الأربعاء ٢٢ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم سامي مهنا

رسالةٌ من شهيدٍ يخلعُ الأوسمة

من حيث تفقد الشّهادة معناه المقدّس تأتي الرسالة
لا تصدّقْ
أنّني مِتُّ شهيدًا
يا أبي
أرسلوني قاربًا يجتازُ
نهرًا من دماءْ
أحملُ الموتَ لوردٍ ولعشبٍ ولِماءْ
وانتظمنا موعدًا من حقدِ قابيلٍ وعزريلٍ،
وشئنا أن نشاءْ...
إنّما موتٌ أتى
من حيثُ تحتجبُ السّماءْ
يحملوني فوق أكتافِ الأغاني
الشهيدُ البطلُ الحيُّ
فلا تبكي أيا أمَّ الّشهيدْ
قابليهِ بالزغاريدِ وأشواقِ النشيدْ
إبنَكِ الوحيدْ
أغرقوكِ
في الهتافاتِ، الأناشيدِ، القصائدْ
أغرَقوكِ
في عناوينِ الجرائدْ
لا تبالي بالعباراتِ الجميلةْ
لا تبالي بالخطاباتِ الطويلةْ
لا تبالي بصَلاةٍ
وثِقاتٍ
وبوعدٍ واثقِ الصّوتِ
عَذِبْ
أغرقونا في الكَذِبْ
لا تبالي بوجوهٍ
كالعباراتِ الغريبةْ
واذرفي دمعًا على وجهي وصدري
يا حبيبةْ
فابنكِ الموءودُ ظمآنٌ
ودمعُ الأمِّ إكرامٌ ووعدٌ
فاجعلي عينيَّ أحلامًا
تُحدِّقْ
لا تُصدّقْ
لا تصدّقْ
أنني مِتُّ شهيدًا
يا أبي
في ضمير الموتِ بتنا أصدقاءْ
قاتلي، قتلى ذراعي
كلّنا أقرباءْ
كلّنا نشتاقُ
نبكي في المساءْ
لا يعزّينا بأنّا
في مراسيمِ البطولةِ والدُّعاءْ
في عدادِ الشُّهداءْ
لا تُصَــدِّقْ
لا تُصَــدِّقْ
لا تُصَــدِّقْ
لا تُصَــدِّقْ.
من حيث تفقد الشّهادة معناه المقدّس تأتي الرسالة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى