الجمعة ٢٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٦
بقلم توفيق الحاج

رحماك.. أيها النرجسي الكبير..!!

سيدي..

يا أشعر من أنجبت الأرض.. ويا أبدع من أبدع من الخلق..

لولاك لما كنا عرفنا للإنسانية معنى ولا للحكمة طعما.. ولولاك لما أدركنا أيضا مغزى حوار الحضارات ولا تذوقنا متعة تراسل الحواس مع الافتتان بالغرب وأنت تبشرنا في مسوح قديس بمقالات مائية رجراجة لها بعد الركود رائحة البيض..!!

سيدي..

فتشت عبثا بين أصدقائك القدامى عمن يحفظ عنك موقفا ايثاريا أو كلمة مثمرة فلم أجد.. كلهم أخذوا بنرجسيتك الفاقعة وخدعهم سمتك الرزين.

وفتشت عن أصدقائك الجدد فوجدتهم غررا قد نقلوا عنك حرفيا أهم صفاتك وقد خانتهم من خلالك سبل المعرفة وافتقدوا للأسف صواب الذائقة..!!

سيدي..

كلنا.. نحن الشعراء والمثقفين في بلاطك متهمون.. نرجو العفو منك والسماح على ما اجتهدنا أصبنا فيه أم أخطأنا.. نعم أخطأنا.. بمجرد أن سمحنا لأنفسنا دون أذنك بالتعاطف مع حزب الله وشعب لبنان وكان الأولى بنا أن نصفق معك بحرارة لملوك إسرائيل ونسبح بعظمة جيشها.. ونختبئ في أقرب حجر صيانة لأنفسنا وأولادنا من طيور الرخ القاذفة وديناصورات الميركفا الزاحفة.. !!

كان علينا أن نرشق جنود جولاني الذين قطعوا رقاب أحبائنا في بيت حانون بالملح والزهور.. ونتغزل بالسيف الأمريكي الذي يقطع كعكة الفرات كما تغزل جميل بعيون بثينة!!

وأخطأنا أيضا حينما لم نطاوعك وأنت تشكك في بيضة المقاومة ورموزها وتدعونا بأسلوبك الناعم الساحر بقبول الأمر الواقع واستجداء العيش ولو على هامش العلمنة من باب العقلانية والواقعية الجديدة.

وأخطأنا مرة ثالثة عندما لم نقدر مواهبك النادرة في التأقلم والتشكل والتلون بما يفي بمدرسة "نصف الموقف" المأثورة عنك لتصح فيك كلمات مظفر النواب "ويقتلني نصف الموقف أكثر"..!! و أصبحت عازفا لا يبارى على وتر الكلمات الميكافيللية الشهيرة.

سيدي..

لقد اتهمتنا بفوقيتك الساطعة بالتحجر وبأننا ننتمي إلى عصر القطيع وضبطنا متلبسين باقتراف فعل فاضح في الشارع العام وذلك باللجوء إلى الشعاراتية و بالهروب إلى صوفية اسلاموية ونحن إذ نعتذر منك وأنت الإغريقي عشقا ومعرفة على سوء صورتنا في عينيك.. ونرجو منك الصفح على انتمائنا العفوي دون فلسفة أو تنطع إلى هموم وتطلعات شعبنا ولم نكن نعلم لجهلنا المطبق إن في ذلك عيب أو نقيصة لا تغتفر..!!

سيدي..

أتذكر الآن هجومك المظفر فبل عام على قامة شعرية لا يختلف على قطوفها اثنان واستماتتك في كشف مثالبها ولم أكن أعرف أنكما متشابهان إلى حد كبير في الذات المتورمة والأنانية الطاغية..!!

سيدي..

لك إن تقرأ ما شئت وتكتب ما شئت وتتهم ما شئت.. وللقراء أن يصدقوك ما شاءوا.. !!مع علمنا أنك تعلم جيدا أنه من غير الممكن خداع الناس طول الوقت، أما نحن فبرغم منظومة أوصافك القيمة و التي تسبغها علينا بين الفينة والأخرى مشكورا "انهزاميين.. الغائيين.. اقصائيين.. "نحمد الله على أننا لم نكن أبدا انبطاحيين.. سفسطائيين.. عولميين.

نعم.. يا مولانا نحن قانعون بجهلنا.. راضون بعقولنا بعد أن حرمنا الله من تلقي العلم والمعرفة على مصطبتك الرائعة ونسأله جل وعلا أن يعيد لنا ولو قليلا من مرآتك الضائعة ومحبتك الفانية. ولسوف يبين قادم الأيام أي العاملين أحسن عملا.

مع بالغ سعادتنا بأنك أخيرا أصبحت صاحب موقف حتى ولو كان موقفا للسيارات..!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى