الأحد ٢١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم ماجدولين الرفاعي

رجل بنكهة القهوة

لا ادري لما خطر ببالي فنجان القهوة الأسمر عندما كنا على أعتاب خصام كاد يودي بعلاقتنا لولا تعلقنا بذكرى لقاء

طازج لازال يدغدغ قلوبنا ومشاعرنا ...

واظنك كالقهوة تماما!! اشربها دون سكر ورغم مرارتها فهي لذيذة ورائعة لقد ادمنتك كما ادمنتها تماما!!

قهوتي أنت بمرارتها وطعمها الممتع وتاثيرها الفائق الروعة في تنبيه جميع الحواس القابلة للاسترخاء ..

إذا قررت السفر ؟؟ يا للعجب !!

ترى ما الذي سيبقى لي إذا خلت الأماكن من نبضك وأنفاسك ورائحة الرجولة الصاخبة التي تفوح من خطاك؟

ترى هل ستزور دمشق مجددا...وقاسيونها...والجامع الاموي ....ودمشق القديمة بحاراتها التي تحكي الاف الحكايا ؟

ومقهى الروضة بضجيجه وأحاديثنا وفناجين قهوتنا وزاويتنا القصية وخططنا وكتبنا وتلك الاشعار التي كنا نتلوها، لمن تتركها ؟

حين أفكر بأنك ستغادرني إلى "اوروك" تقفز إلى ذاكرتي صور الآف الشهداء الذين سقطوا فوق ارض العراق المستباحة.. عراق النخيل ..والسياب...ودجلة .... العراق الذي تنز جراحه الما ... وأسال نفسي....ترى كيف يمكنني أن أعيش بعد غيابك؟ وهل علي البدء منذ اللحظة بعد الساعات الفاصلة مابين وجودك وغيابك في عالم الغياب والموت؟؟ ترى هل من الممكن أن التقي بك مجددا كي أعانقك وأشم رائحة عطرك وأتذوق طعم الرغبة فوق شفاهك الشهية بعد رحيلك باتجاه موت يتربص بخطى جميع العراقيين بكافة أطيافهم ومللهم وانتماءاتهم السياسية؟؟ نعم يا سيدي الموت قدر لا يمكننا إنكاره ولكن.... لماذا أزفك إلى حتفك بيدي؟ ؟ يا رجل الصدفة في مساء الياسمين ..لمن تتركني؟؟ أتتركني لصقيع الغربة وموت الوعد وتشظي الحلم على صخرة الواقع المر؟

مذ عرفتك تغير الكون وماتت جميع الفصول منتحرة بغيظها ولم يبق إلا فصل الحب وفصل آخر أسميناه معا ..فصل الياسمين ..

سأعترف لك الآن رغم عدم اضطراري لهذا الاعتراف ..... أن قسوتك عذبتني في أوقات عدة، وكم من المرات لعنت فيها بوصلة قلبي التي أشارت الى الجهة التي يقف فيها رجل بحجم حنيني ولهفتي رجل يختزل جميع الرجال بقسوته وحنانه... .. ولكن عندما يصلني صوتك الدافئ متدفقا كشلال بارد في حر الهجير وقتها فقط .. أنسى غضبي واضحك من طيشي ومن تفكيري وأردد ضاحكة :

أنا عاشقة لرجل بنكهة القهوة تماما.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى