الأربعاء ١ شباط (فبراير) ٢٠٠٦
بقلم أشرف بيدس

حالة

تتراقص الأشياء حولي في حركات منتظمة، تعلن عن تفتح الزهور وحلول فصل الربيع. وكأنها قطرات من الماء تنساب من أعلي. أو دموع اشتاقت زمنا طويلا للسقوط علي جمر النسيان. تبعثرت الأيام وصارت السنوات حبات رمل. وتسللت الذكريات متقطعة ممزقة وقد اختفت ملامحها تتسول بعضا من الاهتمام. لكن التجارب التعبة أكلت ما تبقي من صبر. اخترت العزلة بعد أن أفقدني حبك قدرتي علي الاندهاش. قدر لي أن ألعب دوري وحدي دون ملقن أو أدوات. المسرح كبير جدا بحجم وحدتي، يتسع لآلاف الشخوص، لكني وحدي، هكذا فضلت. الفراغ من حولي موحش ويبدو مخيفا إلا انه أكثر دفئا من حرارة تسلطك وجموحك الذي صنع من قلبي جسرا، تخطو عليه قدماك في تباه. فكانت أوجاعي تزيدك نشوة. لم تلتفتي لها، ربما كانت حافزا للرقص فوق ما تبقي من أشلائي.

لازال الكلام عالقا بشفتي. وكأننا كنا بالأمس. يتردد حولي صدي الأكاذيب الكثيرة التي تجرعتها من عينيك. أتذكر ذلك وألوم نفسي. وأحيانا أعذبها. واحملها ما آلت إليه. أعذب نفسي بنفسي واصدر عليها الأحكام القاسية وأعاني مرتين. مرة عندما أطلق سياطي وأخري عندما تؤلمني. كنت أعلم أن النهاية سوف تكون مأساوية. وسوف أظل ألعب دوري في الرواية الناقصة دون شريك أو مشاهدين. ورغم عبثية ما يحدث إلا أن ذلك لم يكن يؤرقني، وكنت أملك القدرة علي كتابة النهايات السعيدة. اختارها بعناية في كل مرة. واجعل نفسي منتصرا رغما عنك. وكان نصيبك دائما نهايات قبيحة تتلاءم معك.

مازالت الأشياء تتراقص من حولي. تتمايل وتترنح. وتبدو للناظر إليها رقصات هيستيرية، ولم تكن كذلك، فدائما ما كانت تبعث فىّ إحساسا طفوليا جميلا حرمتني منه أنانيتك. لم اخسر كثيرا. خسرتك، وأنت لا تساوين شيئا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى