الجمعة ٩ شباط (فبراير) ٢٠٠٧
بقلم سعاد عادل

حوار الشمس و القمر

سئلت الشمس، لماذا أنت ملتهبة ؟
وسئل القمر، لماذا أنت منير؟

إنسحب الفمر خجلا من الجواب،فتولت الشمس الإجابة عنه وعن نفسها.

أخذت الشمس نفسا عميقا واسترسلت "كانت لدي مشاعر فياضة فوزعتها على أحبائي لكنهم أعادوها إلي خيانة حمراء ملتهبة ،فأخذتها وأعدتها لصدري لأنها خرجت منه ومنذ ذلك الزمان و أنا حمراء ملتهبة.

فضلت الإستقرار في علو الفضاء كي لا يطالبني أحد بمشاعر أخرى فألتهب أكثر و أكون وبالا على بني البشر".

تنهدت الشمس بحرارة وأكملت "إنني كنت إنسانا قبل أن أصبح شمسا،و كنت بريئا و كذلك كان القمر إنسانا طموحا و حنونا وكنا أنا و هو نلعب معا في الحدائق السفلى وكلما نظرنا إلى السماء ضحكنا و استهزأنا من النجوم لأنها كانت عالية لا تعرف الفرحة التي نعرفها على الأرض وأيضا لأنها كانت لا تظهر إلا بالليل ونحن كنا نعيش الليل و النهار.

أخذت الشمس نفسا عميقا للمرة الثانية لكن هذه المرة مع غصة في الحلق قبل أن تواصل"إندلعت حرب ضروس بين أصحاب الحدائق السفلى فضاعت البهجة التي كنا ننعم بها أنا و القمر،فكانت النتيجة أن رحلت أنا و صديقي القمر إلى الأعالي حيث الهدوء و السكون.

فضلت أنا الظهور بالنهار و فضل القمر الظهور بالليل ،حنيني إلى حياتي السابقة يجعلني دائما حزينة عند الغروب قبل مجيء الليل كي أفسح المجال للقمر ، لذلك كل المحزونين والعاشقين المولوعين يحبون غروب الشمس لأنه يحمل نفس آلامهم.

أما صديقي القمر فهو من كثرة بكائه على الماضي تجمدت دموعه وأصبحت متلالئة و مضيئة فيضنها الناس نورا يضيء لهم.

فهل عرفتم الآن أننا لسنا بأحسن حال من كل حال، إننا نعطيكم من دموعنا أيها البشر فمتى تتخلوا عن جدالاتكم و حروبكم كي لا يضطر آخرون مثلناإلى التخلي عن أوطانهم و الموت في الغربة؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى