الأربعاء ١ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم نوري الوائلي

حسبتك قد تجاوزت الصعابا

حسبتك قد تجاوزت الصعابا وأينعت الروابي والهضابا
وطاولت الشموس بكل فجر وغالبت الدجى بدرا مهابا
واوردت الشريعة كل أمر وأظهرت التقى أمرا مجابا
وأعليت الحصون بكل ثغر واخرست الشرائد والكلابا
وعانقت اليتيم كأن دفءا من النهرين يحتضن السحابا
وأثريت الأرامل مكرمات فما نال القذى منها نصابا
وباهلت المكارم في شهيد من الشريان يمنحك العبابا
ولكنّي رأيتك مثل أمّ يمزق ذرعها ولْدٌ عُجابا
وتنهشك الأيادي من دخيل فيحمد بعضُ أهليك الخرابا
ويملأك الردى والغدر سيف وكان الغدر للأوغاد بابا
فهذي القاذفات ومن بناها يهشمن المصاحف والرقابا
وبات الأهل للمسعور جسرا يدنسهم كمن داس الترابا
ويتركهم كركاب ببحر يناطح موجه السحب أضطرابا
وتقتلهم بلا ذنب فئات لتنهب من مزارعه الخصابا
فغدرهمو بجهلهمو زكاة تنجيهم كمن أمن العذابا
ويقطعه العدا والقلب فرد أقاليما، ليرويها السرابا
فتأمل من حياض العز بعدا وتهجر قامة تعلو الرقابا
وتهجر من علا التاريح سفرا وتهجر خير من يقفو الكتابا
وأن دماءه للحق تروي بأنه خير من يهب الشبابا
وتنمو من هضابه رغم قحط سيوف ما رأت يوما قرابا
وتعطيه المواجع خيرهدي ويسقى من مدامعها عِذابا
فأعلته المقابرُ مثل نصب تٌزاحمُ حوله الموتى شبابا
وتبنيه الدماء كقلب شبل يؤجج نبضه الدنيا حِبابا
ولن تحيا القلوب بلا دماء فتأتيه الدما هديا مطابا
وينشد بعد أحقاب خلاصا ليطرد عن موائده الذبابا
فيأتيه الخلاص كعرس عشق تغضّبه الدما عبقا ملابا
ويأتي بالعروش مكبلات ويأمل قيدها يجلو الضبابا
صراعات على الأضواء موت ويدفع شعبه المضني الحسابا
ويغمره الردى والموت بدّن فيحيا فوقه نصرا غلابا
ويشدو من شفاهه رغم نزف نشيد يبهر الدنيا حقابا
بلاد الصابرين ملكت صبرا كنوق تحتوي أرضا جبابا
ويلهو الغادرون كقوم عاد وأنت تنازع البلوى أحتسابا
سيأتيهم وربك شر نحس و يلعق خيرهم قيحا عقابا
برغم الموجعات فأنت عزم وتحتضن المدارس والقبابا
وأنت بسيد الاحرار كون يعلم خيرة الدنيا الصوابا
فأنت منابع والأرض تسعى لتروي من مجاريها الرضابا
وأنت العلم والتاريخ تبقى أصولا تأمل الدنيا أنتسابا
ومنك اليوم من يرجو انفصالا ويعزو البعد عزا واكتسابا
فلا تأمن إذا أغمضت عينا فأن الليل يحتضن الذئابا
ولم ينفعك لوم ان تهادن نفاقا يظمر الأفعى جوابا
فبترالمفسدات وإن تعالت يجنبك المزلزل والمصابا
فلن يجدي مع الجاني عتابٌ ويخفي في نواياه الخبابا
فهذا الحر ان آذاك جهلا يناشدك الرضا طيبا وطابا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى