الخميس ٤ تموز (يوليو) ٢٠١٣
بقلم ياسين عبد الكريم الرزوق

رسائل من الأزل على صفحة الأبد«4»

من ليلةٍ تسير مع فجرها لِتُبدِّدَ قهر الظلمة أشرقتْ بنتٌ هي البدر بعينه كي تقهر بأطوارها كلَّ الرجال الكَهَنة

إلى متى يعجُّون بالفعل غير الأصيل بعثراتٍ تُزانُ بمكيال ٍضئيل!.

نبرة العجائز تطغى على حنجرة العرائس و فقدان شمس الأصول يوحي بهبوب ريح الذبول!.

الأصول لغة ٌ مستقيمة لا معقوفة و الزواج لغة ٌ تنفثها أبهى الظروف لا حروف الواقع المجروف!!.

الرجولة أضحتْ برسم الدمى و الأبوَّةُ صارت ممهورة ً بالعمى!!.

أخشى عليكم يوماً أن تتلاشوا مضمحلِّين في شبق الأخيلة!.

علينا أن نحدِّد مسار القولبة اللحظية للفكر التأسيسي كي لا نذوب في دهاليز الإيمان العميق على حساب استدارة المبادئ و الأسس!!.

الأممُ تقاس بجنونها المندفع نحو عمق الصمت الطريد لتبدأَ حرقَ الحروفِ البليدة من عوالق الكلمات!.

ترون وطناً يبكي و أنتم جُلوساً تحرسون كأس دموعه!!.

وقفتُ على باب اللغاتِ أنشدُ لغة ً تغويني فلم أجد على الأبواب إلَّا فاقة ً تصليني فعدتُ إلى مكامن نفسي لِأجدَ لغة ً تصاحبني لتلقيني على سرير المجد و الطموح الأَوْلى باعتلاءِ اليقين!!.

كنتُ مع الشيطان أغري جموع الماجنين حتَّى صرْتُ سطراً في صفحة الساقطين!! أسألُ نفسي بعثَ يومَ الجمرِ للتائبين إذ بِبُوقهم كُثرُ صرعى الحائرين و عدتُ مؤمناً بنور الملحدين!.

الأفكار إنْ لم تبصر نور الحياة على الورق ستضيع بصفعة النسيان المميتة!!.

من يخرج من دوائر القِصَر سيصلُ حكماً نحو آفاق النظر الثاقب و من لا يرى من بعيد ستهربُ منه فريسة ُ الفرح الطيِّبة!!.

رفيقَ الصبا كنْ راحماً بموجة الحبِّ الطاغية و لا تنساها جموداً راحلاً على بحار الشوق الساهية فأنا من يوم خُلِقْتُ إنساناً صرتُ عازفاً على رؤاك الزاهية!.

من تتاجر بعذرية السكون ! لن تسعفها بكارة الصوت الصاخب!.

من لا يأمن على نفسه من كلمة كيف سيثقُ بجموع الكلمات!.

من يؤمن بخصوبة الحياة لا يخشى عقم الموت!.

الوطن كلمة ٌ فجَّرت عروقاً من معادن الذهب الثمين المتمثِّل بأيادٍ انبرت و عيون ٍ سهرت و الشجاعة تقاس بالقدرة على الوقوف السائر على مفارش الصبر و التضحية و كما عوَّدنا الذهب يزداد بريقه و لمعانه و حتَّى ثمنه ليغدو عملة ً نادرة ً تكشف الجوهر الأصيل غير المزوَّر لقدرتنا المحتسبة بدمعة عين ٍ تخشى الانهمار لِئلا تتملَّح بمعاني الخوف أو تنشغل بعلّة البكاء و الذكرى الأليمة و خاصة ً أنَّ المطلوب منَّا النظر إلى الأمام بنظرة ٍ ثاقبة ٍلا تبهرها الدهشة و المفاجأة لذلك لابدَّ لنا أن نجفِّف دموعنا حتَّى لا ننشغل بذرفها فتغرقنا بمواساتنا ناسين من بعدها أهدافنا و علينا السير ليلاً نهاراً مفترشين درب الصبر المرِّ الأبيض!!.

من يتكئُ على مخدَّة الانتظار ستسحقه صخرة المصير القاسي!!.

اقرؤوا قوانين البكاء و ادرسوا رثاء الدموع لكن لا تعوِّلوا على نقاء البشر فًَمِنْ جفائهم يهرم البقاء مرميَّاً في دولاب الدهور العاصفة برعد الخَبَث و المظاهر المطليَّة بلون التشفِّي !.

لن تسعفنا بكارة اليوم إذا سقطنا في عهر اللحظات و لن تحمينا أرانب الهضاب إذا هاجمتنا وحوش الكهوف و لن تفيدنا قواميس الحاضر إذا انقرضنا في قوادم النسيان!.

سيروا على ظهر البرق علَّكم تلحقون بركب العواصف و اسمعوا رعد السماء كي تحيطوا بأصوات العراء و راقبوا تحوُّل الفصول كيلا تفوتكم لحظة الصيف الحميم !.

تطلَّعوا نحو الشمس لكن إيَّاكم أن تحرقوا القمر و إذا اعتليتم موجة السماء حاذروا أن تغمروا طيور الأرض و حينما تركبون الفضاء لا تساوموا النجوم و إلا أردتكم صرعى الليل كي لا تخطفوا النهار البكر الذي ينظر حوار الفجر مع النجوم !.

بدأتُ أجزمُ بأمراض الحاضر المصابِ بالعدوى من ترسُّبات الماضي و الممتدة حتماً إلى جسم المستقبل هي العقول المتحجِّرة تتكسَّرُ عليها قطرات الندى البَرِيِّ فيخفت بريقها المتلألئ , يا مَنْ تضمرون إيّاكم أن تكبروا إلا إذا تعلَّمتم كيف تكونون أطفالاً و سيروا بأنفسكم إلى التهلكة إنْ كبرت معكم أحقاد الطفولة فالطفولة المعذَّبة يجب أن تقودنا نحو خطِّ النجاح الأول لا خطِّ الانتقام المتربِّص بفرسان الحبّ!.

من لا يتعلَّم فكَّ رموز الأقوياء سيبقى حبيس الهزائم!.

لا تشرعوا الأكاذيب معبراً لاجتثاث زهوركم الصادقة و تعلَّموا أن تفوحوا الموقف السديد كي تدخل أنوفكم ريح العيش الكريم!.

احذروا أن تضربوا عنق الله على مقصلة العدالة الواهمة!.

تتعرى أمام القدر لتغري حروف اليقين علَّها تغزوها أمام وحش السنين!.

من لا يعرف الانزلاق على فخذي امرأة ٍ عارية سيغرق بالبحيرة النابعة بينهما بماء الجسد و الحريَّة و الشبق!.

بين فخذي المرأة الشرقية بحيرةُ كبت ٍ هائجة ٍ حتَّى الفيضان و الشبق!.

اضربْ لكن كن موجعاً حيث مناطق الرحمة المدمَّرة براكبي المآسي!.

كلنا مع سوريا المثمرة كلُّنا ننثر في أرضها بذار التعددية لنقطف ثمار الوطن المنيع بل الأقوى و الأمضى في مواجهة كسل المتصحرين!!.

سيخسر من يطفو على بريق اليوم الغائب لأنَّه سيغرق في مستنقع الغد!!.

فخذٌ يتساءل عن لحم نهديه أيغطيه أم يقتات عليه أم يترك عريه للشرهين بين يديه!!.

فرد نهدٌ جناحه فوق أرض الرجال فصار كلُّ رجل ٍ طيراً يسعى نحو ملكوت الأنثى !.

الطير يرفع الحجاب عن نهد السماء عندما تزخُّ على جسدها عرق العري الجميل الذي يأسر الذكور المحلِّقين أحراراً على ظهر ذاك الطائر حتَّى الوصول بالأنثى منتشية ً مرميَّة ًعلى جسد الله المنثور في نفوسنا المكبوتة !.

المرأة لذعة شهوة تطفئها عند العَوَام لحظة مرور ٍ عاريةٍ على باب الجسد الشرقيّ و المرأة بعريها الفاقع غدت خيلاً ساكنة ً لا تعرف الجموح لكنَّ المرأة بالغموض المتعري الجامح تشعل في الرجال لغة المرأة الحلم التي تجري على جسدها عرق الرجولة الفائحة بين تضاريس الفكرة الوامضة!.
كيف تعرف النهد في غمرة المرارة؟ عندما تضيع في سماء المتعة البيضاء تأكَّد أنَّك تحلِّق على ظهر نهد ٍ أبيض ٍ حتَّى الشبق!!.

عندما تغدو بعيداً تمسح لون الأنثى المخبوءة في قميص الحشمة المغبَّرة بيد الحيِّ المهجور منذ ولادة الله العاري ستصبح على لمسة المرأة العارية دون أن تنسلخ من ربوبيتها العائمة على حشمة التقاليد !.

تراودني أفكاري أن أبيع جسدي لامرأة الشياطين و يراودني كتابي أن أقسم في بلاد الملاعين أخبروني كيف أصلِّي و إلحادي مصلوبٌ بيقين الكاذبين !.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى