الثلاثاء ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٥
بقلم تركي بني خالد

رسالة إلى الموناليزا

تبتسمين..
تتلاشى ابتسامتك.. لحظات..
ساعات.. يوم أو بعض يوم.. تختفين
ثم تعودين.. بكل السحر
في عينيك.. في شفتيك..
وتصمتين..
منذ خمسمائة عام.. وأنت على هذا الحال
وهل ستبقين.. إلى الأبد.. تبتسمين؟؟
ثم تتركين.. عشاقك..
يتأملون صورتك.. حائرين..
لماذا تبتسمين.. هكذا
غير عابئة.. بنظرات الآلاف
من المحبين.. يحملقون في عينيك
ولا تردين.. بغير السر الغامض
في وجنتيك.. كأنك تقولين
"دعوني وشأني!! لم حبستم أنفاسي
في هذا القفص اللعين؟"
لم حبسوك؟؟ يا للظلم..
كل هذي السنين!
عيناك.. نحو اليسار تنظران
نحو المجهول.. ماذا هناك
قولي..
هل تسخرين؟ حين تمدين
شفتيك وممن تهزئين؟
ماذا تنتظرين؟
من وراء الزجاج المقوى
من وراء الجدران في
اللوفر.. ألم يأتك حديث المحبين؟
منذ زمن.. أم تراك
نثرت هواك
في دروب الزائرين.
ماذا أودع في وجهك الحالم..
دافنشي..
ولماذا ترك يداك.. هكذا
مطويتان.. مسحوبتان..
حين كان أقدر على فتح ذراعيك
انتظاراً للهوى القادم
من كل مكان.
ولماذا جعل العيون تحار فيك
والأذهان..
حين أطبق شفتيك.. لا تنبسين
بحرف.. بصوت
يكافئ آهات المعجبين!
ماذا أقول لك..
يا جنة الجمال.. وقبلة العاشقين..
تمر القرون.. تتوالى السنون
كنسمة البحر.. عند المساء..
على محياك.. فلا تتعبين
بل تكنزين كل هذا.. السر
في عينيك.. وشفتاك..
ولا تهرمين.. كباقي الخلق
تبقين.. تراقبين..
يأتيك الناس.. أرتالاً
ولا تعبئين..
خالدة أنت في القلوب..
ورمز للمحبة ستطلين..
لست وحدك في هذا العالم الحزين
في القرن الواحد والعشرين..
نحن كذلك.. صرنا من المجانين..
ولحقت بالركب.. أبقارنا.. فجنت
هي أيضاً.. وما تبقى من طيورنا..
على الطريق.. نحو الحريق.. تسير.. تندب حظها هي الأخرى
لشقاء بني الانسان.. المساكين!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى