الثلاثاء ٢٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
بقلم
حوارٌ مع نفسي
“يَا نَفْسُ مَنْ أضْنَاكِ مَنْلا تَفْزَعِيفاللهُ يُحْيينَا وَهَلْغَيْرُ الإلَهِ مُهَيْمِنٌ ومُقَدِّرٌ؟!مَا تَذْكُرِين..فِي هَذِه الدُّنْيَا نَعِيماً عَابِراًحُلْماً بَنَيْنَاهُ مَعاًلَيْلاً جَمِيلاً آمِناً”عِطْراً عَلِيلاً شَافِياًحُبّاً عَظِيماً مُلْهِماًأوْ صَاحِباً قَدْ كَان يُوْماً مُخْلِصاً؟!ما تَذْكُرِين..أُنْساً بِأيَّامِ الصِّبا؟!وطُفُولَةً.. نَحْيَا عَلَى ذِِكْرَى لَهامَا تَذْكُرِين..عَطْفٌ رَحِيبٌ مِنْ أبِيأيُّ الرِّجالِ بِأعْيُنِي قَدْ كَان مِثْلَكَ يا أبِي..مَا تَذْكُرِينَ حَنِينَ أمِّي في الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا؟!لَمْ تَذْكُرِي شَيْئاً لَنا!!يَا نَفْسُ مَنْ أضْنَاكِ مَنْ؟قَالَتْ وَنَارُ الْغَيْظِ تَبْدُو عَاصِفَةالآن قُلْ لِي مُقْسِماًقُلْ صَاحِبِي..هَذَا الزَّمَانُ ألا تَرَى!!كَيْفَ انْتَهَيْنَا ولمْ نَزَلْنَطْوِِي الْحَيَاةَ ولَمْ نَجِدْفي عُمْرِنَا.. في كَوْنِنَامُتَسَامِحاً يَحْنُو لَنَا؟!أوْ صَادِقاً حَقّاً أحَبَّ اللهَ فِينَا مُخْلِصاًقُمْ صَاحِبِي..واقْفِلْ عَلَيْنَا بَابَنَاواحَذَرْ فَدُنْيَا النَّاسِ تَبْدُو رَاحِلَةوانْظُرْ تَرَىمَات الرَّبِيعُ مُجَافِياًهَذَا دُخَانُ السُّوءِكَمْ أعْيَا الْفَضَاقُلْ صَاحِبِي؟هَلْ تَنْبُتُ الْخَيْرَاتُ إذْألْقَيْتَ سُمّاً بِالثَّرَىهَلْ تُخْلِفُ النِّيرَانُغَيْرَ دُجَى الرَّمَادِ مُحَاصِراًأيَّامُنَا وتَلَوَّثَتْأغْصَانُنَا وتَكَسَّرَتْأعْصَابُنَا وتَحَطَّمَتْأحْلامُنَا وقَدْ انْتَهَتْانْظُرْ تَرَى..النَّاسُ قَدْ أضْحَتْ تَمُوجُ كَمَا الْفِتَنْيَا لَوْعَةَ الْمَسْكِينِ في هَذَا الزَّمَنْأوَ لَمْ تَرَاهُ يَصْطَلِي نَارَ الْمِحَنْ؟!أوَ لَمْ تَرَاهُ مَرَّةً..قَدْ بَاع بَعْضَ دِمَائِهِ وبِلا ثَمَنْ ؟!الْخَبْرُ كَي يَأتِي فَذَا أمْرٌ عَجَبْ!والْمَاءُ أحَيَاناً يُبَاعُ كَمَا الذَّهَبْ!حَتَّى الْهَوَاءِ الْحُرِّ لَنْ يَبْقَى سِوَىخَبَثٍ وَيُوحِي بالشَّقَاءِ وبِالتَّعَبْ !!أوَ لَمْ يَكُنْ هَذَا غَضَبْ؟!قُمْ صَاحِبِي..واقْفِلْ عَلَيْنَا بَابَنَاواحْذَرْ فَدُنْيَا النَّاسِ تَبْدُو رَاحِلَةوانْظُرْ تَرَى..كَمْ دَوْلَةٍفي هَذِه الدُّنْيَا لَهَا حَظُّ الأسَدْ؟وَبِرَغْمِ هَاتِيكَ النِّعَمْوَبِرَغْمِ أنْهَارِ الرَّغَدْلا تَسْتَحِي أنْ تَقْطَعَ الْمَحْرُومَ مِنْ طَيْفِ السَّنَدْ!لا تَسْتَرِيحُ ولا تُرِيحُ النَّاسَحَتَّى تُسْقِهِمْ سُمَّ الْحَسَدْ!حُلْمُ الوُجُودِ بعُمْرِهَاأنَ تُفْنِنَا حَتَّى الأبَدْ!!أوَ ذا أخُوكَ ولَمْ يَعُدْ حَقّاً أخاً!حَتَّى أنَا أوْ أنْتَ لَنْنَبْقَى سِوَى خَلْقٍ يُعَدْ!!قُمْ صَاحِبِي..وَاقْفِلْ عَلَيْنَا بَابَنَاقُمْ صَاحِبِي قَدْ يَنْتِهِي مَا بَيْنَنَاواحَذَرْ فَدُنْيَا النَّاسِ تَبْدُو رَاحِلَةقَدْ كَانَ ذَلِكَ قَوْلَهَا ودُمُوعُهَا تَهْوِي بِنَالَكِنَّنِي مَازِلْتُ أحْيَا بالأمَلوبِضَاعَتِي صٌبْرٌ وقَلْبٌ يَحْتَمْلوبِحِكْمَةٍ قَدْ قُلْتُ لا!لا تَقْنَطِييَا نَفْسُ إنَّ الْيَأسَ شَيءٌ مُفْزِعٌ!ولِمَا الْقُنُوطُ! وَذا فُؤادي لَمْ يَزَلْبِالصَّدْرِ حَيّاً نَابِضاًولِمَا الضَّيَاعُ! وذا وُجُودي لِلْمَدَىيَبْقَى بِأيْدِ اللهِ دَوْماً خَاشِعاًلَا لَنْ أمُوتَ كَبَائِسٍلَا لَنْ أمُوتَ كيَائِسٍوَالرُّكْنُ رُكْنُ اللهِ يَا نَفْسي لَنَالَا يَنْكَسِرْ.. عالٍ وَلا يَوْماً وَهَنْبَاقٍ أبِيّاً شَامِخَاًيَحْمِي الضَّعِيفَ مَتَى دَعَاحَسْبِي الإلَهُ وقَدْ كَفَىبِاللهِ أمْضِي صَابِراًيَا نَفْسُ مَنْ أضْنَاكِ مَنْوبِرَبِّنِا نَحْيَا وَهَلْغَيْرُ الإلَهِ مُهَيْمِنٌ ومُقَدِّرٌ؟!