الاثنين ٢٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم مرفت محرم

حدوتة من قرية

"من قرية (sun soft) (الشمس الناعمة)، أنقل لكم بكاميرا متشائمة، هذا التقرير الإخبارى لقناة (النيل) للأنباء؛ حصرياً (بالصاد أو السين) على حد سواء...."

قام صاحب المقهى الشائن بتغيير القناة، حتى لا يعلم الزبائن بخبر تلوث المياه، فيحجمون بكل تأكيد، عن شرب الحلبة والينسون، والشاى بالحليب!

لم يمضِ كثير وقت على محاولته الجهولة، حتى مرت أمام أعينهم الأهالى المحمولة على الأكتاف، أو فى سيارات الإسعاف.... دون أن يدركوا أسباب تلك الكارثة المهولة بشكل كافٍ، فبعضهم أرجع السبب، للعين والحسد، والمس الشيطانى، وراحوا يحثون الأهالى للانتباه؛ إلى العلاج القرآنى دون سواه؛ من وسائل التشخيص والمداواة....

وبدلا من تبادل التهانى بالعيد، الذى جاء بحال غير مرادهم؛ تبادل كل منهم السؤال عن أحوال مصابهم، وتحولت المشاركة فى الأفراح والليالىِ الملاح، إلى مشاطرة فى الآلام والأحزان والأتراح!

والمشهد الأليم الذى حاول أن يخفيه صاحب المقهى بمفتاح، أضحى متاحاً ـ دون إخفاء أو تضليل ـ للرؤية البراح.....فاضطر للمتابعة الحية على الهواء، لمقابلة قناة تلفزيونية جاءت فى هذه الأثناء، لتحاور البقية الباقية، من الزبائن الناجية من هذا البلاء، وتجولت الكاميرا لتسجل هول المأساه، ما بين المستشفى وشبكة المياه.....

شعر المذيع بالعطش الشديد، ورأى من بعيد المسئول الجديد، يتناول المياه المعدنية، فسأله بغيظ مغلف (بحنية):

ـ متى تعود المياه الآدمية إلى مجاريها الطبيعية، فى هذه القرية المصرية؟!

فالتزم الصمت التام، ثم ألقى عليه السلام

ومضى!!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى