الأربعاء ١ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
بقلم سامي العامري

رباعياتٌ مِن الآخرة!

في تعليقٍ لطيف للشاعر يحيى السماوي على رباعياتي السابقة قال بعد أن أبدى إعجابه بها: الأصحّ أن تُسمّى ثنائيات وليس رباعيات!! فشكرته فكان واحداً من أسباب كتابتي للقصيدة هذه بصيغة الرباعيات مرة أخرى هو أنه استفزّني..

بلادٌ حُرَّةٌ تبلو حنينا
وتَحكمُ مُهجَتي شَدَّاً ولِينا!
وأشرعةٌ كأجنحةِ الكراكي
عَلَتْ شَدْواً ورَفَّتْ ياسمينا
وأذكُرُ مِن جِهاتِ الروحِ غَرباً
كأنّا في مشارقهِ رَبينا
شتاءاتٌ كأنَّ الصيفَ فيها
اذا ما الحُبُّ خالَطَها سخينا!
 
***
 
إنني أروي لكَ الآنَ قصيدا
كتبَتْهُ النفسُ في الخُلْدِ بريدا
لستُ أهوى في جِنانٍ ثَرَّةٍ
غيرَ مَن أشغلَ في الأرضِ وحيدا
انتَ مَن أشغَلَني قِدْماً ولن
أُطلقَ الحرفَ جُزافاً او أُعيدا
آهِ لو تعشَقنُي حَدَّ الردى
أقليلٌ أنْ أُسمّيكَ شهيدا؟!
 
***
 
وصلَ الضفافَ لوعدِهم نَهْرُ
فاستجوبتْهُ الريحُ والصَّخْرُ
مُلِئَتْ حقائبُهُ عِتابَ جوىً
وقياثرَ استشرى بها السُّكْرُ!
واليكَ أرسَلَني الثُقاةُ صِوىً
يا مَن ضَلَلْتَ فرُحتَ تغتَرُّ
أهلَكْتَني يوماً فأنقَذَني
رَبٌّ فكانَ الدِّينُ والحَشْرُ!
 
***
 
مِن صلاح الدينِ آتي بكتابي
ومِن الناجينَ في يوم الحِسابِ!
أنا لا أدري أأحكي عن هوىً
ام بلادٍ ما حَوَتْ غيرَ الخِطابِ!
ما فلسطينُ وما أندلسٌ
وَهُما نَزْفٌ وبغدادُ كغابِ؟
بِحمورابي فَخَرْنا, يا لَنا
يُحْيي أهلُ الغابِ ذكرى حمورابي!
 
***
 
مَوتي وموتُكَ واحدٌ فتعالا
نُحْيي بمِيتَتِنا الأُلى والآلا
هُمْ فوقَ أرضكَ مَيِّتون وليتَهمْ
كَثراكَ نبضاً او دُجايَ هِلالا!
يتحاصَصون فحِصَّةٌ في حِصَّةٍ
من حِصَّةٍ عن حِصَّةٍ تتوالى!
- في القلبِ تبقى الدارُ – قالوا, فاغتنوا
فاذا بذاك القلبِ يَغسلُ مالا!
 
***
 
آخرتي – يا انتَ – نَفْحاتُ
وهيَ – وأيمِ الحُبِّ – أبياتُ
انتَ الذي تُهْتُ بهِ أفقاً
لولا غداً تَهديكَ سعفاتُ!
لستُ الذي ينطقُ عن غَيبٍ
فَتَرْجفُ العُزّى او اللاتُ!
لكنَّها شطحةُ مفتونٍ
وصبوةُ الناسِ وما فاتوا!
 
***
 
أشواقُكَ عِبْرَ النجماتِ
مع إطلالةِ ليلٍ آتِ
تُرضيني وتُناغي شجوني
إذْ تَتَدلّى كالنغماتِ
وتهيبُ بأحداقِ حروفي
أنْ تبسُمَ مِلءَ العبراتِ
لكنكَ لم تزلِ الراضي
بِسَواقٍ لا عَذْبِ فراتِ!
 
***
 
كأني بكَ اختَرتَني من حشودِ
فَرُحْتَ تُهَدِّدُني بالخلودِ!
فأنّى ومُؤْنِسَتي وحشتي!
وأُكسى الذُبولَ وما من شهودِ؟
ألا لا أراكَ الزمانُ هموماً
ولا حدَّثَتْكَ الرؤى عن صدودِ
ألستَ مَنِ اختارَ بُعدي جزاءاً
ولَمْ يَرْعَ في كِبَري ضَعْفَ عُودي؟!
 
كولونيا
 
آب/ أغسطس 2007

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى