الأحد ٢١ شباط (فبراير) ٢٠٢١
بقلم مكرم رشيد الطالباني

خسرتُ صاحبي

خسرتُ صاجبي الذي يكتبُ شعراً
خسرته وقد أستخدمً تعبيراً
يعرفُ أن ليسَ من ديدنه
كان شعره يعجبني
وصوره تدهشني
وإستعاراته تطربني
كثيراً ما كنا معاً
نمتطي صهوة جواد الصور
ونتسلح بالقوافي
سائحين في القرى والجبال
ونحن نمرُّ بالجداول والوديان والتلال
ونمرق بين أوزان من الأدغال
مستعيرين ألفاظاً وتعابير تشبه السؤال
ونسافر في قطار الشعر السريع
نجوبُ بلداناً دون جواز سفر
نحلق عالياً في سماء الكلمات
بطائرات أسرع من التورية
ونحط في مطارات مدهشة من الإستعارة المكنية
وندخل مطاعم القوافي
لنجد كلمات غير مقفاة
بإنتظار عنوان القصيدة القادمة
نسافر بعيداً إلى جبال هيمالايا القصيد
لنرى مسلمي ميانمار وهم يحرقون
على ايدي بوذيي البلاد أحياء
أمام أنظار العالم المتحضر
دون أن يرف له جفن
أبكي وأبكي وأبكي
وصاحبـي لا يرفُ له جفنٌ
ونتيه في بحار البحور
التي هجرها صاحبـي
الذي أمتطى ظهر السهل الممتنع
وسفينتنا تتجه لمثلث برمودا
لكن رياح القوافي تأتي بما لا تشتهي
سفن القصيد
ونعرج على غابات الأمزون
لنجد قبائل بدائية
تعيش بين أغصان الشجر
ولا تعرف معنى للحجر
ولا إلهام الشعر
ندور وندور
حول الكرة الأرضية للشعر
دون جواز سفر
ولا فيزة قدر
نسكن أبياتاً من بحر الرمل
دون حول ولا أمل
باحثين عن بحر الطويل
لا ينقصنا غير النداء والعويل
نطير ونطير
على أجنحة الإلهام
نبنى قصوراً من الأحلام
ونفتح نوافذ للكلام
وأبواباً لا يلزمها الخصام
نسير ونسير
في دروب العناوين
نجري ونجري في ربوع الميادين
نلقى قصائد عارية
مزق الطغاة دثارها
وأعتدت الرقابة على جمالها
وتلطخت بدماء النقد
ووجدتُ نفسي مع صاحبـي الذي يكتب الشعر
لم يشاركني آلامي
عندما أنفلوا قصائدي
ولم يواسيني
حين قصفوا مدينة شعري
بالأسلحة الكيمياوية
ولم يهاتفني
حين أعدموا صوري الشعرية
ولم يحضر تأبين
دواويني
حين أحرقتها الأنظمة الغابرة
خسرت صاحبـي الذي يكتب الشعر
فقد استخدم تعبيراً
لا أفصح عنه
ولا أسمح لنفسي إستخدامه
هو يعرفه جيداً
وقد استخدمه
بترصد وسبق الإصرار
دون لبسٍ وغُبار!!
لا أعتقد بأنه نادمٌ على ما فعل
ولا على ما يقصد به من عمل
لقد أستخدمه
إنه مصرٌّ، ولا يتراجع
لكي يخسرني
وقد خسرته
هو يعرف نفسه
أكثر من غيره
إنه يشير إلى نفسه
أنتم لا تعرفونه
إنه يعرف نفسه
إنه هو!!!

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى