الأحد ٥ آب (أغسطس) ٢٠١٨
بقلم سلوى أبو مدين

حكايةٌ لم تروَ بعد

بالأمس البعيد كنا

صغارًا، نلتفُّ حولَ مائدةٍ واحدةٍ، نأكلُ من ذاتِ الصحنِ؛ ننامُ في غرفةٍ ضيّقة ،يجمعنَا سريرٌ صغير جداً، رغم كثرتنا ..

في آخرِ المساءِ نحيكُ الأملَ كَي نرتديهُ في الغدِ..

غرفتنَا ممتلئةٌ بالطفولةِ والأمانِي.

مدرستنَا تختبئُ وراءَ أسوارهَا أشجارُ الكستناءِ والسرو .

نقتسمُ الأيامَ واحدًا للضحكِ، وآخرَ للبكاءِ.. والبعضُ دمعٌ ودمعٌ.

حينَ كنّا

في ذاكرتنَا، الدُمَى القديمةُ، الأرجوحةُ العرجاءُ، مساءاتُ الشتاءِ القارسِ .

ننسجُ أحلامنَا تحتَ نجمِها الخافتِ، ترهقنَا الحياةُ تخذلنَا، ومضتْ تاركةً لنَا حقائبهَا وعتمتهَا!

كبرنَا

كبرتْ أحلامُنَا معنَا.. أصبحنَا نحلمُ بأشياءَ أكبرِ منّا.. لمْ يعدْ يجمعنَا سقفٌ، بل فرّقتنَا الأسقفُ.. لمْ تعدْ تضمنَا حجرةٌ واحدةٌ، بل أصبحنَا نقيمُ في بيوتٍ متفرقةٍ.. متباعدةٍ
كلنا يمضِي..

كانَ حلمًا

نحلمُ كَي نكبرَ.. وحينَ كبرنَا عاتبنَا حلمنَا الذي حققَ مآربنَا، بتنَا نحلمُ كَي نعودَ صغارًا، لأنّ الحياةَ حرمتنَا متعةَ مشاطرةِ بعضنَا بعضًا.

حينَ كبرنَا

كبرنَا واكتشفنَا أنّ هناكَ أمورًا تخيفُ أكثرَ من الظلامِ!!

حينَ كنّا

نحبُّ بعضنَا بعضًا أكثرَ من أيّ شيءٍ.. لمْ يبقَ لنا سوَى صورةٍ وذكرياتٍ جميلةٍ.

حينَ كبرنَا

نسينَا مَا حفظناهُ في صغرنَا.. وتنأى بنَا الحياةُ

وتُشيحُ بوجههَا تاركةً لنا.. خيبةً وشجى بعدَ أنْ سلبتْ جمعتنَا، وطفولتنَا..!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى