الأربعاء ٣٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٥
بقلم آمال عواد رضوان

حيفا تقطرُ شعرًا وإبداعًا

أقامَ نادي حيفا الثقافيّ والمجلس المليّ الأرثوذكسيّ الوطنيّ/ حيفا ومؤسّسة الأفق للثقافة والفنون أمسيةً شعريّة للشاعر إياس يوسف ناصر، احتفاءً بديوانه "قبلة بكامل شهرزادها"، وذلك بتاريخ 17-12-2015 في قاعة كنيسة ماريوحنا الأرثوذكسيّة في حيفا، وسط حضور من الأصدقاء والأدباء والأقرباء، وقد تولّت عرافة الأمسية خلود فوراني سرية، ورحّب المحامي فؤاد نقارة "رئيس نادي حيفا الثقافيّ" بالحضور، وقدّم الكاتب عفيف شليوط مدير مؤسّسة الأفق للثقافة والفنون كلمة، عن مؤسّسته وعن تجربته مع المحتفى به، وقدّم الكاتب يوسف ناصر (والد الشاعر إياس ناصر) كلمة شكر لنادي حيفا الثقافيّ ولمُنظمي الأمسية وللحضور، ثمّ قدّم المُحتفى به إياس عددًا من نصوصِهِ الشعريّة، وتخللت الأمسية مداخلة فنيّة لكلّ مِن: الفنانة روزان بولس وعازف العود الفنان سمير مخول، وفي ختام الأمسية شكرّ الشاعر إياس الحضور، وتمّ توقيع ديوانه والتقاط الصور التذكاريّة!

مداخلة عريفة الأمسية خلود فوراني سرية: مساؤكم نديٌّ بنور حيفا والكلمة. مساءٌ يليقُ مقامًا ووفاءً بشاعرنا الجليليّ، وقد قادتهُ خطاهُ إلينا، حاملًا في جعبتهِ عملًا إبداعيًّا جديدًا.

(قبلة بكامل شهرزادها) تجمعُنا هذا المساء، وشهرزاد بكامل عنفوانها تحملنا على جناح يمامة إلى حيث يطيبُ البقاء، وإياس نلصر في إبداعه الجديد فارسٌ قادمٌ على صهوةِ الشعر، فيضٌ رهينُ المشاعر والحواسّ، عباراتُهُ شاردةٌ من زمن إبداع قد سقط منه الإبداع.

اعذروني ففي حضرة إياس يستحيلُ أن أقفَ على الحياد! فأنّى لي الحياد وأنا امرأة مسكونة بالشعر؟! منذ طفولتهِ الشعريّةِ كان إياس يُجالسُ السموأل، والمُهلهلَ، والنابغة الذبياني والأعشى، فهطلت أمطارُ القصائد من بين أناملهِ شعرًا عذبًا. عِشقُهُ الأزليُّ للغة العربيّةِ كان سببًا في تفوّقِهِ الأكاديميّ، ونيلِهِ تسع جوائز تفوّقٍ، من بينها جائزة رئيس الجامعة العبريّة في دراسته للقب الثاني في الأدب العربيّ والأدب المقارن.

خلالَ دراستهِ الجامعيّةِ وبدافع انتمائهِ الصادق للهُويّةِ القوميّة، أسّسَ جمعيّة النبراس للغة العربيّة، حيث وضعت الجمعيّةُ نُصبَ عينيْها الحفاظ على اللغة، واستنهاضَ الهِمم البليدة، وصهْرَ حاجز الجليد بين الطالب ولغته العربيّة.
يعملُ محاضرًا للغة العربيّةِ في الجامعة العبريّة في القدس زهرة المدائن، وهو بصددِ إتمام رسالة الدكتوراه في الشعر الجاهليّ. يُؤمن إياس أنّ وظيفتَهُ كشاعر أن يَنقلَ المَشهدَ الشعبيّ الكبير. هذا ما فعلهُ خلالَ أربعة عشر عامًا من نظم الشعر، وبدا في أسمى تجلّياتهِ في مجموعتيْهِ الشعريّتيْن "قمح في كفّ أنثى"، عن المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر، وعن مكتبة كلّ شيء لصاحبها صالح عباسي عام 2012، والذي احتفينا به تحت قبّة هذا الصّرح الثقافيّ، ومن على هذه المنصّة قبل ثلاثة أعوام، وبــ "قبلة بكامل شهرزادها" عن مؤسّسة الأفق اليوم، ولا يَخفى على أحد التقدّمُ والتميّز الملحوظان في "قبلة بكامل شهرزادها"، مقارنةً مع مجموعتهِ الأولى.

لمَن يقرؤون شعر إياس ناصر: لا تعذبوا أنفسَكم في تصنيفه! هو شاعرٌ خارج التصنيف، فلا هو تقليديّ ولا حداثويّ، ولا هو كلاسيكيّ ولا رومانسيّ، ولا رمزيٌّ ولا ماضويٌّ ولا مستقبليّ، إنّه هذا المزيج! "مزيج حريّة" ومزيج حضاريّ من الماء والنار والكبرياء.

لقد حظيت مؤسسة الأفق للثقافة والفنون بمديرها الأستاذ الكاتب عفيف شليوط، بشرف إصدار المجموعة الشعريّة الثانية، ولا غرابة في خضوع الكلماتِ وانحناءِ الورق لعائلة الأستاذ يوسف ناصر(ابو غياث)، وقد ملكَ الوالدُ ناصية اللغة وحملَ رايتَها، فرضعَ الأبناءُ حليبَ الإبداع، وما كان لهذه الكوكبة أن تسمو وترقى (كوكبة أبنائه غياث، جرير،


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى