الأربعاء ١٧ أيار (مايو) ٢٠٢٣
بقلم
حفيف المعاني..
ذاكرتي في جمود، وعقلي في هوان، وكلماتي في مخاض ولادتها..
فـالتيه صعبت دروبه، ولم يُسمع منه إلا عواء الوقت وخفافيش المكان!
المعاني في ديمومة تثاؤبها، وكم أرهقتها وأتعبتها حشرجة كلمة أو ثلاث..
مغلفة سيلان لُعابها بقوة البيان متى ما اشتهت طبق الحقيقة والجمال..
لا تثقوا بالليل
ساعة انحسار الظلام وبكاء الزمان..
لا تثقوا بالمجاز
ساعة تغشي السديم بين خبايا الأوبئة..
لا تثقوا بالشوك
الذي تسربل ما بين الأشجار والأزهار..
لا تثقوا باللسان
الذي كبله المديح خلف قضبان الوصايا..
لا تثقوا في الصوت
فلربما قد توارت خلفه آلام المنايا وأطناب الهجير..
لا تثقوا في الصبح
وقد سيج الصياد تغريد البلابل بالبندقية والشباك..
لا تثقوا في الخُطى
وأرصفة الأمس ما زالت مكتظةً بصوت المطر..
لا تثقوا بالكلام
فصرير الأمس يسكنه الهمس لوشاية يوم صمته..