الأربعاء ٦ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم نادية بيروك

حيرة

كنت أعتقد أن الإنسان قادرعلى صنع قدره، أن باستطاعته فعل كل شيء وأي شيء. لكنني عاشرت أناسا متخادلين، أشخاصا فقدوا جلدهم وعقولهم فباعوا ضمائرهم لأول طارق. رأيت صروحا للرديلة ومقابر للفضيلة، فلم أعد أفقه من أمور هذه الدنيا شيئا. كنت أحاول أن أجد لنفسي طريقا وسط هذا العالم المتناقض، فوجدت نفسي أمشي وحيدة في اتجاه معكوس. لم أعد أعلم كيف أخطو ولا إلى أين أسير؟ الأبواب كلها موصدة والمساك وعرة وطويلة. زمننا لا يرحم ولايهمه أمر أمثالنا.

لا نستطيع أن نحبس الطوفان ولا أن نعيق تقدمه٠

ننتظر دائما العبور إلى بر الأمان ولكننا لا نفعل شيئا للوصول إلى الضفة الأخرى٠

كلامنا التافه وأحاديثنا الرنانة، غرور البعض وتعنت البعض الآخر، جعل منا مأساة حقيقية٠
كل واحد يحسب نفسه قادرا على تغييرالكون ولكنه عاجز عن تغيير حياته وسلوكاته وعاداته السطحية المتآكلة. عاجز عن البوح بأحلامه وعن إعلان طموحاته ونواياه٠

لا أدري كيف نتخلص يوما من نرجسيتنا الحمقاء؟ كيف نسمو بأفكارنا وأرواحنا؟ وكيف نجعل من الحروف والكلمات عالما كاملا متماسكا يغير العقول ويبني الأمل؟

سئمت عوالمنا المملة، المجترة. وتقت إلى أدب حقيقي يأخذ الألباب ويأسر العقول٠

أكره أن يجرم الشعر وأن تدان الموسيقى.

أكره أن تصلب المرأة وأن نجعل منها قضية.

أكره أن نتغاضى عن بواطن الأ مور ونعالج ظواهرها.

أخشى أن نبقى هكذا، مجرد دمى تحركها أصابع الدمار٠


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى