خبايا جبل الكست
في قلب جبال الأطلس الصغير، تقبع قرية ساحرة رائعة تسمى "إخولان". يحيط بها جبل "الكست" وقد، تزينت منازلها بألوان رائعة نابضة بالحياة تعكس روح سكانها المفعمة بالحيوية.
كانت قرية إ"خولان" مكانًا ازدهرت فيه التقاليد، وكان سكانها معروفين بكرم ضيافتهم وإحساسهم بالانتماء للمجتمع. وفي وسط القرية، كانت هناك ساحة "تاسوكت" يجتمع فيها السكان المحليون للتجارة ومشاركة القصص وممارسة فن أحواش وخاصة "أجماك" وكذلك يقام هناك كارنفال "إصوابن" في كل سنة.
في أحد الأيام المشرقة والمشمسة، هب نسيم في قرية إخولان، حاملاً معه ورقة غريبة. لم تكن هذه ورقة عادية. كانت تلمع بتوهج سحري. وبينما كان هذا النسيم يدور في الهواء، لفت انتباه فتاة صغيرة فضولية تدعى "الباتول".
كانت الباتول، بشعرها الطويل المضفر وعينيها المتلألئتين، تتبع ورقة الشجر وهي ترقص على امتداد تاسوكت المرصوفة بالحصى . قادتها الورقة إلى شجرة "تيكيضا" (الخروب)قديمة على أطراف القرية، حيث اكتشفت مدخلاً مخفيًا لكهف يسمى "إفري ن مومن".
نظرًا لعدم قدرتها على مقاومة جاذبية المغامرة، دخلت الباتول إلى داخل الكهف، ولدهشتها وجدت نفسها في غرفة سحرية مليئة بالبلورات المتوهجة. في قلب الغرفة وقفت روح امرأةعجوز حكيمة تدعى "إبا ماماس".
وأوضحت إبا ماماس أن الورقة المسحورة كانت هدية من جبل الكست ، وهي رمز مخصص لغرض خاص. اتسعت عيون الباتول من الإثارة عندما علمت أن جبال الأطلس الصغير كانت في يوم من الأيام موطنًا لمخلوقات أسطورية تركت وراءها سحرها لمشاركته مع القرويين.
منحت الروح الباتول مهمة تنظيم أكبر مهرجان شهده دوارإخولان، للاحتفال بسحر جبل الكست وبخاصة "أضاض إكري". قبلت الباتول التحدي بفارغ الصبر وهرعت عائدة إلى القرية لمشاركة الأخبار المذهلة مع أهلها وسكان دوارها.
وقد فرح القرويون بالفكرة وتجمعوا معًا للتحضير للمهرجان السحري. وزينوا تاسوكت بالرايات الملونة، وأقاموا أكشاكا تقدم الحلي الساحرة، وأعدوا وليمة بأطباق مستوحاة من نكهات الجبال الغنية.
ومع بدء المهرجان، تحولت القرية الجبلية التي كانت عادية في السابق إلى مشهد من السحر والبهجة. كان راقصو أحواش يلتفون مع ألسنة اللهب التي تتلألأ مثل ورقة الشجر المسحورة، وقرع ضاربو البندير "تالونت" إيقاعات تردد صداها عبر التلال والجبال، وتبادل رواة القصص حكايات عن مخلوقات أسطورية كانت تجوب الجبال ذات يوم.
وكان أبرز ما في المهرجان هو عرض ضوئي ساحر رسم سماء الليل بألوان مشعة، وأظهر الجوهر السحري لجبال الأطلس الصغير خصوصا جبل الكست. ورقص القرويون تحت النجوم، وتناغمت ضحكاتهم مع رياح الجبل.
ومع تلاشي آخر نغمات إيقاعات تالونت و"كانكا"، وقفت الباتول في وسط تاسوكت، محاطة بالقرويين ظهرت إبا ماماس، روح الجبل، مرة أخرى للتعبير عن فرحتها. لم يجلب سحر الجبال البهجة لإخولان فحسب، بل عزز أواصر المجتمع.
وتعهد الإخولانيون، الملهمون بالمهرجان المسحور، بمواصلة الاحتفال بسحر موطنهم في جبال الأطلس الصغير. وهكذا، أصبح دوار إخولان مكانًا معروفًا ليس فقط بمناظره الخلابة ولكن أيضًا بالروح الساحرة التي تعيش في قلبه. كانت الورقة السحرية، الموجودة الآن في إطار ساحة القرية التي هي تاسوكت، بمثابة تذكير باليوم الذي اكتشف فيه سكان إخولان السحر الاستثنائي الذي كان دائمًا جزءًا من دوارهم الاستثنائي.