الأربعاء ٢٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٤
بقلم محمد محمد علي جنيدي

حد الزنا

استفزني غاية الاستفزاز الفيديو المتداول على شبكات الإنترنت عن حد الرجم للزناة، وما كنت أود الكلام فيه فإن الفقهاء المعتبرين في أمتنا أولى بذلك، ولكن لي فقط تعليق من ثلاثة نقاط أطرحهم على هذا النحو:

أولا: أنا لم أقرأ عن حدٍ للزنا في القرآن الكريم غير حد الجلد، والمذكور في قول الحق سبحانه ( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ) صدق الله العظيم الآية ( 2 ) من سورة النور، والسؤال هنا لأُعيد طرحه على الفقهاء المعتبرين - أيهما - نسخ الآخر آية الجلد الواردة في كتاب الله أم ما ورد عبر الأحاديث الصحيحة، والأهم في هذا الشأن ( حال نسخ الحديث للآية المذكورة )، فهل يجوز نسخ آية قرآنية بغير آية مثلها ( بمعنى ) هل يجوز نسخ آية تكفل الله تعالى بحفظها بحديثٍ واردٍ وإن كان صحيحا عبر الثقات عن سيدنا رسول الله ( ص ).

ثانيا: إن ما تتداوله شبكات التواصل الاجتماعي بإقامة الحد على امرأة زانية والذي افتتحت به مقالي (( أشعر )) حد اليقين أن المراد منه الترويج للإساءة بالإسلام ذاته لا أكثر من ذلك، فانظروا إلى ربط المرأة وجرها بالحبل كالبغال لهو أمرٌ مهينٌ للكرامة الإنسانية التى جاء الإسلام مرسخا وداعيا لها في تفصيله وإجماله.

ثالثا وأخيرا: الحدود الشرعية في الإسلام لا يقيمها إلا من استقرت له ولاية شرعية بإرادة حقيقية من أبناء شعبه حماية لقدسية الحدود ذاتها اللهم إلا إذا كانوا قد أرادوها لنا هرجا ومرجا وهو الأمر الذي يخالف الإسلام في معتقده وفكره وإمكانية تطبيقه وممارسة شرائعه.

فالحذر.. الحذر أيها المسلمون، فوالله ما أرادوها إلا حربا على إسلامكم قبل أن تكون حربا عليكم، فهل أنتم مدركون.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى