رازي وأصدقاؤُهُ الديناصورات
مقدمة: تقعُ هذه القصَّة (رازي وأصدقاؤُهُ الديناصورات: في 20 صفحة من الحجم المتوسط (صفحات القصَّة غير مُرَقّمة) - تأليف الكاتبة عطاف عودة - الكبابير حيفا، تصميم ورسومات الفنان عنان عودة... تهدي الكاتبة هذه القصة إلى حفيدها الاول"رازي"... وطُبع الكتاب على حساب ونفقةِ الكاتبة، ولم تأخذ أيَّ دعم ماديٍّ من أيَّة مؤسسة أو دار نشر لطباعته.
مدخل: تستهلُّ الكاتبةُ قصَّتها في الحديثِ عن الطفل رازي (بطل القصَّة) وتذكرُ أنّهُ طفلٌ مؤدَّبٌ ولطيف يبلغُ من العمر خمس سنين. وهذا الطفلُ البريىء يحبُّ أصدقاءَهُ ويحبُّ سماعَ القصص ويحبُّ الفنَّ التشكيلي (الرسم والتلوين) ورياضة كرة القدم مع اللاعبين. وللطفل رازي جدٌّ يروي له القصص دائما كلما يكون جالسًا معه.
وفي أحد الأيام قال رازي لجَدِّهِ: أريدُ أن أروي وأقصَّ عليكَ قصَّةً جميلة..فأجابهُ جدُّهُ:هذا يُسعدُني كثيرا تفضَّلْ إنّي أسمعُكَ يا رازي. وبدأ رازي في سردِ قصَّتِهِ الطريفةِ، فابتدأ كلامَهُ على غرار وطريقةِ جميع الرواة والحكواتيَّة سابقا الذين كانوا يروون القصصَ والحكايات للناس قبل عقود من الزَّمن في المقاهي والمنتديات وقبلَ أن تكون آنذاك الوسائل التكنيلوجية الحديثة المعروفة اليوم كالتلفزيونات والراديات والانترنيت والبيليفونات ووسائل الإتصال السريعة. فقال رازي": ((كان يا مكان بدنا نخرّف بَسْ بدناش ننام))... وتابع حديثه:
في أحدِ الأيام اصطحبَ طفلٌ اسمهُ رازي (على اسمه) جدَّهُ في رحلةٍ مُمتعةٍ إلى الغابةِ ولكي يلعبَ مع أصدقائِهِ الديناصورات (كتبت في القصة بخط بونط كبير). وقال رازي بانفعال: هيَّا إتبعني يا جدَّي حتى أعرفكَ على أصدقائي. فسأله الجدُّ: أينَ هم يا رازي؟؟.. فقال رازي: ستراهم حالا وهيَّا بنا. وتنتقلُ الكاتبة مباشرة في سرد القصة وعلى لسان رازي (البطل) إلى الحيوانات الموجودة في الغابة. فقال رازي للجد: هذا صديقي الديناصور (باراسورولوفوس)، ويسمُّونهُ أيضا السحليَّة المُتوَّجَة بسبب القمَّة العظيمة والمذهلة الموجودةعلى رأسهِ..وهذا الديناصور يمشي على أربعة أرجل ويمكنه المشي على قدمين اثنين فقط ويتغذى على العشب (نوع من الديناصورات القديمة التي انقرضت وكانت تتغذى على الأعشاب). وتابع رازي مشواره واستمرَّ يُعرّفُ جدَّهُ على باقي الحيوانات الموجودة، وقال للجدِّ: لا تخف يا جدَّي هذا الذي أمامنا يُدعى (تيرانوسورس – ركس) ويعرف باسم"تي – ريكس"، وهو ملك الديناصورات، يتمتَّعُ بعضلاتٍ كبيرة، ويتعذى على اللحوم، وهو الديناصورالمفضل والمُحبَّذ عندي. وهذا أمامنا أيضا صديقي (فيلا سيرابتور) ويتمتَّع بجسد رشيق فهو خفيف الحركة ويستطيع القفز إلى أعلى بسهولة. وهذا أمامنا أيضا صديقي الضخم الديناصور (ترايسيريتوبس) ويتميَّزُ بوجود الهدب الضخمة خلف رأسه، وله ثلاثة ثرون مما يجعله قويا ويدافع عن نفسه بشجاعة، وهو يتغذى على النباتات (نوع من الديناصورات المنقرضة ليس من آكلي اللحوم).
وتابع الطفلُ رازي حديثه مع جدِّه ِ:أنظرْ نحو السماء يا جدِّي هذا (تيرانودون) وهو زاحف – طائر لا توجدُ له أسنانٌ يقضي قسما كبيرا من وقتِهِ فوق المحيط. ويرفع رازي صوته بحماس شديد مخاطبا أصدقاءَه الحيوانات: (أصدقائي. هل أنتم مستعدون وجاهزون للمغامرة؟؟ - سوف نحلق معا إلى الفضاء (كتبت هذه الجملة بخط بونط كبير)..ووجَه رازي كلامه مباشرةً إلى الطائر العملاق تيرانودون:هيَّا طِرْ بنا وخذنا إلى المجموعة الشمسيَّة.
وتنتقلُ الكاتبةُ مباشرة بعد كلام الطفل رازي مع الطائر العملاق تيرانودون إلى الحديثِ عن المجموعةِ الشمسيَّة التي طاروا إليها. فقال
رازي: ما أحلى مجموعتنا الشمسيَّة الشمسيَّة لقد وصلنا إليها بسرعة..ويطلب الطفل رازي من الطائر العملاق (تيرانودون) ألا يقترب أكثر من الشمس لأنها شديدة الحرارة فسوف تحرقهم إذا اقتربوا أكثر. ويقول رازي لجدَّهِ: إن الشمسَ هي الأكبر حجمًا في المجموعة الشمسيَّة وتدورُ حولها الكواكبُ الثمانية ((طبعا هذا الكلام قالتهُ الكاتبة على لسان الطفل رازي مع انه يوجد تسعة كواكب يدورون بالإضافة إلى الكوكب بلوتوس الذي أكتشف في الثلاثينيَّات من القرن الماضي)). ويرفع رازي صوته مخاطبا جدَّه: جدَّي جدَّي أين أنتَ؟؟؟.... أنا هنا مع (باراسورولوفوس).... لقد وَصلنا إلى كوكب عطارد (مطبوعة الكوكب عطارد بخط أصفر كبير وواضح) لنعرّف الاطفال على هذا الكوكب وهو الكوكب الأول في المجموع الشمسيَّة وأقرب كوكب إلى الشمس، ولهذا هو شديد الحرارة.. ويتابع رازي حديثه مع الجد ويعرِّفهُ على باقي كواكب المجموعة الشمسيَّة بالترتيب في هذه الجولة الفضائيَّة المكوكيَّة كلما يقتربون من كوكب جديد. فيقول رازي: هذا هو كوكب ((الزَّهرة))- وكتبت كلمة الزهرة بخط بونط كبير.. وحجمها يعادل حجم الأرض.. والزهرة هي الكوكب الثاني بعدعطارد في المجموعة الشمسية حسب الترتيب والبعدمن الشمس...ويستمرُّ رازي في حديثهِ.: وها كوكبنا الجميل (كوكب الأرض) (طبعت كلمة الأرض أيضا بخط بونط كبير). حيث نعيشُ نحن عليها. والأرضُ تدورُ حول نفسها كل 24 ساعة فينتج الليل والنهار. وتدور حول الشمس مرة واحدة كل 365 يوما وينتجُ عن هذه الدورة الفصول الربعة (الشتاء، الربيع، الصيف والخريف)....والأرض هي الكوكب الثالث في المجموعة الشمسيَّة. وهذا هو (كوكب المريخ) (كتب بخط بونط) ويسمى أيضا بالكوكب الأحمر.. وبعده الكوكب الخامس (المشتري)... وهو أكبر الكواكب في مجموعتنا الشمسيَّة.. وتابعوا رحلتهم واقتربوا من كوكب زحل فقال رازي: أنظر ياجدي كم هو جميل قالها بانفعال..إنه (كوكب زحل)، وهو جميل الشكل وتحيطهُ حلقاتٌ، وزحل هو الكوكب السادس...وهذا بعده كوكب أورانيوس الكوكب السابع وتحيطهُ ثلاثة عشر حلقة. وهذا (كوكب نبتون)الثامن والأخير والأبعد عن الشمس في المجموعة الشمسيَّة، وهو شديد البرودة ومظلم جدا. ولم تذكرُ الكاتبة على لسان رازي الكوكب التاسع والأخير في المجموعة الشمسيَّة وهو كوكب بلوتس.. وتحدثت عن نبتون الكوكب الثامن على أنه الأخير..
(وكوكب بلوتو (بالإنجليزيّة: Pluto) هو كوكب قزم اكتشفه عالم الفلك كلايد تومبو عام 1930م، وقد صُنّف في ذلك الوقت كأصغر كوكب ضمن كواكب المجموعة الشمسيّة التسعة، وأبعدها عن الشمس إلى أن قرّر اتحاد الفلكي الدولي (IAU) في آب من عام 2006 م استبعاد ه من قائمة كواكب المجموعة الشّمسيّة، وتصنيفه كأحد الكواكب القزمة، ويوجد بلوتو ضمن حزام كايبر، وهو منطقة من النّظام الشّمسي تتكوّن من أجسام متجمدة وصخور تدور حول الشّمس وراء مدار نبتون، كما يبعد كوكب بلوتو عن الشّمس أكثر من بعد الأرض عن الشّمس بأربعين مرة، لذا فهو يستغرق 248 سنة أرضية ليدور حول الشّمس.. والجدير بالذكرأن كوكب بلوتو يدور حول الشمس من اليسار إلى اليمين عكس كواكب المجموعة الشمسيّة والتي تدور جميعها من اليمين إلى اليسار حول الشمس.)).
وتتابع الكاتبة في سرد قصتها وبعد يوم مليىء بالمغامرات انتهت الجولة يا أصدقاء (على لسان الطفل رازي). وعاد الجميعُ إلى الأرض بسلام حاملين التذكار من هذااليوم الجميل.
تحليلُ القصَّة: هذه القصَّةُ ليست طويلةً من ناحيةِ المساحةِ وعدد الصفحات، ولكنها عريضة وثريّة في فحواها وأحداثها ومضامينها: التعليميَّة والتثقيفيَّة والتربوية. وهي تُعدُّ إذا نظرنا إليها من جميع الأسس والمقاييس النقدية قصة ناجحة للأطفال بكل معنى الكلمة..ويجب ان تكون في كلِّ مكتبةٍ وفي كلِّ مدرسة نظرا لأهميَّتِهَا وقيمتِها في تثقيف وتعليم الطفل وفي تسليته وترفيهه أيضا. وفي هذه القصّة عدة أبعاد وأهداف هامَّة مثل:
1) الجانب الفانتازي (الخيالي)
2) الجانب الفنِّي.
3) الجانبي التعليمي والتثقيفي.
4) الجانب الترفيهي والتسلية.
وهذه أهمُّ العناصر التي يجب أن تكون موجودة ومتوفرة في كلِّ قصّة أو عمل يُقدَّمُ للأطفال.
ولنبدأ بالجانب الفانتازي – الخيالي فهو جانب وعنصر هام جدا، وكلُّ قصّةٍ تُكتبُ للطفل لا يكون فيها خيالٌ وفانتازيا تكون ناقصة نوعا ما... لأنَّ الطفلَ بطبيعتِهِ يحبُّ الخيالَ والمفاجآت والمغامرات. وهذه القصة (رازي واصدؤاؤُهُ الديناصورات) كلها خياليَّة، وقد تبدو أنها موغلة أكثر ممَّا يجب في الخيال الأسطوري... فالرحلاتُ إلى كواكبِ المجموعةِ الشمسية وإلى المجَّراتِ البعيدة والسَّفر والإنتقال من كوكب لكوكب شيىء غير حقيقي وغير واقعي الآن في عصرنا هذا، وخاصة إذا كان على ظهر طائرعملاق أسطوري غير موجود في الواقع وليس على سفينة فضائيَّة... ولكن ربما في المستقبل وبعد مئات السنين يصبح هذا الشيىءُ أمرًا عاديًّا وطبيعيًّا كالذي يسافر من دولة لدولة اليوم..وذلك عندما تتقَّدمُ التيكنيليوجيا كثيرا عند أهل الارض ومن خلال سفن فضائية متطوِّرة تسبقُ سرعتُها سرعة الضوءِ فيصبحُ هذا أمرا عاديًّا وطبيعيًّا كما نرى في مسلسلات وأفلام الفضاء الخياليّة. وأريد أن اضيف: إنَّ كلَّ طفلٍ بطبيعتهِ يحبُّ الحيوانات على جميع أنواعها ويحبُّ مشاهدتها..وحتى الخطيرة والمفترسة منها كالاسد والنمر والفهد وغيرهم في حدائق الحيوانات. ويفرح الطفلُ ويبتهجُ عندما يستمعُ إلى قصص الحيوانات أو يرى الحيوانت عن قرب أو من خلال التلفزيون أوالصور في الكتب والمجلات.. والكاتبةُ عطاف عودة هي أديبة قديرة ومبدعة ومتمكنة وتعرف وتفهم جيِّدًا نفسيَّة الطفل وما هي حاجاته ومتطلباته وعواطفه ومشاعرهُ وما الذي يُريدُهُ بالضبط، وصاغت ونسجت هذه القصَّة بشكل ملائم ومناسب لعقلية ونفسية وتفكير الطفل ولمراحل معيَّنة من عمره فهذا اللون والنمط من الأدب (أدب الأطفال) يتلاءمُ ويتناغم مع عقلية الطفل ونفسيته ولواعجه لمرحلة معيَّنة. وعندما تحدثت عن الديناصورات ذكرتها على انها صديقة للإنسان وأليفة ومسالمة مع أنها كبيرة الحجم، ولم تذكر انها مخيفة ومفترسة وخطيرة على الإنسان وباقي الكائنات الحيَّة.
وأما بالنسبةِ للجانب الفنِّي فهذا الجانب يظهرُ في جميع أحداثِ وفصولِ القصة، وخاصة في صددِ إدخال قصَّتين في بعضهما البعض حيث كان الطفل رازي في البداية مع جدِّهِ يتحدثا، وبعدها إنتقلَ إلى قصَّة السفر بين كواكب المجوعة الشمسيَّة بمرافقة جده ومع الطائر الكبير والعملاق (تيرانودو). وهذا النمط من القصص (قصتان متداخلتان أو أكثر) يضيفُ جماليّةً خاصة وبُعدا فنيًّا... ونرى هذا الون من القصصِ موجودا في القصص القديمة الخياليَّة والأسطورية وغيرها.. (قصص متداخلة)،وخاصة في كتاب ألف ليلة وليلة وفي قصة الملك عمر النعمان وغيرها.
وأما الجانب التعليمي والتثقيفي فالقصّة في كلِّ أحداثها هي تعليميَّة ومفيدة للطفل الصغير وحتى لكبار السن. فتذكرالكاتبة عطاف عودة اسماء بعض الحيوانات والديناصورات التي انقرضت وميزاتها وصفاتها، فالبعضُ منها يأكلُ اللحومَ والبعضُ يأكلُ النباتات والاعشاب فقط. وذكرت الطائرَ الكبيرَ (الذي انقرضَ منذ مئات الألاف من السنين بل منذ أكثرمن مليون سنة.
وتذكرُ ايضا أسماءَ كواكب المجموعة الشمسية حسب الترتيب وفي بعدها عن الشمس، ولكنها لم تذكرالكوكبَ التاسع والأخير في المجموعةِ الشمسية وهو (كوكب بلوتوس) الذي اكتشفوهُ قبل فترة ليست طويلة ويعتبر كوكبا شاذا. ويُسَمَّى بالكوكب الصغير أو (الكوكب القزم).
وأما الجانب الترفيهي وهو أيضا من العناصر الهامة في قصص الأطفال وبدونه تكون القصَّة بالتأكيد مبتورةً بل فاشلة.. فهو موجود بشكل واضح في جميع مجرى أحداث القصة. فهذه القصَّةُ ببنائِها ومجرى أحداثها هي ترفيهيّة ومسليّة من الدرجة الاولى للطفل وحتى للكبار في السن.. وتصلحُ أن تكون عملا تمثيليا دراميا للاطفال على شكل بيكيماوس (فيلم أو مسلسل كرتوني) وسيكون هذا العملُ ناجحًا جدًّا جدا وله اهتمام وأصداء واسعة عند الصغار والكبار.
وأريدُ التمويه ان هنالك بعض الأخطاء المطبعية الطفيفة في القصَّة وكان بالإمكان تفاديها قبل أن يُطبع هذا الكتاب.. وقد لا ينتبه لها القارىء.
وفي نهايةِ القصةِ وفي الصفحةِ الاخيرة تضعُ الكاتبة بعض الأسئلة للأطفال – الطلاب الصغار- تتعلقُ بمجرى أحداث القصة وفحواها ولكي يجيبوا عليها..والأسئلة هي اختبار لذكاء الطفل وما فهمهُ واستنتجهُ بعد سماعهِ هذه القصَّة. والإجابة على هذه الاسئلة ستكون تلخيصا للقصة:
1) كم عمر الطفل رازي.
2) مع من خرج رازي في الرحلة.
3 \) كم عدد كواكب المجموعة الشمسية
4) ما اسم كوكبنا الذي نعيشُ عليه
5) ماهو الاسم الثاني لكوكب المريخ (الأحمر)
6) ما رأيُكَ في مغامرةِ رازي واًصدقاؤُه.
الخاتمة: إنَّ هذه القصة (رازي وأصدقاؤه الديناصورات) تُعَدُّ من القصصِ الجميلةِ والمسلية والمميزة والناجحة التي كُتبت للأطفال مؤخرا على الصعيد المحلي..ويجبُ ان تكون هذه القصة في كل بيت وفي جميع المكتبات، وتستحقُّ أن تكون أيضا في المناهج التدريسيَّة في مجال أدب الاطفال.
نُهنّىءُ الكاتبة والأديبة القديرة المبدعة السيدة عطاف عودة - العضوة المسؤولة في الصالون الثقافي النسائي – الكبابير - حيفا على هذا الكتاب والإصدار القيِّم ونتمنى لها العمرَ المديد... ونحن ننتظر منها إصدارات إبداعية أخرى جديدة في مجال الأدب والثقافة.