الخميس ٢٩ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم
جَمْرُ الجَلِيد
قَدْ جِئْتُ أَرْسِفُ بِالأَصْفَـادِ يَحْمِلُنِي | |
بُؤْسِي وَقَدْ أَوْهَنَ الإِيصَـادُ أَنَّاتِي | |
فَلَـمْ أُلاَقِ لَـدَى الإِيمَـاضِ بَارِقَةً | |
يَلُوحُ مِنْهَا بَصِيصٌ عِنْـدَ إِنْصَاتِي | |
عَلَى النَّحِيبِ بِجُـرْحٍ لَنْ أُضَمِّـدَهُ | |
أَوْجَزْتُ بِالنَّزْفِ لِلحَـادِي حِكَايَاتِي | |
بَنَيْتُ عَرْشاً مِنَ الأَوْهَامِ مُخْتَرِقـاً | |
جَمْرَ الجَلِيـدِ عَلَى أَشْـلاَءِ أَمْوَاتِي | |
وَجِزْتُ دَرْباً مَدَاهُ الخَوْفُ مُلْتَحِفـاً | |
ثَوْبَ الهُمُومِ عَلَى نَعْشِ المُسَـاوَاةِ | |
فَرَرْتُ بِالجِلْدِ لَكِـنْ دُونَ شَـاهِدَةٍ | |
مُذْ هَـيَّجَ الزَّجُّ باِلأَحْيَـاءِ آهَـاتِي | |
وَصِرْتُ فِيـهِ أَسِيّـاً أَقْتَفِي شَجَنِي | |
مُحَطَّمَ النَّفْسِ مِنْ هَـوْلِ المُعَـانَاةِ | |
وَنِلْتُ بَعْدَ نَفَـادِ الصَّبْـرِ مُغْتَرِبـاً | |
جَوَازَ عُسْرٍ بِهِ جُـبْتُ المَتَـاهَاتِ | |
أَضَعْتُ مَأْوَايَ عِنْدَ النَّبْشِ مُهْتَرِئـاً | |
وَالجَدْبُ أَوْهَنَ قَبْلَ الدَّفْـنِ أَقْوَاتِي | |
فَصِرْتُ أَرْكُضُ بَعْدَ البَعْثِ مُقْتَحِمـاً | |
ثَلْـجَ الجَحِيمِ لإِخْمَـادِ احْتِرَاقَاتِي | |
أَنَا الغَرِيقُ بِشِبْـرِ المَـاءِ مُعْتَكِفـاً | |
عَلَى المَرَاثِي تَلُوكُ الغَـيْظَ مَأْسَاتِي | |
اللَـيْلُ يَعْلَـمُ أَنِّـي نَجْـلُ بَجْدَتِـهِ | |
خُضْنَـا الدَّهَـالِيزَ مُذْ حَبْوِ البِدايَاتِ | |
عَلَى الكَفَـافِ أُقَاسِي دُونَمَا عَمَـلٍ | |
أَرْعَى التَّعَطُّـلَ فِي قَفْـرِ المَنَاحَاتِ | |
بَحْرَ الأَكَاذِيبِ أَطْوِي لَيْسَ لِي أَمَلٌ | |
أُسَامُ خَسْفـاً وَلَمْ يُعْـثَرْ عَلَى ذَاتِي | |
أَعُودُ مِنِّي إِلَى الإِرْهَـاقِ مُكْتَئِبـاً | |
وَالدَّهْرُ يَعْـدُو وَرَائِي بِالمَشَقَّـاتِ | |
أَعِيشُ بِالبَيْـضِ فِي خُـمٍّ أَلُوذُ بِهِ | |
بَعْدَ العَـرِينِ وَقَدْ شَاخَتْ دَجَاجَاتِي | |
كَدِيكِ جِنٍّ قَبِيحِ الصَّـوْتِ أُفْزِعُهُمْ | |
فِي كُلِّ صُبْـحٍ وَمَا أَجْدَتْ نِدَاءَاتِي | |
لاَ طِفْـلَ يَهْتِفُ بِـي بَابَا فَيُطْرِبَنِي | |
وَلاَ خَلِـيلَ أُنَـادِي فِي المُلِمَّـاتِ | |
وَصِرْتُ أَحْيَـا أَسِيرَ النَّحْسِ بَيْنَهُمُ | |
لاَ دَمْعَ تَحْبُـو بِـهِ لِلبَـثِّ ثَارَاتِي | |
أَشْهَرْتُ سَيْفِي مُغِيراً بَعْدَمَا اكْتَهَلَتْ | |
تَحْتِي الجِيَـادُ وَلَمْ تُغْفَرْ إِسَـاءَاتِي | |
عِشْرُونَ عَامَاً بِجُبِّ الضَّنْكِ مُنْتَظِراً | |
بِأَنْ أُشَيَّعَ فِي إحْـدَى الجَنَـازَاتِ | |
كَمْ مِنْ هَجِـينٍ غَزِيرِ الرَّوْثِ أَمَّلَنِي | |
عِنْدَ النِّـزَالِ وَلَمْ تُجْـدِ اسْتِغَاثَاتِي | |
وَكَمْ أَمِيـنٍ كَبِيـرِ الكَّرْشِ عَاهَدَنِي | |
بِأَنْ أُعَيَّـنَ فِي إِحْـدَى القِطَاعَاتِ | |
أَذْوِي وَقَدْ زَفَرَ الدَّيْجُورُ مُمْتَعِضـاً | |
مُنْذُ اسْتَلَمْتُمْ مَلَفِّي فِي المَمَـرَّاتِ | |
مَا كُنْتُ أَحْسِبُ بِالخِـذْلاَنِ نُصْرَتَهُمْ | |
مَنْ بَيَّتُوا النَّكْثَ لِي عِنْدَ المُـلاَقَاةِ | |
فَإِنْ نَسِيتُـمْ فِإنِّـي لَـنْ أُذَكِّـرَكُمْ | |
تَذْكِيرَ مُنْتَكِسٍ مِـنْ دُونِ رَايَـاتِ | |
وَلَـمْ أَلُمْكُـمْ لأَنَّ المَـاءَ مَقْـدِمُهُ | |
يُلْغِي التَّيَمُّـمَ رَغْمـاً عَنْ حَمَاقَاتِي | |
وَذَاكَ صَوْتِي لَعَـلَّ الأَرْضَ تَرْفَعُهُ | |
عَنِّي إِلى اللهِ فِي أَعْلَى السَّمَـاوَاتِ | |
إِلَيْكَ أَشْكُو هُطُولَ الجَدْبِ فِي عَدَنٍ | |
وَطُولَ نَحْبِي عَلَى بَـابِ المُحَابَـاةِ | |
فَجُدْ عَلَـيَّ بِبَعْضِ الغَيْـثِ يَنْشُلُنِي | |
مِمَّا أُلاَقِي لَـدَى طَـيِّ المَفَـازَاتِ | |
حَتَّى أُزِيلَ فُلُولَ النَّـزْفِ عَنْ بَدَنِي | |
مِنْ بعْدِمَا نَكَـأَ الآسِـي جِرَاحَاتِي | |
وَمَنْ سِوَاهُ إِذَا مَا اللَـيْلُ دَاهَمَنَـا | |
أَرْدَاهُ بِالصُّبْحِ وَاجْتَثَّ الأَسَى العَاتِي |