الجمعة ١٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم عفيف محمد سعيد

دعيني

دعينــي ألمـلــمُ مــا تنثــريـن
فلســت ببحـــر بــه تبحـــرين ْ
ولسـت ُ بكـأس ٍ بـه تستشفـي
مـدامــا طريــا لكــي تسكـرين ْ
ولســت بشـعر ٍ تبيتيــن فيـــه
وحيــن أغــازلُ لا تــدركــيــن ْ
وحيــن أناجــي شفــاك ألاقـي
جمــادا يــواري قفـــاه الدفين ْ
فهـــلا استبنـت مجيئي إليـك ِ
أ ُلملم حبــا بنتـــه السنيـــــن ْ
بنتــــه المسافات حين أبتعدنا
لعـــل الحبيـــب غـــدا يستبين ْ
أراك تصــديـن عـن مقـلتـــي
كأنــك للــغد لا تنــظــريـــــن ْ
كأنــك والغيــث يهمو غزيـرا
تمـوتين في الهيـم أو تنكرين ْ
كــأنـك لا تنظــرين لــذاتــــي
وتــنسيــن مهــدا بــه تفترين
كـــــأنــك تــرأين أنــي محـال ٌ
فما كـان حولي فشـيء يشين ْ
ومــا كـــان بينــي وبينـــك درٌ
بـه في حقول الهـوى تزهرين ْ
وتـرأيـن فيـه اختلاج المشاعر
حتـى يسـوسـن فيـهـا اليـقـين ْ
كأنـك لا تـدركيـن انـطـوائــي
بشرشــف روحــك أو تغبنين ْ
فــإن كـان غبنـك مكـرا لمـاذا
ألسـت الـذي يستتب الـجبيـن ْ
لـيصـبو إليـك صباحــا مساءا
ويـوردُ خـدك ممــــا يعــــــين ْ
وإن كــان غبنك يعنـي سلامـا
فهيــا تعالــي أرينــي اليقيـــن ْ
أرينـــي استمــالة غصنك هيا
نجـوب المدائـن كي تشـعرينْ
بأنــي أعـدك مهـد ابـــتدائــي
وأملــئ فيـك غنـــــاء الحنين ْ
فلســت أخــاف ابتعــادك لكـن ْ
ظنــون الحيــاة يــد لا تديــــن ْ
فقــد تختفيــن بغــير ابتعـــــاد
فللبــدر سحــب بها كالسجيـن ْ
فأمســـي أعدك حلمـــا جميـلا
تبعثــر حيــن استميـت الوتين ْ
فبــالله لا تتــركينـــي فــإنـــي
أصيــــر ببعـدك مــأوى الأنين ْ
فلســتُ بمجنــون ليلــى ولكن
جنــوني ارتجــاس فلا تتركين ْ
فــإنـــي أعد حيـاتــي هبــــاء ً
أمـــوت ببعـــــدك لا تقتــليــن ْ
دعينــي ألمــلم مــا تنثــريـــن
فإنــي استمــلت فهيــا آملئين

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى