رابطة الكتاب الأردنيين تناقش كتاب «رنين القيد» للأسير عنان الشلبي
عقدت رابطة الكتاب الأردنيين (فرع إربد) في مركز إربد الثقافي يوم الأحد 26.02.2023 ندوة خُصّصت لإطلاق وتوقيع كتاب "رنين القيد" للأسير عنان الشلبي، بحضور عائلته.
أدار اللقاء الشاعر أحمد طناش الشطناوي، وبحضور عدد من أعضاء الرابطة والمثقفين والمهتمين بالأسرى وأدب الحريّة، وشارك بمداخلات الكاتبة صفاء أبو خضرة، الكاتب صالح حمدوني والمحامي الحيفاوي حسن عبادي.
بدأ مدير الندوة الشاعر أحمد طناش الشطناوي (رئيس فرع الرابطة في إربد) كلامه بكلمة ترحيبيّة وتحيّة للحركة الأسيرة وكتّابها وقدم شرحا موجزا عن سيرة حياة الأسير وعن الكتاب.
كانت المداخلة الأولى للشاعرة والروائية صفاء أبو خضرة وعنونتها: "تنهيدة مغايرة للأمل" وجاء فيها: " في رنين القيد نجدُ عدة وجوه للوجع، نجدُ مفرداتٍ لها مفاهيم أخرى غير التي نعرف. الله يا عنان! من كلّ تلك المفردات والمعاني تفتق الألم، لكأنني أسمعُ احتكاك السلاسل في قدميك ويديك تتحول فجأة إلى عنقي تخنقني، تخرجُ بها صارِخاً في وجه الكون أنا هُنا. لا تنسوني كما نسيتني أمي بعد عدة جلطات دماغية... كم أوجعتَ قلوبنا عندما قلت: نسيتني أمي ولم يعد لي في هذا الكون ملاذاً ألجأُ اليه في حالات وهني وضعفي... فماذا تبقى لي في هذا العالم الظالم...؟
في رنين القيد ترتعشُ اللغة رغبةً في الانعتاق من الألم، تتجلى الذكريات معلنةً ثورتها رغم سادية المحتل ورغم القضبان الحديدية والتنكيل والتعذيب الجسدي والنفسي للأسير، في رنين القيد ثمة دمعة هاربة من نصيب كل من يقرأ سطور الكتاب."
وتلاها الكاتب والمصور الفوتوغرافي صالح حمدوني وعنونها: "من هنا" وجاء فيها: "عادة ما أكتب قراءات ونقدا لما أقرأ ... لكني فشلت تماما في الكتابة عن رنين القيد للأسير الحرّ عنان الشلبي. قرأت ما يقرب من ثلاثين كتاب من كتابات الأسرى تصلني تباعا من الصديق الحيفاوي حسن عبادي. وكتبتُ عن عددٍ منها، وأُنجز حاليا كتابا عن أدب الأسرى ...لكني كلما حاولت أن أكتب عن عنان أبكي.
لا يكتب عنان عن تفاصيل الأسر، وإن كان يمرّ عليها ويُذكّر ببعضها: عذاب التنقل ببوسطة السجن، التعذيب الجسدي والنفسي أثناء التحقيق، الحرمان من الزيارة لأشهر وسنوات، إضراب الأسرى، المنع من حقوق عادية وطبيعية، العزل الانفرادي لأتفه الأسباب، الخ.يكتب عنان في رنين القيد عن تجربة مُغايرة. ينتقل من العالم الذي هو فيه وأقصد الأسر، إلى العالم الذي انسلخ عنه: أهله وعائلته وأمه ووالده وأخواته وأصدقائه ومخيم عسكر. يكتب عن مشاعر الأسير ورغباته وأحلامه وذكرياته خارج أسوار السجن."
وكانت مداخلة رئيسة للمحامي الحيفاوي حسن عبادي (الذي قدم من حيفا ورافقه الدكتور نبيل طنوس) وجاء فيها: "آمنت بضرورة أنسنة قضيّة أسرانا، بالموازاة لمسار الأسطرة، لتحلّق بعيدًا وتصل العالميّة، وهذا ما وجدته في رنين القيد.
"نعم، هاتان هما عرين وهديل"؛ ما أصعبها حين اكتشف عنان أنّه نسي ملامح ابنتي أخته رنين اللتين كبُرتا وهو بعيد عنهما. والله صعبة يا عنان!
صوّر عنان لقاءه بشقيقته الصغيرة، روان، التي ارتبكت حين ناداها، أزاحت نظرها خجلا وحياء لتطعن إنسانيّته في الصميم: "لا تستحي يا صغيرتي .... أنا أخوك ...لست غريبا"، صدمة مزدوجة لكليهما، دمعت عيناها وهي تصغي إلى ارتجاف صوت أخيها/ بطلها المحقون بالوجع الطارئ، نتاج محاولة تشويه المحتل للمشاعر من أجل تفريغ الأسير من إنسانيّته.
اصرخ عزيزي الأسير، لا تحبس دمعتك السخيّة، ذوّب ذاك الجليد الذي تلبّسك، ودَع دمعة من تحبّ تبلّل وتروي تربتك القاحلة والمتيبّسة."
وفي نهاية كلمته أوصل تحيّات وتبريكات الأصدقاء الأسرى بمناسبة إصدار الكتاب، وخاصة الأسيرة مرح بكير) (طلبت باسمها وباسم زميلات الأسر، أن أتبارك لعنان، وتشكر فردًا فردًا على هذه المبادرة والاهتمام بأدب الحريّة)، وكذلك تحيّة زملائه في التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين، وزملائه في اتحاد الكتاب الفلسطينيين الكرمل 48.
وقرأ كلمة الأسير ابن عمه أمين الشلبي الذي تحدّث فيها عن معاناة السجن والتعذيب وقدّم جزيل الشكر للقائمين على الندوة والمشاركين فيها.
وختامها مسك؛ تم تكريم الأسير عنان الشلبي بدرع من رابطة الكتّاب الأردنيين، ممثّلة برئيس الفرع الشاعر أحمد طناش الشطناوي والمحامي الحيفاوي حسن عبادي استلمه والده نيابة عنه، وتم توقيع الكتاب (وقّعه المحامي حسن عبادي والسيد زاهي الشلبي – والد الأسير، نيابة عنه).
الحريّة خير علاج للأسير.