الأربعاء ٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٢
بقلم علي بدوان

رحيل فوزي خنيفس ... والذاكرة تسحبنا

رحل الى جوار ربه قبل أيام، وتحديداً يوم 6/9/2022، فوزي إبراهيم خنيفس (أبو إبراهيم) من أبناء مخيم اليرموك، وذلك بعد تعرضه لحادث آليم، قبل نحو شهرين. وقد التقيته قبل أسبوعين تقريباً.

فوزي خنيفس، من بلدة (تلحوم) (عشيرة السمكية) قضاء طبرية في فلسطين المحتلة، تلك البلدة التي دمرتها عصابات الهاجاناه، وعملت على تهجير مواطنيها الى سورية ولبنان بشكلٍ رئيسي، وأقامت مكانها مستعمرتي "أمنون" و "كوراميم".

فوزي خنيفس (أبو إبراهيم) من جيل مابعد النكبة، من مواليد اليرموك، ووالده المرحوم إبراهيم خنيفس الذي خدم كصف ضابط (رقيب) في صفوف الكتيبة الفدائية الفلسطينية (الكتيبة 68) في الجيش العربي السوري، تلك الكتيبة التي تأسست عام 1949. وانتقل الى جيش التحرير الفلسطيني بعد تأسيسه في أيلول/سبتمبر 1964. واصبح مرافقاً للواء مصباح البديري الذي تسلم قيادة الجيش نهاية العام 1972. وكان من خيرة صف الضباط من ناحية الإلتزام، والعمل والإنضباط واللياقة البدنية العسكرية، وتعرض للمخاطر في مناسبات مختلفة أثناء مرافقته للواء البديري، كان منها في حزيران/يونيو 1976، عندما وقعت المشاكل والتباينات الداخلية الفلسطينية، بشأن الحرب الأهلية اللبنانية، ومحاولات الإعتداء على شخص اللواء البديري في منطقة الطريق الجديدة في بيروت والتي كانت مقراً لقيادة ج ت ف في لبنان، في منطقة كان يتواجد فيها آلاف المقاتلين المسلحين من مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية والوطنية اللبنانية. وعندها وقف اللواء البديري بين الجموع وكان ملاصقاً له إبراهيم خنيفس وباقي المرافقين لحمايته، فقال اللواء البديري : "يا ابنائي المؤامرة كبيرة علينا جميعاً، لننتبه ونوحد صفوفنا، وان لاننجر للمعارك الثانوية والمهاترات".

وكان جيش التحرير الفلسطيني، ومع تدفق دخوله الى بيروت ولبنان عامة عام 1975، قد قلب كل التوازنات على الأرض، خاصة في بيروت ولقن القوى الفاشية الإنعزالية اليمينية (حزب الكتائب، مجموعا كميل شمعون نمور الأحرار، حزب التنظيم، حزب حراس الأرز) الدروس القاسية والمناسبة، ودحرها ولاحقهاً الى جحورها، وصولاً الى(بكفيا) و(جونية)، وعندها بدأت تلك القوى بالصراخ والإستنجاد بــ "إسرائيل"...

واذكر مرة، في تلك الفترة أن اطلقت قذيفتين حارقتين من نوع (أنيرجا + بلاندسيت) على احدى السيارات المواكبة للواء البديري، فاستشهد صف ضابط برتبة رقيب داخلها، لم يستطع الخروج من بقاياها، فاحترق واستشهد داخلها. صفحات ... بحاجة لتدوين ... ليس للنبش ... بل لكتابة التاريخ، واستلهام الدروس.

رحم الله فوزي خنيفس ووالده، وقد خبرته ــــ أي فوزي ــــ أثناء حصار بيروت صيف العام 1982، مقاتلاً شرساً، وصنديداً، على المحاور المتقدمة في مواجهة قوات الغزو "الإسرائيلي". وكان تحت قيادة العقيد الصفدي المرحوم محمد دغمان.

المرحو فوزي خنيفس، سارع بعد محنة اليرموك، للمساهمة بأي عمل جيد، من أجل لملمة الناس، والحفاظ على اليرموك، كشاهد على نكبتنا، وطريقاً للعودةن فهو أكبر موقع للاجئين الفلسطينيية، وعاصمة الإنطلاقة والرصاصة الأولى.

ملاحظة

(الصورتين المرفقتين : فوزي خنيفس بالأول، وفي الثانية مع نشطاء بين حارات اليرموك بعد المحنة).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى