الثلاثاء ١٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم توفيق الحاج

حوار أم ردح

شاء الله وما قدر فعل..، وفشل الحوار بين الإخوة الأعداء..!! قبل أن يبدأ ،رغم دعواتنا المخلصة بنجاحه
ويبدو أن الدعوات الكسيحة كلها من أمثالنا نحن الغلابة الفقراء لا تكفي مع غياب المحبة والتسامح في نوايا القادة الأمراء..!!

المحصلة الواضحة للأيام السابقة من مسلسل انتظار الأماني شبه المستحيلة نختصرها كما نعتقد في مقولة شهيرة مع التصرف " أصابت فتح وأخطأت حماس"..!!

فالأولى بموافقتها وضعت الثانية برفضها وجها لوجه أمام حرج مصر ، والعلاقة مع مصر أثمن من أن يفرط بها عاقل..!!

الجميع يعرف أن رفض حماس في اللحظة قبل الأخيرة للجلوس مع فتح في القاهرة كان بسبب عدم تطابق بنود وثيقة الحوارمع مزاجها السياسي مع عدم قبول مصر إدخال أي تعديلات عليها ،وكذلك من أجل سواد عيون إيران وسوريا..!! رغم الاقتناع بمشروعية طلبها الظاهري في الإفراج عن معتقليها في الضفة..!! هذا الرفض في رأي الكثيرين سحب من رصيد العملة السياسية الصعبة لحماس في البنوك المحلية والعربية والعالمية بما يكفي لان تعيد التفكير في خطواتها التي باتت أكثر انفعالا وتخبطا وتشنجا..!!

أما فتح الأحمد وعبد الرحمن والزعارير فقد تحقق لها وبدهاء السجالات والجدالات المستفزة وضع قادة حماس في الزاوية عندما أقدمت على الاعتقال المتكرر لقيادات فتح في غزة ،و منعت وبغلظة الاحتفال بذكرى أبو عمار الرابعة..!!

وقد ظهر ذلك جليا حين فتح السادة صيام و برهوم والزهار والمصري نيران المدفعية الثقيلة دفعة واحدة على الرئيس عباس وبشكل غير مسبوق ردا على الطلقات التحذيرية في خطابه الأخير..!!

أقول الرئيس على الأقل من باب الشرعية التي لا يمل الشيخ " بحر" من البكاء عليها في كل مناسبة..!!وأقول أيضا بوضوح أن من بيته من التشريعي لا يضرب الرئاسة بالحجارة..!!

إن تبادل الردح التاريخي بين فتح وحماس والنبش في الدفاتر القديمة أمام الفضائيات ، وعلى أعلى المستويات كبديل مؤسف عن الحوارالجاد يؤكد أننا لازلنا في قاع البئر، وان قادتنا لم ينضجوا بعد إلى درجة تؤهلهم للوصول بنا إلى بر الأمان..!!

هذا عدا الاستمرار مع سبق الترصد والإصرار في تلطيخ صورتنا الفلسطينية الحزينة بالمزيد من عارات التناكف والتناحر لتبدو أمام العالم أكثر سخافة وضحالة..!!

كان بإمكان حماس لو صدقت النوايا مناقشة أمر معتقليها وبقوة تحرج عباس على طاولة الحوار مستغلة رافعة الضغط المصرية والقطرية..الخ..الخ ، وكان بإمكان فتح تحت الضغط المصري والعربي أن تتحلحل وتنصاع..!!

لكن، وبما انه قد جرى ما جرى فان المنطق العاقل يقول : أن لا فائدة ترجى من استمرار التراشق بالتصريحات النارية والعبارات الوضيعة بين فتح وحماس والتي من شأنها أن تعمق الجراح أكثر فأكثر، وتوغل في مستويات من الحقد أبشع وأقذر..!!

إن من مصلحتنا الوطنية وقبل كل شيء أن تتوقف الأفواه الكبيرة والصغيرة معا عن استسهال الانحدار نحو الهاوية الأخلاقية لفظا ومعنى ،واختصار هذه الحقبة الأشد اسودادا من تاريخ شعبنا..!!

نحن نعرف التاريخ جيدا ونعرف الأصيل منه والطارئ رغم محاولات التلبيس والتزييف ،ولسوف تقرر صناديق أي انتخابات قادمة من هو الجدير بالثقة بعيدا عن الكوبونات والدولارات والشعارات الخادعة..، ولن نلدغ من الجحر مرتين..!!

نعم..
لا بديل أمام أولي الأمر منا الآن سوى اتقاء الله فينا ،والترفع عن الحماقات والتفاهات واقتراب من الأخ من أخيه ولو نصف خطوة..!!

اللهم إلا إذا أدرك الأخوان أو لم يدركا أنهما بعنادهما الأقرب إلى الكفر إنما يخدمان إسرائيل طوعا على قدم وساق ،وعن قناعة ،ولو بأسلوبين مختلفين ظاهريا متفقين باطنيا في ظل تهدئة تعاني موتا سريريا..!!

وليعلم الطرفان أن الثورين المتناطحين أمام الجزار سواء..!!

ولن تنفع أكوام الشتائم واللعنات والتخوينات التي يكيلها الأخ لأخيه ابن أمه وأبيه وكلاهما للأسف متخم بالسوءات والسيئات.!!

خاصة وان على من يدعي الإيمان والتقوى منهما أن يتذكر أن المؤمن الحقيقي ليس بلعان ولا طعان..!!
أليس كذلك يا ملك الزمان..؟!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى