الجمعة ١٠ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
بقلم شفيق حبيب

زريــاب والخفـّاشُ الأسود ...

في الخط ِّ الفاصل ِ بينَ الأمس ِ
وبينَ اليومْ ..
فاجأني خفـّاشٌ أسـودْ ...
أدخلَ أنيابَهُ في صَدري ...
في اللـّحظةِ بينَ اليقظةِ
واستبدادِ النـّـومْ ...
فانبعثَ ، انفجرَ البرقُ ،
الرّعْدُ ، المطرُ
وجاءَ الصّمتُ الرّطبُ شفيفا ً
مثلَ صَفـــــاءِ الصّــــوْمْ
******
تتلاشى إيقاعاتُ الصّمْتِ
على أوتـــار ِ الصّوْتْ ...
ورمادُ الساعاتِ صحارى ...
تنمو في وجداني ...
فوقَ لســـاني ...
آهٍ !! لو أدري
ما يُخفيهِ سُكــونُ المَوْتْ ...
******
خفـّاشٌ يدعوني للبَيْنْ ...
شطـَّرَني .. مَزَّقـَني نصفـَيْنْ ...
هل يُصبحُ نصفي في الماضي
خبَرا ً مَبْتورَ السّاقـَيْنْ ؟؟
والنـِّصفُ الآخرُ رَجْعَ صدىً
أخرسَ .. مفـْـقوءَ العَيْنـَيْنْ ؟؟
******
في النـُّقطةِ بينَ الظـُّلمَةِ والأضْــواءِ
وبينَ مشاريع ِ الأقـدارْ ...
أســرارٌ تـُنـْجـِبُها أسـْــرارْ ...
وأنــا أتطايَرُ لا أدري ،
هل أبقى ...
أم أ ُصْبـِحُ أخبـــــارْ ؟؟
ماذا لو وَلـَّيْتُ الأدبـــارْ
مَسْلوبا ً أشـْرعَة َ الإبْحـــارْ ...
ماذا لو أصْبَحْتُ الذ ِّكرى
إعلانــا ً يعـلو صدرَ جـِـــدارْ ؟؟
أنـا لسْت ُ سوى حَبَّـة ِ رَمْـــل ٍ
تتأرجَحُ في ثغـْر ِ الإعْصــارْ ...
أنــا لسْتُ سوى سَغــَبٍ
يتأجّـجُ في سَيْل ِ الأمْطـــارْ
يا وَجَعي !!
يا وَجَـعَ الأطيـــارْ ...
لا العُـش ُّ لهـــا ..
لا الجَــوُّ لهـــا ..
عَدَمٌ يتربّصُ في نـُسْغ ِ الأشجارْ ..
إحْمِلْ أثقالـَكَ ...
أو ضـَعْهـــا ..
ستظلُّ فراشة َ مَلـْهــاة ٍ
تتلوّى في مِرْآة ِ النـّـارْ ...
******
تنهارُ على السّبَب ِ الأسْــبابْ ..
أحزانٌ تـُرْضِعُ أحزاني
وتهـُز ُّ مصاريعَ الأبــوابْ ...
والشـّهْـدُ الماثِـلُ في عينيَّ
طعــامُ الـدّودِ ...
غــذاءُ ذ ُبـــابْ ...
هل يمْلأ ُ عَيْنـَيَّ سوى
كفِّ تـُــــرابْ ؟؟
لا التـِّبْرُ يُبَلـْسِمُ أوجاعي ..
لا الشـِّعرُ يُعيدُ إلى الَموْتى
سِـــرَّ الإخصــــابْ ...
******
مُشـْرَعَة ٌ أحرفُ أشـــعاري ...
تـَدْعـو أصْنـــامَ الأربــابْ ...
ألبَـــدْءُ أنـــا ...
وأنـــا آخِرُ ضـَوْءٍ
يَتسلـّلُ من مِزلاج ِ البــابْ ...
ألبَــدْءُ أنـــا ...
وأنــا آخِرُ مَنْ يكرَعُ
صهبـــاءَ الأنخـــابْ ...
قـُمْ حَطـِّمْ عودَكَ يا زرْيـــابْ !!
فالمَوْتُ نـُعاسٌ يتهادى
يدنو من أطراف ِ الأهــــدابْ ...
******
ألعائدُ من دار ِ الأمــواتِ
عريســا ً يحملُ أكفانـَــــهْ ...
من فمِه ِ تـَنـْهَلُّ الحِكمَة ُ
شـَعْـوَذة ً في ثوب ِ دِيـــانـَــهْ ...
فالعالمُ يغـدو حِرْبـــاءً
ويُبَدّلُ دَوْمــاً ألوانـــهْ ...
ماذا يبقى من ضـَوْع ِ الوَرْدِ
ولـَوْن ِ الوَرْد ِ
إذا ما غادَرَ أغصـــانـَــهْ ؟؟
ماذا يبقى من طـَعْـم ِ الشـِّعْـر ِ ونكهَتِـــهِ
إن ماتَ المَعْـنى والمَبْـنى
وأضــاعَ الشـّــاعـرُ أوْزانـَـــــــــهْ ؟؟؟
يا قـَلـَقَ الصّوْتِ الصّارخ ِ في البَرِّيَّـة ِ
ينزفُ .. يلـْعَـقُ أحزانـَــهْ ...
أنــا لـَسْتُ سوى آهَةِ سِكــّير ٍ
في حانــَـــــهْ ...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى