الثلاثاء ٦ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم
رِيحُ الأَرْبَعِين
مَنْـذَا بِحَدِّ السَّيْـفِ يُحْيِّ مُهْجَةً | |
قَاسَتْ مِنَ الأَهْوَالِ مَا لاَ يُحْصَرُ | |
رَبَّـاهُ فَلْتَمْضِ المَنِيَّـةُ بِالأَسَـى | |
وَيَكُونُ غَبْنِـي مُبْعَـداً لاَ يُذْكَرُ | |
فَاللَيْـلُ وَيْحَ اللَيْـلِ كَمْ نَادَمْتُـهُ | |
وَامْتَاحَ دَمْعِي جَـاحِداً لاَ يَشْكُرُ | |
لأَفِـيقَ مَذْعُوراً يُنَاوِشُنِي الرَّدَى | |
بِرِمَاحِهِ وَالبَغْيُ نَحْـوِي يَخْطُرُ | |
ظَنَّ الأُلَى سَـاءُوا بِأَنِّي مِنْهُـمُ | |
مَا أَخْطَأَتْ أَلْحَاظُهُمْ إِذْ أَبْصَرُوا | |
وَجْهـاً تُؤَرِّقُهُ المَآسِي شَاحِبـاً | |
وَيَكَـادُ مِمَّا سِيمَ خَسْفـاً يُشْطَرُ | |
أَنْصَافَ أَنْصَافٍ وَلاَ يَرْجُو سِوَى | |
يَـوْمٍ يَمُـرُّ بِدُونِ غِـلٍّ يُدْبِـرُ | |
غَابَ الرِّفَاقُ المُخْلِصُونَ فَلَمْ يَعُدْ | |
فِي الحَـيِّ إِلاَّ ذُو لِقَـاءٍ يُضْجِرُ | |
إِنْ غُصْتَ فِي أَعْمَاقِهِمْ مُتَـأَمِّلاً | |
سَتَرَى قُلُوبـاً أُقْفِرَتْ لاَ تُبْصِرُ | |
وَالسُّوءُ قَدْ مَلأَ الدُّرُوبَ فَمُرِّغَتْ | |
آنَافُنَــا وَتَلَقَّفَتْنَـا الأَعْصُـرُ | |
يَا أَيُّهَا الحُـزْنُ اعْتَزِلْنِي جَانِبـاً | |
وَكَفَـاكَ مَـا أَبْدَيْتَ مِمَّا تُضْمِرُ | |
أَشْتَـمُّ رِيحَ الأَرْبَعِـينَ وَلَمْ أَجِدْ | |
فِي العُمْرِ يَوْمـاً مُفْرِحاً يُسْتَذْكَرُ | |
رَبَّاهُ أَنْتَ العَـدْلُ فَامْنَحْ رَحْمَـةً | |
وَدَعِ السَّمَاءَ عَلَى قِفَارِي تُمْطِرُ | |
أُنْهِكْتُ مِنْ قِبَلِ الزَّمَـانِ كَأَنَّمَـا | |
هَوَسَ الضَّغِينَةِ فِي دُجَاهُ يُذْخِرُ | |
يَتَسَابَقُ الصَّحْبُ الكِـرَامُ لِمَقْتَلِي | |
وَسِيُوفُهُـمْ بِدَمِي المُفَرَّقِ تَقْطُرُ | |
لَكِنَّنِـي بِالرَّغْـمِ مِمَّـا نَابَنِـي | |
سَيَظَلُّ أَنْفِـي شَامِخـاً لاَ يُدْحَرُ | |
وَإِذَا اللَيَالِـي أَفْزَعَـتْ أَلْبَابَنَـا | |
وَاسْتَاءَ مِنْ غَدْرِ الرِّفَاقِ الخِنْجَرُ | |
لاَ بُدَّ لِلشَّمْسِ الَّتِي حَجَبَ الدُّجَى | |
مِنْ نَزْعِ هَاتِيكَ السُّدُولِ وَتَظْهَرُ |