الخميس ٨ آذار (مارس) ٢٠٠٧
رسالة الى رجل .. لا زال على قيد الحياة
بقلم ليلى كوركيس

رسالة في المرآة

بحثتُ عن مكان أركنُ فيه تحياتي فلم أجد لرسالتي هذه بداية.

تمعَّنتُ بوجهها الشاحب، رأيتُ شروداً يبحث عن أسطر قليلة يتكئ بأحرفه عليها ويفرغ حمولة هموم تراكمت تلالاً عبر السنين...
نعم .. كل هذه السنين وأنا أبحثُ عن بداية لرسائلك التي لم تُكتب بعد.

كل هذه السنين وانا أريدك أن تفهم اني قد أحببتُك بشكل مختلف، شكل ما عرفتَه مع الأخريات ولم أُدرِكهُ أنا قبل أن ألقاك...

للحب وجوه عديدة، كلها تريد أن تكون صادقة.. حبي وجه من تلك الوجوه المغتسلة بماء الورد والدم والمفردات العاتية..

كم وكم أردتُكَ أن تفهم، أنه حين يٌمطرُ عرقك على مسامات جلدي نصيرُ "جسدين في روح واحدة" .. ها إنكَ لا تُدرك أن كل نساء الأرض يبحثن عن مرافئ يستقرن عليها بأجسادهن المبللة.

أَتَذكُرُ يوم أردتُ أن أفتحَ صدرَك كي أدخلَ إليه وأُطبقُه على روحي ليصيرَ قبري وأجنحتي الى سماء سابعة؟!.

يومها لم تفهم اني كنتُ أخاف حاضرَنا.. وأني قد أصبحتُ للمستقبل ماضيةً.

أدركُ أن عتابي قد وصل متأخراً الى محطتكَ الرابعة ..

وأن القطار لم يصفر يوم أغلقتُ باب الدار، فأوقفتُ عقارب الساعة وهي جارية..

ها اني أعلِّقُ أجنحةَ الهوى، أستحلفها البقاء في سمائها العالية ..

أستسمحُ عشاق اللحظات ألا يقربوا .. أن يطفئوا همومهم في مواعيدهم الغابرة ..

اني قد اعتزلتُ السيرَ على دروب خاوية.

واني لو أطبقتُ جفني، سافرتُ إليك عائدة ..

أُلَملِمُ فتاتَ قلبكَ المنكسر، المبعثر على مائدة هرمة، إلتهمَ العمرُ "عشاءها الأخير" وحطَّت على سماتها تجاعيدٌ بالية.

اني لو أطبقتُ جفني، سافرتُ إليك عائدةً ..

أجمعُ كسرةَ أوراقك وأناشيدها التائهة بين نبضات ليلك "البوهيمي" وساعات نهارك النازفة.

اني واني ..

لو تحديتُ القوة لعدتُ إليك راكضة، أزيحُ عن دربي الجبال وأصفعُ الدهر ليسقطَ في هزيمته خائباً.

اني .. يا قدري، قد متُّ وقمتُ أسألُ عنكَ .. أتلمّسُ دروب الأرز وملاحم عشتار بين القصب.. أستنشقُ نزيفَ الندب على الجباه وأكتبُ لك الشعر كي أظل في مفكرتك عائشة.

وبعد .. لا زلتُ أبحثُ عن ركنٍ لتحيةٍ أبدأ بها رسالتي لرجلٍ لا زال على قيد الحياة ...

رسالة من رجل .. مات سهواً

نظرتُ الى رسالتِكِ المركونة في فوهة معركتي الخاسرة..

أُلَملِمُ أشلائي المبعثرة، أجمعها في حقيبةِ مدني الهاربة وأعود بها الى ديارٍ ظننتُ انها راحلة، فكانت هي الباقية.

نعم كل هذه السنين وأنا أنتظر قصيدتِكِ العاتية، تستصرخين حبي وتخيطين كسرات قلبي الدامية .. إنكِ قد تأخرتِ في وصولكِ الى محطتي الرابعة وخصلات شعركِ قد قصصتها ورميتها في أوراق ذاكرتي الماضية.

تفهمين؟!

إنكِ لم تفهمي شيئاً يا حلوتي، فالحب ليس قيثارةً ولا شهد عسل كما تصفه أساطير كتبكِ في تواريخها الحالمة..

الحب هو أن تحزني، أن أعاني أنا وأن نفرح لهمسة، لنظرة تقول ما لا تفعله الأيادي والأهواء الماجنة.

الحب هو أن أشربَ من دمعكِ.. أن تغضبي من إلتفاتاتي لمرافئ عابرة.

والحب أيضاً يا ليلى هو ما كتبته لك في الماضي، أن تغمدي الخنجر في القلبِ فإن سحبتِهِ تألمنا وإن أبقيتِهِ قد متنا سواسية.

دعي سحبَ جسدي تمطرُ على قصائدكِ الآتية، تبللها بالعشق وبذكريات أحلامكِ الغابرة.

علقي أجنحة الهوى ما شئتِ فعشاق اللحظات والسنوات لن يقربوا لإمرأة لا تعرف الدجل ..

لإمرأة نامت تحلم بأمير أسمر يقبلهُا فتصحوَ وترحل في قصص بالية.

ولا تُطبقي جفنيكِ على سفري، لا تحلمي .. ساعات نهاري ونبض ليلي لن ينزفوا ..

اني قد ركعتُ أصلي على قبر أمي، انا المُلحدُ .. أطلبُ الغفران، أخبرها اني قد عدتُ أفتح باب الدار للزوار في غيابها.

لِحُبي وجوهٌ عديدة يا سيدتي، كلها تريد أن تكون صادقة..

حدقي في الماضي بلمحةٍ من عينيك الدامعة، ترين وجهي الشاحب يبحث عن مدفأةٍ لمغامراته الباردة .. لحُبي صولات وجولات كلها كانت فارغة ..

اني قد متُّ سهواً في مملكة الثلج يا ليلى، فعدتُ الى بلاد الشمس والماء والقصب ..

أتعمَّد في مصب النهرين من جديد، أغبُّ من ملاحمه الخالدة.

اني قد متُّ سهواً في مملكة الثلج يا ليلى، الا حفظتِ ذكراي على دروب الأرز وانتِ عائدة.. تبللين أطرافَ ثوبكِ بملوحةِ بيروت وتعطِّرين أبيات الشعر بسجائر الشعراء في مقاهيها الساهرة.

اني قد مت سهواً يا ليلى .. فافرحي، نهايتي لم تكن بائسة، كغريب مرمي على أرصفة المنفى يستجدي الأغنية واللحن لمعزوفة عودة يائسة...

وبعد .. اني قد مت سهواً من الصقيع فعدتُ الى دفء موطني أزيح المنية عن دربي وأصفع القدر مثلك كي أظل عائشاً...


مشاركة منتدى

  • هذا النص فيه مقاطع كاملة مسروقة من نصي رسالة لم أكتبها لأحد فالسيدة السارقة أنثت الكلام فقط
    هوذا النص الأصلي

    نظرتُ الى رسالتِكِ المركونة في فوهة معركتي الخاسرة..
    أُلَملِمُ أشلائي المبعثرة، أجمعها في حقيبةِ مدني الهاربة وأعود بها الى ديارٍ ظننتُ انها راحلة .. فكانت هي الباقية.
    نعم كل هذه الأيام وأنا أنتظركلماتك العاتية
    تفهمين؟!
    إنكِ لم تفهمي شيئاً يا حلوتي، فالحب ليس قيثارةً ولا شهد عسل كما تصفه أساطيرالكتب في تواريخها الحالمة..
    الحب هو أن تحزني، أن أعاني أنا، وأن نفرح لهمسة، لنظرة تقول ما لا تفعله الأيادي والأهواء الماجنة.
    الحب هو أن أشربَ من دمعكِ.. أن تغضبي من إلتفاتاتي لمرافئ عابرة.
    والحب أيضاً ياعزيزتي هو ماكتبته لك بمعاناتي،بالخناجر الذباحة في قلبي قبل أن تغمدي الخنجر الفصل في حكمك بلا كلمة
    دعي سحبَ جسدي تمطرُ على كلماتك الاولي والتي تبررين بها تجاهل قصدي ، علقي أجنحة الهوى ما شئتِ فعشاق اللحظات والسنوات لن يقربوا لإمرأة نامت تحلم بأمير أسمر يقبلهُا فتصحوَ وترحل في قصص بالية.
    لحُبي وجوهٌ عديدة يا سيدتي، كلها تريد أن تكون صادقة..
    حدقي في الماضي في لمحةٍ من عينيك ، ترين وجهي الشاحب في كلماتي يبحث عن مدفأةٍ
    اني قد متُّ سهواً في مملكة الثلج ، فعدتُ الى بلاد الشمس والماء والخضرة ..
    أتعمَّد في مصبات أنهار وطني ، أغبُّ من ملاحمها الخالدة،فربما تغفر لي تجاهلي لروائعها

    ثقي أن نهايتي لن تكون بائسة، كغريب مرمي على أرصفة المنفى يستجدي الأغنية واللحن لمعزوفة عودة يائسة...
    وبعد .. اني قد مت سهواً من الصقيع فعدتُ الى دفء موطني أزيح المنية عن دربي وأصفع القدر مثلك كي أظل عائشاً...
    رسالة ما كتبتها لاحد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى