الخميس ٢٣ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم رشا السرميطي

رسالة إلى حكّام بلاد الشام

بريد الحرية

أتسألني من أكون !

أنا؛ ومن هي الذَّات في بلادي؟

نكرة، نسيَ النحويُّون أن يعرِّفوها.

بلا تشكيلٍ تركوها،

ثم رحلوا جميعاً،

يبحثون في علوم اللغة عن الفاعل،

ضميرٌ مستترٌ تقديرهُ أنتم جميعا !

أنا الصَّوت والصَّدى،

من الجبل فوق التل إلى الوادي،

بعد البحيرة تجدني،

أنا المنحدر،

وداخلي النَّداء والمنادى،

أنا السهول الشاسعة،

وسلالتي لا تخشى أحداً !

أملك قلماً،

أمسك ورقةً،

غير آبهةٍ بالحاجز العسكريّ،

أُصدر نصاً،

أرفع حرفاً،

أنصب قصةً وراويةً،

أجزم بدايةً،

وأنفي نهاية حكاية،

أحذف عللاً..

كي يرفرف العلم،

فوق قباب أبجديتي المقدسة،

منتصراً لا منهزماً..

أُضيف ضمائر الأمل،

لأعكِّز جمل الألم حولكم،

وأطوي استعارات النَّدم،

كي أُبقي الهمم عاليةً،

رغم أُنوفكم،

بلا حزن.

أيُّها الظالمون إرحلوا..

وخذوا معكم نظامكم المهلهل،

أفسدتم العروبة واللغة العربية معاً،

وخلطتم الحابلَ بالنابلِ سهواً،

عمداً التصقتكم بمناصبكم،

قسراً حكمتمونا،

لكنِّكم عبيداً لن تُبقونا،

هيَّا انصرفوا،

كفاكم جوراً،

اجتروا معكم نباح أتباعكم فضلاً،

مهلاً، أيُّها الكفَّار،

أيُّها الفجَّار المرتَّدون عن دين الله،

يا من استبدلتم شرع الله بقوانينِ الحروب.

هذه نفوس الشرفاء في سوريا ثائرة،

وفي فلسطين حائرة،

وفي الأردن مستعدَّة،

وفي لبنان وفي العراق وفي السودان أيضاً..

كل البقاع تشهد ثورة عليكم،

إن لم تكن اليوم،

فغداً، وإنَّ بعد الغد لقريب.

سبقكم الذي خذل مصر: مبارك،

ومات الذي أهلك الليبيين: القذافي،

وعمّا قريب سيزول حكم الطاغية بشار في سوريا،

الحرية صارت واقعاً للشُّعوب العربية،

فارحلوا يا حكّام بلاد الشام،

قبل أن تصير المعركة،

وتلتقون جنوداً خرجت لتذود دفاعاً عن الأوطان،

مدججة بعزّة النَّفس وقوّة الإيمان !

دخلوا معكم ضمار الحرب،

غير آبهين بجبروت طغيانكم،

وخلل الميزان،

أقوياء لا يخافون النيران والدَّمار،

ولا يزعجهم صوت القنابل،

ولا يضنيهم خراب الدِّيار،

أبى العقل أن يظل أسيراً في عقولكم البالية..

فإمَّا أن نعيش بكرامة أو نموت بشرف الثوَّار.

قف !

أيها العابر بين كلماتي المتقاطعة،

المتقابلة والمتقاتلة،

فأمامك إشارة ضوئية.

لا شيء سوى وقفة قصيرة المدى،

على رصيف بلا شارع،

عمَّرته جسراً من ورق،

سيَّجته بالأرق الشائك،

عبر أثير من الصَّرخات العامرة،

سأظل أردُّ الصَّدى إليك عائداً،

مرفوضٌ لا أقبله،

ارجع،

فأمامك من يقول قف !

يا ضميراً في النَّوم غارق بدا،

عد لربك ولدينك،

ولنتحد لنهزم العدا،

سؤال مقطوع من شجرة:

إلى متى؟

انتهى؛

فسبحان الذي يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي !

بريد الحرية

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى