الأحد ٢٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم أحمد مظهر سعدو

رحيل القائد الناصري

عبد الهادي عبلة

بصمت ما بعده صمت، رحل القائد الناصري الأستاذ عبد الهادي عبلة (أبو هاني) بعد معاناة طويلة مع المرض .. لكنه أبداً لم يرحل فكراً وكفاحاً ونضالاً .. لم يرحل بما تركه من أثر في الساحة السورية والعربية أيضاً .. فهو ذلك الباحث والمترجم العروبي الذي أمسك بدفة الهوية الناصرية، وعمل من أجل هذه الأمة، بكل ما استطاع من جهد ودأب .. حيث عمل مترجماً في دمشق، ثم الكويت ليعود إلى دمشق مرة أخرى . وهو الذي غادر قبل ذلك ومنذ الخمسينيات بلدته الصغيرة (الكسوة) بالقرب من دمشق .. ليلتحق بالتعليم وكذلك بإخوة النضال الناصري، عبر مراحل متوالية من العمل الدؤوب، والحراك الذي لا يتوقف .. فقد كان وذلك الإنسان الذي لم يبرح صديق عمره وقائده الناصري المفكر الدكتور جمال الأتاسي، وخاصة في فترات التسعينيات من القرن الفائت مع بداية العدوان الأمريكي الغاشم على أرض العراق .. فوقف إلى جانب الدكتور الأتاسي ومع صنوه في العمل التاصري طيب الذكر الراحل سليم العامر –أبو عامر، متفرغا للعمل العربي , وللبحث عن حلول نضالية تفعل فعلها إلى جانب العراق المستهدف من العدو الخارجي والعميل الداخلي 0000 لقد أفنى الأستاذ عبد الهادي عبلة عمره بالعمل من اجل قضايا أمته في فلسطين والعراق ولبنان وفي كل بقعة من هذا الوطن العربي الكبير ..

ولم يكن في يوم من الأيام ليؤثر حياته الخاصة على حياه ومستقبل أمته العربية، بل كان وعلى الدوام ذاك الرجل المتصوف بالعمل الناصري والعروبي نحو قومية عربية منتصرة ،
مستنفراً حياته كلها، بما فيها قلمه وترجماته، بل وكتبه المترجمة جميعها، خدمة لهذه الأمة التي آمن بها كأمة واحدة لابد أنها ستتجمع في دولة الوحدة من جديد ..

لقد كان (أبو هاني ) هادئاً متواضعاً , محباً للناس، لكنه بقي منزوياً وبعيداً عن كل مغريات السلطة والحياة بجميع ملذاتها .. وهو الذي لم يأل جهداً في العمل من أجل إعادة الوحدة التي تآمر عليها أهل الانفصال المشؤوم في (28/9/1961) ويبدو أن مغادرة (أبو هاني ) لهذه الدنيا صباح يوم 24/9/2010 ومع الاقتراب من تواريخ مؤلمة في جسد هذه الأمة من الانفصال ومؤامراته، إلى رحيل القائد جمال عبد الناصر في 28/9/1970 كان على موعد مع شهر أيلول شهر الآلام والأحزان في هذه الأمة .

هنيئاً لك أبا هاني بما تركت لنا من ارث ثقافي فكري، وعمل نضالي ترك كل الأثر في مسيرة هذه الأمة على امتدادها الكبير .. وهنيئاً لإخوتك في النضال، فيك وفي تراثك ،وهم الذين كرموك مؤخراً قبل رحيلك بأشهر قليلة، مع ثلة محترمة من قيادات ناصرية كان لها كل الأثر في العمل الناصري بالساحة السورية والعربية .

هنيئاً لأهلك وأولادك جميعاً بما تركت لهم من سمعة كفاحية نضالية وصوفية في العمل الناصري يفتخرون بها جميعاً ، هذا العمل الناصري الذي ما برح
أن يكون معياراً أكيداً لنظافة اليد والقيم , ورفعة بالأخلاق المجتمعية والسياسية التي يعتزبها ويمتلكها كل ناصري صادق في هذه الأمة ..

في جنة الخلد يا أبا هاني .. والى اللقاء هناك مع الأخيار والصادقين الذين عملوا من أجل الأمة على حساب ذواتهم وخصوصياتهم ومصالحهم الذاتية فكانوا رجالا أي رجال .

عبد الهادي عبلة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى