السبت ٤ آب (أغسطس) ٢٠١٢
بقلم خالد أبو خالد

رفيقي.. ومعلمي...وصديقي ناجي علوش

ذهب الذين أحبهم.. وبقيتُ مثل السيف كما علمتني.. وأكاد ارى الآن فيما يرى الصاحي..انك لوحت بالراية على الجسر وسلمتها لمن صعد من الوقائع ومن رؤياك، وأنت الذي كنت جسرنا.. في جيل الجسر المؤسٍّس لما هو آت في مستقبل أمتنا.. وأرضنا وشعبنا...فكرتَ.. وكتبتَ وحوصرتَ وصمدتَ وقاتلت.. كما هو جدير بالمحارب الشجاع والمعلم الذي جعل من الموعظة سلوكا وممارسة.. لامجرد لغة وبلاغة..

وأشهد ياصاحبي ومعلمي ورفيقي وصديقي أنك حزنت وبكيت لكنك أبداً لم تجعل لليأس طريقاً إلى روحك ولا إلى أرواحنا.. كنا جميعا محمولين على يقينك بحتمية انتصار أمتنا، وتحرير كل بقعة محتلة من أرضنا الطيبة..

وحتى وأنت تعبر الجسر إلى الجسر إلى الجسر كنت مؤمناً بأن على أمتنا - وهذه أقدارها - أن تعبر ماتبقى من الجسور إلى برها... حاملا قلاعها في صدرك.. وروحك..

صحيح أن الزمن كان زمن الانكسار والتردي.. ولكن الصحيح أيضا أنك كنت المثل والقدوة والرافعة.. فقد كنت "الجمع بصيغة المفرد" وكنت الممارسة مثقفاً ثوريا ً.. على علاقة عضوية بشعبك وأمتك.. كما هو جدير بالثوري أن يكون

ستبقى منظومة أفكارك متصلة بمنظومة قيم الامة كلها الممتدة على الأرض المحروسة بالماء والشهداء والمحاربين من جبهة الشرق إلى أقصى الغرب.

فأنت لم تكن تمجد إلا ما يتسحق التمجيد.. البطولة.. والشهادة.. وكانت وستبقى وقائع أمتنا حافلة بما وبمن يستحق التمجيد..

وكنت تنشر حزنك.. خيمة على مساحة واسعة تمتد من القلب والقصائد والاحداث الكبيرة.. دون أن تغفل برهة تلك الأسئلة الكبرى التي ثابرت في الإجابة عليها...في القول وفي الفعل.
وجدير هنا القول أنك افتقدت رفاقاً جديرين.. ورفاقاً سقطوا قبل الجسور..لكنك أبدا لم تلتفت خلفك.. وكان / عيسى العوام / مثلك دائما كما علمتنا.. أنه حمل الرسالة وأوصلها إلى شاطىء عكا.. على جثمانه الطاهر..

وها أنت تقوم بما قام به.. فقد أوصلت رايتك ورسالتك في برهة الرحيل وبعدها....
أنت الذي قلت لا.. حين كانت لازمةً على الطريقين... طريق أمتنا... وطريق فلسطين.
وكان لنا أن نتعلم..

كما آن لنا نواصل التعلم.. فمسيرتك لم تكن مسيرة فرد.. ولكنها كانت مسيرة أمتنا فيك ومسيرتك في أمتك.. الأمة التي لم تغادر روحك وروحك التي لاتغادر أمتك وشعبك وارضك...
واسمح لي يامعلمي.. ورفيقي.. وصديقي.. أن أُخرجك من حيز الذكرى والذاكرة وأن أضعك في مساحة الوطن العربي الكبير قيمة عليا.. نبني عليها ونصل بها ومعها إلى تفاصيل رؤياك.. بأن الأمة على طريق وحدتها.. وأن فلسطين.. ستكون محررة.. محررة.. كاملة من النهر إلى البحر.. ومن جنوب لبنان... إلى نهايات بر الشام...

ترحل يارفيقي.. ومعلمي.. وصديقي والشام كل الشام في عين العاصفة وفلسطين في الشام.. ومن الشام...

والشام كل الشام تؤكد لك أنها سوف تنتصر..

ناجي علوش

يقينك فينا... سوف يتواصل ويستمر.. لقد بشرتنا دائما بالنصر ونبشرك الآن... بالطمأنينة...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى