الثلاثاء ١ شباط (فبراير) ٢٠٠٥
بين الــــــرواية والســـــــــيرة الذاتيـــــــــة
بقلم نبيل درغوث

"حفـــــــــــــيف الريــــــــــح"

"إن معظم الروايات الأولى هي سير ذاتية مقنعة، هذه السيرة الذاتية هي رواية مقنعة."

(كليف جيمس)

مقـــــــــدّمــــــة

مثّل تداخل الأجناس الأدبية إشكالا بالنسبة إلى مصنّفي الأدب. وقد أصبح تمييز كلّ جنس أدبي عن غيره أمرا عسيرا لتداخلها وتوالدها من بعضها البعض. وهذا ما سبب خلطا هائلا أصبحت تعاني منه بعض المقاربات للأجناس الأدبية حيث تسود زئبقية مصطلحاتها وانفتاح النصوص على بعضها البعض. فليس ثمة أسوار منيعة أو آليات تعمل داخل الشكل الفني، تحول دون تداخل الأشكال الفنية وتمازجها [1].

"حفيف الريح" (هي الرواية الثانية لظافر ناجي)، ما أن يتفحصها القارئ حتى يلاحظ علاقتها برواية السيرة الذاتية حيث تتقاطع أحداثها وشخصياتها بمكونات من حياة الكاتب.

فماهي خصوصية هذه الرواية و ما علاقتها بالسيرة الذاتية؟

الــــــروايــــــــة

على سبيل المدخل النظري الموجز سنحاول بدءا تحديد الملامح الكبرى للرواية التي يمكن القول بأنها عمل فني متخيل، نثرى، ينهض على أساس قصصي مادته أحداث وشخصيات هي مزيج بين الخيال والحقيقة على شكل حبكة ذات تعقيد ما. قد يبدو هذا التعريف بمثابة تقرير أمر واضح، لأن الرواية تتخذ " لنفسها ألف وجه، وترتدي في هيئتها ألف رداء، وتتشكل أمام القارئ، تحت ألف شكل مما يعسر تعريفها تعريفا جامعا مانعا. ذلك لأننا نلفي الرواية تشترك مع الأجناس الأدبية الأخرى بمقدار ما تستميز عنها بخصائصها الحميمة، وأشكالها الصميمة" [2].

الرواية تركيب خيالي وهي قبل كل شيء بناء فني- رمزي يسعى لأن يمثل الوضع الاجتماعي /النفسي/ الانطولوجي للإنسان في الكون. فالرواية بمعنى ما هي الوهم المبتكر الذي يترك آثاره في نفس القارئ." إنه الوهم الخالد.. الوهم الباقي لأنه يأخذ شكلا صلبا وحيويا عبر الفن بحيث يتواصل مع الآخرين من البشر مهما بعد زمانهم ونأى بهم المكان فيصير بإمكانهم أن يعايشوا صورة الوهم وأن يتأثروا بها" [3].

يرى بعض منظري الرواية في احتمال نشأتها ومسار تطورها أنها/ الرواية من أهمّ أشكال الإبداع قدرة على التو ضيف والاستفادة من الأجناس الأدبية التي سبقتها (الأسطورة، الملحمة، الحكاية...إلخ). فهي" الوريث الشرعي للأجناس السابقة" [4] ومن الباحثين من يرى أن "الرواية عموما هي الجنس الأكثر تحرّرا لأنه جنس غير مكتمل لا حدود له ولا ضفاف أمواجه ممتدّة دون شواطئ، فهو جنس ما ينفكّ يجهز على الأجناس التقليدية القديمة ليجعلها في خدمته" [5].

والرواية من الأجناس الأدبية التي هي في علاقة توارثية وتستكمل سلالات بعضها منها مثلا السيرة الذاتية مثلا. ونحن نفترض ان رواية "حفيف الريح" لظافر ناجي هي من جنس السيرة الذاتية . وقبل تبيان هذه الفرضية يجدر بنا في مسلكنا النقدي ان نتوقف عند اهم المحطات التي عرفتها تنظيرات السيرة الذاتية.

السيرة الذاتــــــــية / لمحة تاريـــــخية :

حسب جورج ماي نهاية القرن الثامن عشر هو بداية السيرة الذاتية فنشر "اعترافات" (Confessions) "ج. ج. روسو" (J.J. Rousseau) (1712-1778) بعد وفاته شكل نقطة انطلاق وإعلان عن استقلال السيرة الذاتية ككيان أدبيّ [6]. وإن كان المؤرخون الغربيون يقرّون بأن السيرة الذاتية هي لونا من الألوان الإبداعية خاصّ بالثقافة الغربية.فان مع أواسط القرن العشرين تغيّرت هذه الفكرة في النقد الأدبي الغربي، ولم تعد السيرة الذاتية حكرا على الحضارة الغربية دون غيرها [7]. فالدارسين للسيرة الذاتية في الأدب العربي يجمعون على أنّ هذا الشكل من أشكال التعبير عرفه تاريخنا الأدبي."وهو غرض أدبي عريق في حضارتنا العربية الإسلامية ولئن لم يتبلور متصوره الذهني بما يتيح له الانفراد بمصطلح نقدي مخصوص فإنه قد صيغ على نماذج تكاد تصل به منزلة الاكتمال في المضمون والغرض والأسلوب" [8]. فالأدب العربيّ عرف السيرة الذاتية قديما كما حديثا. وقد اجمع الباحثون ان كتاب "الأيّام" (1929) لطه حسين نص مؤسس للسيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث [9].

يعود وضع الأساس للتنظيرات الحديثة في حقل السيرة الذاتية إلى سنة 1956 مع مقال "شروط السيرة الذاتية وحدودها " لقوسدورف" [10] (GUSDORF) وابتداء من هذا التاريخ تتالت المقالات والكتب حول تحديد وتعريف هذا الشكل الإبداعي الذي رأى فيه الفيلسوف الألماني ويليهيلم ديلتاى أكثر تعبيرات تأمل الحياة المباشرة.

وفي سنة 1971 وضع فيليب لوجون(Philippe le jeune) تعريفا لهذا الجنس الأدبي في كتابه " السيرة الذاتية في فرنسا" ثم نقّحه سنة 1975 في كتابه "ميثاق السيرة الذاتية" (Le Pacte Autobiographique) قائلا : "وبعد تعديل طفيف سيصبح حد السيرة الذاتية كآلاتي [هي] حكي استعادي نثري يقوم به شخص واقعي عن وجوده الخاص وذلك عندما يركز على حياته الفردية وعلى تاريخ شخصيته يصفه خاصة" [11] ولعلّ هذا التعريف لا يبدو مطلقا ونهائيا، فقد أحجم جورج ماي عن وضع تعريف رغم معالجته لهذا الجنس الأدبي ضمن كتابه "السيرة الذاتية" [12]. وبعد سنوات قام فيليب لوجون بنقد ذاتي ضمن كتابه "أنا أيضا" [13] معيدا النظر جذريا في "ميثاق السيرة الذاتية" الذي كان قد صاغه فيما سبق. إذا فلا سيبل للحديث عن جنس سردي نقي خالص، باعتبار أن السيرة الذاتية قد أخذت عند نشأتها أساليب و فنيات الكتابة التي اعتمدتها الرواية سابقا. "فالألوان الإبداعية تميل غالبا إلى الدخول في علاقة تماثلية فيما بينها، أو توارثية، أحيانا تفسر بعضها أو تستكمل وظيفتها التعبيرية" [14]، وهكذا تصل "الرواية" و"السيرة الذاتية" في علاقة إشكالية قائمة، فكلاهما يتأسس على قصّة حياة بطل فرد يدخل في صدام مع محيطه رافضا لنواميس المجتمع، قلقا، ساخطا، يعيش في علاقة إشكالية مع كل ما يحيط به.

ودون أن نتمادى في عرض مسهب للمجال التنظيري دعنا نتفحص بنية رواية " حفيف الريح" لظافر ناجي مستنيرين بما أوردناه.
هيكل وبنية الروايــــــــة
تتألف "حفيف الريح" من أربعة فصول تتخللها أربعة ملاحق، وقد هيكل المؤلف هذه الرواية على النحو التالي :
  تصدير الرواية بفقرة للجاحظ من كتاب "الحيوان".

  الفصل الأول : من ص 10-23، ويشتمل على : 14 صفحة، بدون عنوان مع تصدير بكلام حول آدم وحواء.

وجاء الفصل الثاني والثالث تحت عنوان كبير "كتاب النساء" صخب الذاكرة وأوجاع الحاضر.

  الفصل الثاني : من ص 25 –60، ويشتمل على : 36 صفحة، تحت عنوان "أمينة" ضجيج العاصمة.

  ملاحق المرحلة : يتألف من ملحقين هما كتابات المرحلة ورسائل المرحلة.

  الفصل الثالث : من ص 67-125، ويشتمل على : 59 صفحة، تحت عنوان"ماري" ثورة المانش.

  ملاحق المرحلة : يتألف من ملحقين هما كتابات المرحلة ورسائل المرحلة.

  الفصل الرابع : من ص 132-138 ، ويشتمل على : 7 صفحات، بدون عنوان مع تصدير بكلام حول آدم وحواء.

منذ الفصل الأول يتولى الراوي مهمة الحكي ليمتد ذلك على كامل الرواية غير انه يتخلل هذا السرد حوارات مطولة بين الشخصيات.
وإن كانت الرواية قدّمت أحداثا عاشتها الشخصية الرئيسية بين قرقنة والعاصمة وقابس في منتصف الثمانينات وأوائل التسعينات. فقد واكبت من جهة أخرى التحولات التي عرفها الواقع الموضوعي على الصعيد العربي والعالمي.

والرواية ايضا هي ذكريات الشّخصية الرئيسية (فاضل) جاءت في هيئة "كتاب النساء" ويمثل الفصل الأول فاتحة الكتاب أمّا الفصل الرابع فهو تتمة لقصّة بدأت من الفصل الأوّل مكونة ذكرى تضاف إلى "كتاب النساء". ولكن سؤالنا المركزي في هذه القراءة يضل يتمحور حول تجلي عناصر السيرة الذاتية في هذه الرواية .
في البحث عن الميثاق السير- الذاتي

إنّ استخدام المؤلف لأحداث وشخوص وأماكن ترتبط بحياته الشخصية قصد تاليف روايته الأولى يمثل ظاهرة لا يمكن أن تغيب على أي قارئ جادّ. فالكاتب ينطلق في نصوصه الأولى من كل ما يتصل بحياته مركّزا فيها على تاريخه الشخصي وسبب ذلك ، ربما ، ثقل الذاكرة على مخيّلة المؤلّف. فلا بدّ للكاتب أن يتخلص من ذلك الثقل في أعماله الأولى فتتطهّر المخيّلة ليقع تشغيلها بملكات التخييل. وكان "كليف جيمس" قد نبّه إلى هذه الظاهرة حيث قال : "إن معظم الروايات الأولى هي سيرة ذاتية مقنّعة." والكتابة عن الذات ممارسة يسيرة يتحسّس الروائي من خلالها عالم الكتابة من خلال مرجعيته الذاتية وحياته وتاريخه الشخصي وعلاقته بالذوات الأخرى. يتناول كلّ هذه الزوايا التي عرفها وخبرها وعاشها قبل أن يبتكر حيوات وشخصيات غيرّية [15]. وهذه المرحلة هي مرحلة جنينية وضروريّة لنشوء الكاتب الا ان كثير من الكتّاب من يبقى نزيل هذه المرحلة لا يعرف منها فكاكا فتراه يستنزف تلك الذاكرة استنزافا حتى يسقط في التكرار فلا يعثر له الباحث إلاّ على نصّ فريد كان قد صاغه مؤلفه بطرق شتّى. واذا اراد ان يتجاوز ذلك فعليه أن يتمرّد على ذاته وأن يتنكّر لعمله الأوّل حتى يؤسس ذاتا إبداعية أخرى في عمليّة أشبه بقتل الأب، ونقصد بالأب، النصّ الأوّل للكاتب.

نعثر في "حفيف الريح" علىعلامة أجناسية هي عبارة" رواية " تصاحب العنوان موجهة القارئ منذ البدء على تلقيها باعتبارها "رواية". غير ان القارئ العارف بحياة الكاتب يجد نفسه أمام نص من تلك النصوص التي يصفها "فيلب لوجون" بالنصوص التي يعثرفيها على التشابهات وعلى تطابقا بين المؤلف والشخصية رغم ان المؤلف اختار أن ينكر هذا التطابق أو على الأقل، اختار أن لا يؤكده [16]، فبالتطابق بين الكاتب والراوي والشخصية تكشف السيرة الذاتية عن ذاتها. والغالب على السير- الذاتية أنها تكتب بضمير المتكلّم المفرد "أنا" الذي يصهر كلّ من الراوي والشخصية والكاتب في بوتقة واحدة. إلاّ أن ظافر ناجي تعمّد استعمال ضمير الغائب "هو" لكي يوهم القارئ بأن نصّه سيرة غيريّة ويؤكدّ الانفصال بين من عاش القصّة (الشخص) ومن يسردها (الراوي) غير أنّه يمكن الحصول على تطابق بين الراوي والشخصية في حالة الحكي "بضمير الغائب" بإقحام مشكل المؤلف حسب عبارة صاحب كتاب "الميثاق السير ذاتي" [17]. وذلك باقامة المعادلة المزدوجة التالية :

المؤلف = الراوي
_ المؤلف = الشخصية

فقصّة "فاضل" (الشخصية الرئيسية) تتقاطع في الكثير من المواطن مع قصّة "ظافر" (المؤلف)، ذلك أن "فاضل" يحمل الكثير من السمات المشتركة بينه وبين المؤلف ابتداء بالاسم فالاسمان يشتركان في أحرف ثلاثة الفاء(ف) والألف (أ) والظاء (ظ) فاسم (ف-ا-ض-ل) هو كتابة (ظ-ا-ف-ر) من اليسار إلى اليمين إبتداء من حرف الفاء (ف) وإنهاءه بحرف اللام (ل) أمّا بقية السمات فتظهر في مسقط الرأس "قابس" ودراسة اللغة والآدب العربية بالجامعة وامتهان التدريس بقابس سابقا واحتراف الكتابة.

كما تؤكد الملاحق التي أدمجت ضمن فصول الرواية التطابق بين المؤلف والشخصية. فهذه النصوص التي جاءت تحت عنوان كتابات المرحلة كانت قد نشرت فيما مضى بإمضاء "ظافر ناجي" (المؤلف) : حيث يتضمّن النصّ الأول قصّة قصيرة بعنوان "القمامة" نشرها المؤلف ضمن مجموعته القصصية "المتاهة" بتونس سنة 1992أمّا النص الثاني فهو مقتظف من رواية كان قد نشرها بسوريا سنة 1994 تحت عنوان "أرخبيل الرعب" ورغم هذا التطابق بين الراوي والشخصية بطريقة غيره مباشرة أي عن طريق المعادلة الرياضية. فالتطابق مثبتا داخل النص وإن مكّن ضمير الغائب الكاتب من الفصل بين الراوي والشخصية. فإن الراوي ينهض راويا عليما بأطوار حياة الشخصية كلها يستحضر ما يشاء منها حين يريد استباقا أو استرجاعا :

"تذكّر في وحدته ذلك الحيّز من ماضيه فلم يعرف أيتألّم من أنّه كان كذلك أم يفرح بأنّه تجاوز كلّ تلك العقبات وأصبح الآن أستاذا يدرّس النّشء دون أن يمسّ بسوء... كثيرون من أصدقاء تلك الفترة يقولون له أنّهم متعجّبون من كونه تمكّن من إتمام دراسته فقد كان مؤهّلا ليكون خريج سجون أكثر من تأهّله للتخرج من الجامعات...
تذكّر كلّ ذلك ولم تغادر صورة أمينة رأسه لحظة واحدة لكنّه كان قد قرّر الفراق، وكان من الصعب أن يجعله شئ ما يغيّر رأيه. بعدها نجح هو والتحق بسلك التّعليم في جهة قابس غير بعيد عن العائلة وهناك انشغل أو شغل نفسه بالكتابة. فجمع القصص القصيرة التي كتبها وهو طالب ونشرها في الجرائد والمجلاّت ثم بدأ يكتب بشكل متواصل وينشر تباعا وقد قرّر أن يمتهن الكتابة لاحقا رغم أنّه لم يكن وقتها قد عرف أية مهنة شؤم كانت..." (حفيف الريح، ص 59).
وقد بدا لنا أنّ العلاقة بين الراوي والشخصية تنجلي خاصة في اشتراكها في ذاكرة واحدة حتى تتوحّد الذات الراوية والمروية في ما يشبه حالة الحلول ويمكن في هذا المضمار الاستشهاد بامثلة والفقرات التالية :

"هنا أيضا تتدخّل الذّاكرة الّلعينة وكأنّها تريد الإجابة عن أشياء لم تسأل عنها لكنّها مع ذلك تأخذ صاحبها قسرا إلى حيث هي تريد." (حفيف الريح، ص 23).

"ما الذي بقي الآن غير صدى لذاكرة مثقوبة تأتي بالأشياء من أعماقها وكأنّها تخرج بها من أعماق كهف مظلم بعد منتصف ليل بهيم.." ( ص 25).

الآن في هذه الأيّام الأخيرة من آخر الألفيّة الثانية يبدو منتصف الثمانينات زمنا آخر وكأنّه آت من قرون خلت... ياه ... ما أسرع ما وقع." (ص 26).

"وها هو الآن يكتشف أنّه لم يفهم شيئا وأنّه غير قادر على أكثر من استرجاع الصور التي عاشها في أقصى الحالات لأنّ الذاكرة ألاعيبها التي تنتهي، فهي تنتقي وتزيّن وتعبث بصاحبها" (ص 52).
"عادت به الذّاكرة إلى تلك الأيّام، والذّاكرة حين تثور تحرق كلّ الحاضر فتتعالى عليه وتقزّمه..." (ص 53).

"... حتّى لكأنّه كان يهرب من ماضيه القريب إلى ماض أبعد كان أحلى وأجمل بلا شعارات جوفاء ولا قفّازات ولا مواد تجميل..." (ص 67).

"الذّاكرة ذلك الجزء من الدّماغ..

والدّماغ ذلك الجزء من الرّأس..

والرّأس ذلك الجزء الذي يحكم البدن بأكمله.

أفلا تكون الذّاكرة هي التي تحكم كلّ شيء فينا، أوليس الماضي هو سبب وجودنا الحالي حتّى وإن كذبنا على أنفسنا وقلنا إننا تجاوزناه أو أننا صنعنا لأنفسنا حاضرا لا علاقة له بذاك الماضي ؟" (ص 105).

"وتدور الذّاكرة وتقفز في ساديّة مرهقة تتلذّذ بعذاب صاحبها... اللّهم الحمد لك والشّكر لك على نعمة النّسيان التي تقمع تسلّط الذاكرة.." (ص 105).

خاتـــــــــــمة

الجنس الادبي الذي يبدو لجورج ماي اعلق الاجناس عضويا بالسيرة الذاتية هو الرواية [18].

وقد اعتمدنا على عناصر من مكونات السيرة الذاتية لقراءة رواية ظافر ناجي "حفيف الريح". فهل ان نموذج القراءة الذي اعتمدناه يكفي للالمام بسر العملية الابداعية التي حاكت نسيج هذا النص الروائي ؟

• ظافر ناجي : "حفيف الريح" (رواية)- تونس 2001


[1القولة لمحمد العباس مأخوذة عن عبد الله عبد الرحمن الحيدري : رواية السيرة الذاتية، مجلة علامات في النقد م 13، ج 49 سبتمبر 2003، ص 580

[2عبد الملك مرتاض: في نظرية الرّواية، سلسلة عالم المعرفة عدد 240، ديسمبر 1998، ص 11.

[3فؤاد التكرلي: الطيور صغيرة تحت أنظار الشيخ الحزين، جريدة الشرق الأوسط، عدد 9079، أكتوبر 2003، ص 16.

[4فرج لحوار: الحياة الثقافية عدد 82 فيفري 1997.

[5كمال الرياحي : حركة السرد الروائي ومناخاته ، تونس 2004 .

[6انظر جورج ماي: السيرة الذاتية، ترجمة محمد القاضي وعبد الله صولة، بيت الحكمة – تونس 1992، ص 28.

[7انظر دويت رينولدز: السيرة الذاتية في الأدب العربي، مجلة الكرمل عدد 76-77 سنة 2003، ص 89.
 منصور قيسومة: السيرة الذاتية في التراث العربي، التعدّد والتنوع، الحياة الثقافيةـ عدد104 أفريل 1999.

[8عبد السلام المسدي: النقد والحداثة، دار أميّة، تونس 1989، ص 115، وأنظر أيضا: - يحي ابراهيم عبد الدايم: الترجمة الذاتية في الأدب العربي الحديث.

[9أنظر: - محمد الباردي : السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث حدود الجنس وإشكالاته، مجلة فصول م 16 عدد 3، سنة 1997، ص 69.
 دويث رينولدز : ص 98.
 إحسان عبّاس: فنّ السيرة، دار الثقافة – بيروت دث، ص 151

[10انظر: - آنخل. ج. لورايرو: المشاكل النظرية للسيرة الذاتية، ترجمة نادرة الهمامي، مجلة الحياة الثقافية عدد 146، جوان 2003، ص 48-49.
 دويت رينولدز، ص 89.

[11فيليب لوجون: السيرة الذاتية، الميثاق والتاريخ الأدبي، ترجمة وتقديم عمر حلي، المركز الثقافي العربي، 1994، ص 22.

[12L’autobiographie, Paris 1979

[13Moi aussi, Paris 1986

[14عبد الله بن عبد الرّحمان الحيدري، ص 580.

[15بوشوشة بن جمعة: اتجاهات الرواية في المغرب العربي، تونس 1999، ص 143.

[16فيليب لوجون، ص 37.

[17فيلب لوجون، ص 25.

[18جورج ماي، ص 123.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى