الأربعاء ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم مازن عبد الجبار ابراهيم

رسالة الى اسير

مِنْ خلف قضبان المعاقل هل ترى
تبدو الوجوه جميعها بسواءِ
والشهم في الدنيا حييٌ أنْ يُرى
حياً بغير كرامةٍ وإباءِ
واللحن في الدنيا صدى أحزانها
وكأنها تُصدي اليَّ غنائي
وإذا بأحضان المصائب أمْحلتْ
دنياك لا أملٌ لها بشفاءِ
والضيم في زمن الخنا أضناني
والشؤم ألقاني بشرِّ جزاءِ
ماذا جنيتُ من الحياة بمن بها
وحدي أسير مكابراً أرزائي
حتى كأني في الحياة من الأسى
نايٌ هناك ينوح في الصحراءِ
فأجب ندائي يازمان فإنني
حتى الوحوش تنصتتْ لندائي
كيف العلاءُ إذا المعالي حُوّلتْ
مثل الطيوف تَسَرْبَلَتْ بهباءِ
ومن استدان بعمره (سوفاً) فقد
يأتي الحساب مُسَيّراً لوراءِ
ولربّما نال البخيل مرادهُ
لكنه دوماً عدوّ سخاءِ
وإذا الدجى صادت حبائلُها الدنى
فجّرتُ كل دواخلي بضيائي
وبغيبة الأمجاد ما مِنْ مخرجٍ
لمن ابتغى يحيا بغير فناءِ
وبميتة الأشعار نحر وجودنا
ولقد تَحَقَّقُ ميتةٌ ببقاءِ
ولقد دعوتُ الله عمري قائماً
إنّ القعود يزيد من اعدائي
ياغزة الابطال إني صامدٌ
كصمود نخلة واحة الإحساءِ
أدعوكِ بين تعاستي وشقائي
ماعاد لي أملٌ بأيِّ لقاءِ
وسالتُ أين هناءُ نفسٍ يُرتجى
ليقال لي من بعد طول شقاءِ
من بعد مقدسها الفصول تَغيّرتْ
فربيعهنَّ مُدثّرٌ بشتاءِ
وجديرةٌ هذي الدنى أن تُزدرى
ما أُلبِستْ وازيَّنتْ بهراءِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى