الأحد ٢٦ آذار (مارس) ٢٠٠٦
الرسالة الثالثة
بقلم نهاد بنعكيدا

رسالة إلى السيد الرجل

بالأمس وأنا أتصفح مذكرة هاتفي النقال ، إلتقيت رقمك الجميل ، داعبته فداعبني ودعاني لأركبه ، أحسست برغبة كبيرة في لمسه ، وكأني ألمس جلدك الدافئ ، أحفظه في ذاكرتي كما أحفظ قسمات وجهك وتفاصيل شفتيك/ ومع كل ذلك تجدني كلما فكرت في الإتصال بك أعاود تركيب الرقم من جديد ، أومن بالمثل الشائع" الشيء إذا تكرر ، تقرر " أريد أن أكررك على مسمعي ومرآي، أريد أن أراك في اليوم ألف مرة ، أسمعك ألف مرة، أريد لو أملك ألف عين وألف أذن حتى ألتقط منك كل الصور وكل الأحاسيس وآخذ منك كل الكلام ، أشعر بالجوع..

هي التكنولوجيا كانت دائما وأبدا مدمرة للشعوب والقلوب ، كنت من قبل أكتب لك رسائل طويلة ، أقضي الليالي الطوال وأنا أكتب لك وأذرف دموعا بحجم البحر ، وأقدم قبلها ملايين الورقات العذارى قربانا لك، اليوم صرت أحبك عبر رسالة تطير قبل أن أنتهي منها، أحيانا كثيرة كنت أكتب الحب وعندما أستفيق من نشوة ماكتبت وأحاول مسحه والإعتذار عنه، تكون الرسالة وصلت ويكون حبيبي قد بعث لي بالرد إما حنونا وإما قاسيا كعادته.

رسائل بالأجنحة تطير بسرعة الضوء، أكرهك ، أكرهك لأنك تعذبني وأكره رقم هاتفك النقال لأنه يدعوني إليه ولاتدعوني أنت إليك، في لحظة من الفيض والوجع أجمع دموعي وأشواقي وأتحدى فيها نفسي وقلبي وتقاليدي وأعرافي ووصية أمي وحرص أبي وأركب رقمك...لأقول لك كل شيء ، وأقصى شيء ، لأقول لـك بملء قلبي: أحبك ، توحشتك ، أريدك ، أحبك ، أحبك ......وأظل أنتظر صوتك بشغف ولهفة ولذة ونهم...........فترد علبة – لعبة – هاتفك الصوتية لتقول لي بدلال وشماتة : الهاتف المتنقل الذي تطلبون غير مشغل حاليا ، المرجو معاودة الإتصـال لاحقا .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى