الأربعاء ١٣ شباط (فبراير) ٢٠١٩
بقلم سلوى أبو مدين

رفات زحام ــ في القطار

1 ــ رفات زحام

تفرس في وجوه المارة
حركات لا إرادية
تلتهم الطريق المتعرج
تتكدس الحيرة
على ملامحي
...

كل الوجوه التي عبرت
أمامي برك عاجية
حلزونية
صفحات من كتاب
قرأتها ونسيتها
...

أتوارى
وجه الخوف
يندفع أمام
بائع ( الناعم )*
الذي انشغل بلف
قراطيس الورق
ورق الخريف
جف تحت قدمي
...

صرير العربات
يمضغ أذني
الطريق مأزق الحيارى
...

الدوائر تنغلق أمامي
لم يبق من غربالِ الوقتِ
سوى احتشاد النجوم
فوق صدرِ الفضاء
الحالك
تبعثرت مفرداتي

...

انسكب الصمت خلف
رداء الليل البارد
زنبقة بيضاء تشهق
تحلم
بفجر قديم
...

ريح الخريف
توقظ نافذتي لتعزل
عنها صمت الليل .

*نالناعم : نوع من الرقاق الهش

2 ــ في القطار

اعتادت أن تدثر ذكرياتها
بالبدايات
في فضاء لا يتسع لشيء
هوى قلبها
مثل فراشة تعبث باللهب
...

كان المطر ينقر فوق
زجاج روحها
في ذاك المساء الشتوي
لا شيء يقتل شهوة
الصمت
سوى رتابة القرع
فوق قضبانه الحديدية
المنهكة
...

بقايا أشواق أسقطها
موكب السفر
لأن المطر وهبها أجنحة
بيضاء .
ليوم فتح بابه الموصد
...

ظلت ذكرياتها تنزف
في ذلك اليوم الأزرق
وخز تشرين يخبئ سره
في وجهها .
صفصافة على حدود
النسيان
...

وحيدة تمضي مثل
حقيبتها
إلى محطة لا وصول
فيها

الليل طويل والنجوم
غفت فوق وسادة العتمة
...

لا شيء يملأ الفراغ
سوى قمر مسافر
جرح بحجم السماء
ودخان متواصل
كسحابة سوداء .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى