الأحد ١٠ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم عمر حكمت الخولي

حنينٌ وذكرى..

غرامي تفشَّى وشوقي تخمَّرْ
لكِ مذْ عرفتُ النعيمَ المصوَّرْ
على طرْفِ نهدٍ تباهى جمالاً
على كلِّ شبرٍ بجسمكِ أزهَرْ
فقبلكِ لمْ أعرفِ الشِعْرَ يوماً
وبعدكِ يا حلوتي صرتُ أشعَرْ
ودونكِ أمسي حكيمَ الزمانِ
ولكنَّني لمْ أكنْ أتفكَّرْ
دعيني أسوِّي جمالكِ ديني
لأسرحَ في فقهِ دينٍ تبختَرْ
أحيلُ الهيامَ سياسةَ كوني
وأجعلُ شوقكِ أقوى معسكَرْ
دعيني أخلِّي عيونكِ بحري
وصدركِ أرضي وثغركِ كوثَرْ
وأشربُ مِنْ ثغركِ الريقَ خمراً
إذا لمْ يكنْ منكراً كيفَ أسكَرْ؟
وأجمعُ مِنْ كلِّ نهدٍ حكاية
ولحناً شجيَّاً وورداً معطَّرْ
فإنِّي أنا لا أكونُ حبيباً
إذا مِنْ نهودكِ لمْ أتعطَّرْ
سريري هناءٌ وراحةُ بالٍ
تعالي وزوري سريري المظفَّرْ
وصدري بلادٌ غدتْ لكِ داراً
فهيَّا اسكنيها إذنْ كي تُعمَّرْ
دموعكِ كفرٌ فلا تذرفيها
ولا ترتضي أيَّ حزنٍ سيظهَرْ
ولا تقبلي أنْ تغنِّي شجوناً
ولا تصبحي مثلَ دينٍ مُبعثَرْ
فديني اقتبستهُ منكِ احتساباً
فأسلمَ قلبي وشِعري تنصَّرْ
ودنيايَ أمستْ نعيماً مقيماً
وداري غدا مِنْ عقيقٍ ومرمَرْ
طعامي مِنَ اللهِ منٌّ وسلوى
فكيفَ سأرضى بزيتٍ وزعتَرْ؟
وإنِّي لأذكرُ يومَ التقينا
عشيَّةَ عيدِ الربيعِ المزهَّرْ
فقلتُ : أحبُّكِ فوقَ الخيالِ
فقلتِ : وعشقُكَ طفلٌ سيكبَرْ
فأينَ الغرامُ الذي كانَ فينا؟
وأينَ قصائدُ ليلى وعنتَرْ؟
وكيفَ انتهتْ قصَّةٌ مِنْ شعورٍ
بنينا عليها هوىً لا يُقدَّرْ؟
فقلبي حزينٌ ويبكي فتاةً
ويذكرُ عشقاً لهُ تتنكَّرْ
ولكنَّ ذكرى الفتاةِ ستمضي
رجوعي إليها محالٌ وأكثَرْ
فعشقُ النساءِ كأكوامِ قمحٍ
إنِ اهتزَّتِ الأرضُ حيناً تُبعثَرْ
أحبُّكِ ، لكنَّ حبِّي تداعى
وشِعري بكى ، والفؤادُ تكسَّرْ
وعمري مضى ، والحياةُ سباقٌ
فكيفَ سأسبقُ عمراً مقدَّرْ؟
جمالكِ بركانُ عشقٍ مُثارٌ
وأسمى جمالٍ غرامٌ مُفجَّرْ
وما دمتُ حيَّاً سأبقى أحبُّكْ
فنسيانكِ هوَ أنْ أتذكَّرْ
وقلبي سيرضى بأقدارِ ربِّي
سيرضى بحزنٍ عليه يُعمَّرْ
فإنِّي وقلبي وشِعري وحبِّي
طفولةُ دنيا غداً سوفَ تكبَرْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى