السبت ١٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩
بقلم شادي خليل أبو عيسى

حنان حمدان.. وردة حالمة في دنيا الألم والأمل

شاعرة تعيش في كلماتها، تتنفس بها وإليها تعود كلما شعرت بقلق ازاء الرومنسية.

تُعبِّر عما يدور في خواطرها من أحاسيس ومشاعر انثوية، وتتمايل مع نسمة كل ريح ومع بسمة كل ربيع.
تبتعد عن الضوضائية المبعثرة والدعاية الزائفة، وهي لا تكتب إلاّ لجميع النساء اللواتي بحاجة إلى التمرد.

مناهضة للوقت، تدفن حنينها في قبور خمريّة وتمشي.
عندما تقرأ قصيدة لها، يخيل إليك انك في عرس ارجواني، في طبيعة رائعة، وتشعر بضرورة الابتعاد عن الأمور المادية والالتجاء إلى العزلة...تشعر وكأنك طائر بين أعناق المروج قرب أحضان الطيور.
تهزّك نبراتها المؤثرة، المخلصة، في بساطة من التعبير: " غابت عن مسمعي أنفاس همساتك وحلّت برودة النسمات بدل دفء قربك. أين انت؟ أفتّش عنك بين وجوه الناس، ولم أعد أرى سوى رسمك...".

وعندما يغمرنا سحر مشاعرها المفعمة بالكآبة والألم والأمل والشوق والحنين، المنهمرة والراكضة نحو أفق اللقاء والفراق، فاننا نفكر بالمرأة الحالمة من دون معايير أو نظرات اجتماعية.

" في كلّ رحيل لك، تمزّقني، تحوّلني إلى أجزاء امرأة...".
ولكن، لا بد أن تملكك أيضاً قساوة الواقع ازاء هروب الأيام، واليأس الذي لا ينجي منه إلاّ الشعر: " اعذرني حبيبي إذا أحسست بخيالك إلى جانبي، وببريق عينيك يسكن منفذ غرفتي وبمناجاة الكلمات في حديثك...فإنني امرأة...".
وتضيف ساكتة: " إليك أشكو بعد أن فاق حناني حدود صبري، وفاضت من أحاسيسي تصنّع النسيان. أمشي في الطرقات أراقب المارّين، اشتري الثياب، أجلس في المقاهي، أغنّي النسيان وأنا في قمّة الذكريات...".

في شعر الرقيقة حنان شخصية شاعر واقعي ورومنسي، يخلق لشعره المناخ النهائي الخاص. فكأن شعرها يستيقظ مع نغمة نسيم المساء، كما يغفو قرب ضفاف الأنهر مع العشاق.

" كيف أقبلك وفي القبلة رعشة الفراق. وما أنا من بعدك سوى الضياع. فكيف أخطو إلى الحزن وقلبي لا ينادي سواك؟...".
" أتظن أن هروبك المصطنع انتصاراً؟! فهل تنجو النعامة في هروبها ورأسها في التراب؟! أم تظن أن عزلي من تفكيرك نسيان؟! هل تظن أن هروبك من رؤيتي يجمّد ثورة مشاعرك تجاهي؟! فهل بالموت تنسى الأم ولدها؟!...".

لم يعد الشعور عند شاعرتنا الهادئة تجريداً، بل تراه يغدو مرجاً، ووجهاً وزهرة.
حنان حمدان.. تسعى أبداً وراء المشاعر الصادقة واللمسة الحارقة والبسمة القاتلة والفرحة الغاضبة والكلمة الراقية.

" اعذرني.. فإنني امرأة "، ديوان جديد يستحق النور وينعم بالتجديد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى