الاثنين ٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم فاطمة الحسيني الحربي

رُباعيَّات

أرِقْتُ لصوتِ المطرْ
على وجهِ شُبَّاكِنَا
كطفلٍ شقيٍّ عَبَرْ
وما ملَّ إزعاجَنا !
فقمتُ إلى أحرفي
أُنَقِّطُ أشواقَنا
أؤلِّفُها في هدوءْ
يكتِّمُ أسرارَنا
*
كما لقَّط الطِّفلُ دُرّْ
من كِفَّةِ السَّاحِلِ
أُجَمِّعُها والحذرْ
في خفَّةِ الخَاتِلِ
وأنهبُ منها الضِّيَا
و من جلدي النَّاحِلِ
فمنها تعجُّ السُّطورْ
بالحابِلِ النَّابِل!
ِ
*
على القلبِ منِّي غديرْ
غَذَاهُ نميرُ الشَّبابْ
يَحِيْكُ الخَيالَ الكبيرْ
ويصنعُ قولاً عُجابْ
لديهِ السُّؤالُ الكبيرْ
وما عاجَ منهُ جوابْ
على أنَّه حاذِقٌ
و أُوتِيَ فصلَ الخِطابْ !
*
أجيبوا الفوادَ العليلْ
وفُتُّوا رمادَ العِبَرْ
وأذكوا سُهادي بِلَيْلْ
كليلةِ يومِ النَّحَرْ
أراحتْ رِقابَ الجِمَالْ
من ذِلَّةٍ في كِبَرْ
وأدفوا فؤادَ الشِّتاءْ
ففي القلبِ قُرٌّ وصُرّْ
*
كبرِنا ولمَّا تَشِيبْ
آمالُنا الطَّافِيَهْ
وتجري علينا الفصول
وآماقُنا سَاجِيَهْ
كأنَّ لديها فقيدْ
في التُّربةِ الهارِيه
لهثْنا وراءَ الحياهْ
ولمَّا نَعِي ماهيه ؟!
*
سلامٌ على لحظةٍ
تمرُّ بِلا خاطرِ
تَطِيفُ بهِ حكمهٌ
من الأثرِ السَّائرِ
وكم قُدِّرَتْ لفْتَهٌ
تُوَقَّدُ بالنَّاظرِ
ورثتُ فؤادي الحَيِّيْ
عن كابرٍ كابرِ
*
يضيقُ علينا الزَّمانْ
ويندى جبينُ الخجلْ
عروبتُنا في الكَلامْ
تُقَضَّى، وليسَ العَملْ
وصَفْوتُنا من حُطامْ
فكيفَ نلومُ الدَّخَلْ !
رياءٌ وظلمٌ وغَيّْ
وآفاتُنا كالجبل
فأينَ صلاحُ الدِّيارْ
ليُصلِح فينا الخَطلْ؟
*
أنا قد شكوتُ السِّنينْ
و لمَّا أجدْ ما أجِدْ !
خُلِقتُ بضلعٍ حزينْ
ما شامَ برقَ السَّعدْ
وللهِ حلمٌ سجينْ
أُعِدُّ لهُ ما أُعِدّْ
وقد تَنتَقِذْنَي المَنون
ولمَّا أُصِيب الأَمدْ
*
أيا من تولَّى الفُؤادْ
وكان لكُلِّي وَطنْ
رأيتُ عليكَ شِياتْ
تُخَبِّرُ : حباً سَكَنْ
فإنْ كان ما خِفتُهُ
وما شِيمتي سوءَ ظنّْ
فراقٌ جميلٌ حليمْ
و لا صُحْبَةٌ في دَخَنْ !
*
لكِ اللهُ يا مُهجتِي
لديكِ نفوسٌ تتوقْ
لكِ هِمَّةٌ في النُّجومْ
وحظٌّ رديءٌ يَعُوقْ
فأَنبَتَ شوكَ الهُمومْ
وقضَّ منامَ الخَفُوقْ
فيا رَبَّها جُدْ بِمَنّْ
كما .. مَنِّ دَيْمِ البُروقْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى