السبت ١٩ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم عبد الغني موعكيس

خــــرجــــوا....

خرجوا...
لا ينام الدلو في كنف الحجر، إلا أيقظت الفريسة
صيفا، ...
و أشاعت في النزوات ألا وشاية تنقذه من نحيب الدم.
 
خرجوا...
حتى النجوم، في بلل الريح، تفر من ضوئها
أما الصنوبر فمرصوص بين النوايا، كمطر لم يغتسل من غيمه.
 
خرجوا...
هناك كلام
لا تطاله الشمس إلا غريبا،
لا تلتئم جهاته المندسة في حوافر البخار، حتى يورق
في الهجير شك لا يطال.
 
خرجوا...
في شهيقهم رأى الليل غده مذبوحا،
رأى قيظا ترتجف العواصف
تحت قدميه...
وتهذي...
أما كان للمهد رفات يفك طلاسم
القدر؟.
 
خرجوا...
الطريق طرقات،
لا حلم مر من هنا، لا...
هل يعبرون متسللين كرفرفة في
خلد القمر...
 
خرجوا...
قبلهم تشاجرت شوارع،
تعانقت مكائد...
وكل مرة كان يوقع الرحيل رحيلا.
 
خرجوا ...
ليس في الممرات برق يتنفسه
النزلاء...
هل في سجلاتهم ما يدل عليهم.
 
خرجوا ...
حناجرهم بريد بأوهام القبائل
الغائمة تدثر
هل ينفتح الجسر ...
أم تسقط الأجساد كرماد أبكم.
 
خرجوا...
حاملين عبق البيوت، واستعدوا للحنين،
أي غد سيحمل نزيفهم لغده،
تناثروا على الطرقات كبقايا حرب
وزعوا حروفهم وسائدا للظل...
وقالوا للموت: سم أحفادك، ونحن ننادي.
 
خرجوا...
تناوبت الحروف شتائمها...
رأى الليل فأسا تحفره،
رأت الفأس خريفا في إثرها...
....هل كان حلما؟
 
خرجوا...
سقطت أعلام...
وارتفعت أخرى،
لكن الأشجار لم تكتب، بعد، بداية...
أو نهاية...
لشهوات السفر.
 
خرجوا...
أصنام لم تأبه بصفير القيامة الأصغر،
وأخرى أرهقتها قرابين الأمس...
هذه تتلوا أسرارها لبومة لم تلد ماء لوحل
الظهيرة،
وتلك تشحذ النعش رشفة حريق...
رب غواية أدهى من شرف الإياب الخائب.
 
خرجوا...
لم تكن في جبهة السماء شارة للنجاة،
لكنهم خرجوا...
 
خرجوا...
فهل يعودوا؟

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى