّ منَ السَّرابِ
غداً ستُضْحي أعظَمُ الأحلامِ
في كِتْفَيكَ أوْسِمَةَ القيادَة..
وغداً ستَضْحي أعظَمُ الأحلام
في كِتْفَيْكَ أوسمةَ القيادَة..
إشرَبْ إذِنْ..
قِفْ دونَ رأيكَ
دونَ سرِبكَ في الحياةِ مُجاهداً
دَنْدنْ بأغَنية تقولْ:
"أخي جاوَز الظالمونَ المدى..
فحقَّ الجهادُ.. وحقَّ الفِدا"..
اسْتَعرِضِ الأحوالْ..
دندِنْ بأيِّ مقاطعٍ
تَنْخَرْ هديرَ الوقْتِ.. وَقْتِ الذاكِرة
وتلامِسِ الخبزَ المحمَّصَ والجريدة..
هيهاتِ أن نمضي
نبوسَ أصابِعَ الأرْضِ المجيدة..
أسْرِعْ وصُمَّ مسامِعَكْ..
وانفضُ غُبارَ العُمْرِ
هَوْلَ الآخرة..
وتعلَّم اللُّغَةَ الغريبَةَ..
وارْمِ قَلبي في زِقاقِ المطحَنَة..
اصْمِتْ وقُلْ..:
حالي كَحالِ الكُلِّ تحتَ
الحادِثاتِ الآسِنَة
 
* * *
 
ونموتُ منْ قَهْرٍ وأرْصِفَةُ المقاهي عائِمَة..
لا دفقه التفَّاحْ..
لا رَقْصَة الأشباحْ..
بَلْ.. كُلُّها حَفْلٌ لأسنْانِ الأفاعي الناعِمَة..
يَفْترُّ ثغرٌ.. رَنَّةُ الضِّحْكاتِ في الحيِّ القريبِ
تموتُ فينا حالِمة..
شَطْرٌ منَ الحاناتِ وَسْطَ القاعِدَة..
يَسْتَلْهمُ الشُّطارَ للرِّحْلات تلْكَ الشاردَة..
أما أنا..!!
فلقَدْ قَلْبتُ المائِدَة..
فلقَدْ قَلبْتُ المائِدَة..!!
 
* * *
 
لنفيقَ للذِّكْرى
ونُصْبِحَ في ضياءِ العَيْنِ..
عيْناً مُسْهَدة..!!
"لا المخمَلُ الوردْيُّ مُخْمَلُنا
ولا لَوْنُ الحدائِقِ مِنْ أسامينا"
أدْغالُ هذا العالَمِ الرَسْمِيِّ تُعْجِبُنا
فَنَزْدادُ افتِتانا..
وتقودُنا للدَّرْبِ مَوْثوقينَ
تَسْتَعْصي خُطانا..!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى