خشبٌ في دمي
البابُ يُقْرَعُ...
– مَنْ هُناكَ؟
أنا... أنا –
– مَنْ أنتَ؟
– جِئتُكِ مِنْ حَواسِ الريْبِ
أحْمِلُ مُقْلَتَيَّ إليْكِ
عِنْدي بعضُ ألحانِ الحنينِ،
وبعضُ أجراسِ اليقينِ
وغيمةٌ للغيثِ..
إنّي مُتعبٌ فلتفتحي، هيّا افتَحي...
– مَنْ أنتَ؟!
– أَلْبَسُ مِعطفًا والشمسُ بي
– ماذا؟!
وبي ظِلٌّ وساقِيةٌ وبي... –
– ماذا تريدُ؟!
أريدُ دِفئًا ماطِرًا -
شابَتْ بِكَفَّيَّ الشُموسُ
دمي تَخَشَّبَ في يدي
ما زِلتُ أقرَعُ،
فافتَحي
أو فاقفلي الأقواسَ في تنصيصِ أوجاعي
– أتؤمنُ في اعتناقِ الجرحِ كيلا يستجيبَ للعنةِ النسيانِ؟
– بل إنّي نسيتُ وجوهَ مَنْ صُلِبوا على الأجفانِ
– لكنْ سروتي لم أنسَها
كانت هناك وحيدة
شهدتْ على وهنِ الفصولِ
وكنتَ تَحمِلُ فأسَ أوجاعي وتقطعُها
وكان الطقسُ يَعصِفُ ضاحِكًا
هي أصبحتْ بابي،
وبابي باتَ يبكي
قلْ، أتذكرها؟
– وهل للطيرِ أن ينسى غصونَ الغنوةِ الأولى؟
تناساها -
وبين الـ كانَ والآنَ التوَى بابي،
وبين الجِذعِ والأغصانِ أغنيةٌ رَمَتْها الريحُ،
قرعُكَ يَنخَرُ الذكرى بسوسِ الفأسِ،
لا تقرَعْ
– نَسِيتُ الفأسَ لمْ أذكرْ سوى الأغصانِ
سَمّي الفأسَ حِرمانا،
وسَمّي القرعَ إدمانا،
وسَمّيني الذي كانا
ورحماكِ افتحي...
أرجوكِ قولي الآنَ لي:
"إقرعْ فمي
وادخلْ دمي"
ما زِلتُ أقرعُ، فافتحي
وتأرجَحي غصنًا على جِذعِ السماحِ
فبيننا البابُ افتحيهِ،
أو اخلعيهِ
ومَدِّدي ما قد تهاوى من صَريرٍ يابِسٍ
فيصيرَ تابوتًا ويحضُنَني إذَنْ!..
ما زالَ يَقْرَعُ
لَمْ
يَزَلْ!...
ملاحظة: أشرتُ بخطٍّ عريض إلى طرفٍ من طرفي الحوار، وذلك لسهولة القراءة فقط.
هامش: ذات عتم، كنتُ أستلقي على سريرِ الليل، شيءٌ ما جعلَني أقرعُ على خشبِ ظهرِ السرير، ساعة وأنا أقرع! حتّى شعرتُ أنّ يدي أصبحت جزءًا من الخشب.... فكان المخاص وولدَتْ القصيدة..