زناد الخصر - القسم الثاني
لبّيك يا عمر [1]
أنَا في ظِلالِ الشّعرِ أنتشرُفاسلمْ لنا دوماً، أيا عُمَرُلكَ في بديعِ القولِ جمهرةٌتحتارُ أيّهمُ هو القمرُما غبتُ عن إبداعهمْ أبداًإنّي لعمركَ حيثما حَضَرواروحي تُحلّقُ فوقَ خَيْمَتِكُمكالطّيرِ، تحضنُ عُشَّه الشَّجرُفاسْألْ جَمالاً هلْ سَلوتكمُ؟أمْ أنّني في مُزنكمْ مَطَرُ ؟لا رُدَّ سَيفٌ لِغِمدْ
رسالة إلى مهرجان المربد الشعريكنتُ تلقّيتُ دعوةً لحضورِ مهرجانِ المربدِ الشّعري،وشددتُ الرّحالَ لزيارةِ بلادِ الرّافدين؛ إلاّ أنّ ظروفاً قاهرةًحالت دونَ مُشاركتي هذه،فكانت هذه القصيدةُ للإخوةِ المشرفينَ على المهرجان:تَنامُ العِراقُعَلى راحَتَيّوَأَغْفوعلى ضِفَّتَيّالفُراتِ وَدِجْلَةْ****حَمَلْتُ بِجُعْبَةِ قَلبي التحاياهداياوباقاتِ وَرْدْ****حَمَلْتُ إلى مربدِ الشِّعْرِظِلاًّ لأُمّييُهَدْهِدُ أنّاتِه النّاحِباتِيُصَلّي لِفَجْرٍ تَسامىوَأَشْرَقَ من مَلْجَأ العامِريّةْلَقَدْ شَفَّهُ الوَجْدْ****حملتُ بقاياصغارٍ يتامىتناثرَ بلّورُ أرواحهمْفي سماءِ المخيّمبعض شظايافيا نفسُ ذوبيبِسكّرِ فرحتي المُرِّها قد تفتّحَ في مرقدِ الراحلينَبهاءُ القُرنفلِ واللازَوَردْ****لِبغدادَ آفاقُ عِزٍّوراياتُ مَجْدْ****وإصْرارُ شَعْبٍ تَحَدّى الغُزاةَوما هانَ قَطُّولا لانَ إن جَدَّ جدّْ****لِبغدادَ روح التَّحدّيونار التصدّيومَعركةٌ ليسَ يُهزمُ فيهاوإن غَلَبَ الرّومُ عَمْراً وسَعْدْلنا النصرُيا أمّة الرافدينفلا رُدَّ سَيْفٌ لِغِمْدْ.سُكوت / سُقوط
وكُتبت هذه القصيدةُ في اليوم الثاني لسقوطِ عاصمةِ الرشيد*****على قَدَمِ الخافِقَيْنِسكوتٌ ..نراقبُ حتفَ المناياوَتَسْوَدُّ في ناظرينا الأمانيعلى وَقعِ نيسانَ صارَ الرّبيعُ هَشيما!وداعاً لِذاكرةِ الحلمِ!ها قَد تَراءَى لنا المَشهدُ المرُّوالحلقةُ المفرغةْ ..لنا إخوةٌ أكلوا لَحْمَهمْ،خاتَلوا روحَهمْ،أهالوا على نَخلةِ الرّوحِ سَقطَ المَتاعِ!وَظلّوا كشاهدِ زورٍ،يتابعُ في بَلَهٍ فَصْلَه المُسْتَكينْلنا في العراقِ ظِلالٌمن المَجدِ والياسمينْحُصونٌ تَداعتْقلاعٌ تَهاوتْوأحْصِنةٌ لَيسَ تُسرجُفَرّتْوَخَرّتْوَخارَتْ قُواهاونَحنُ شَرِبنا بِها حَسْرَتَيْنْعَزَفنا عَلى وَتَرِ القَلبِبَحراً من الهَمِّ والغَمِّوقافِلةً من الذُّلِّ والحُزنِوناراً تؤجّج هذا السقوطَ المُهينْرام الله – 10/4/2003بِرَسْمِ الذَّبْحِ
رفحٌ بِرَسْمِ الذّبحِصارَ مَصيرُها،.. بحجمِ الجُرحِنامَ عَويلُها،فَرَّتْ إلى غَدِها المُخبّأ مُرْغَمَةْخَرَجَت يَدبُّ الرُّعبُ بَينَ صُفوفِها(يبنا) أيُبنى ذاتَ يومٍ،تستريحُ به دماءُ الرّاحلينَ،إلى البقاءِ السَّرمَديْ؟!هيَ كَالمَعاني أصْبَحَتْ أشلاؤُنامَنْشورَةً ..مَطْروحَةً ..مَتْروكَةً ..في مَأْزقِ الطّرقاتِمَنْثورَةً ..كَالحبِّ فَوْقَ الأَرْصِفَةْوَدِماؤُنا،كانَتْ ..تُثيرُ بَقيّةً مِن نَخْوَةٍوَغَدَتْ مِياهاًلا يصيخُ لِصَوْتِها أبَداً أحَدْ!صَدَأٌ يُغَلِّفُ صُبْحَنا،وَمَساؤُنا مَوْتٌ وَبَلْوى !***هَلْ أتاكَ حَديثُ (أحمَدَ) أو (أُسَيْمى) ؟!
أسماءُ ..كانَتْ تَعْلِفُ رَفَّ حَمامٍ،تَمْنَحُه روحاً وَحَياةْتَجْمَعُ حَبْلَ غَسيلٍ دَنَّسَه غازُ المحُتلّينْفجْأةْ ..!شَخَّصَها القاتلُ تَنْثُرُ قَمْحَ قَنابلْ!أَيْقَنَ أنَّ الحَقْلَ سَيَعْشَقُ حضنَ البَيدرِ،أنَّ الطّفلَ سَيَحْمِلُ حَجَراً يوماً ويقاتلْأمّا أحمد ..كانَ يراقبُ عَيْنَيْ جَوْزَ حَمامٍألْزَمَه القصفُ إلى رُكنٍفي سَطْحِ البيتِ قَصِيٍّكانتْ ثلاجاتُ المنزلِ حُبلى بالشُّهداء!تَتْرَعُ بالجُثثِ الْهَرَسَتْها الدَّباباتُ،وَخَرْدَقَها سَيْلُ البارودِ وشَلاّلُ النّارْ!فيما كانتْ أجْسادُ الثّوارِتَمُرُّ بِطَوْرِ يَبَاسٍ،مُلْقاةً فَوْقَ العَتَباتْ!هاتِ وَهاتْ ..قِصَصَاً وَحِكاياتْتُرْوى عَنْ (يبنا) أو (رفح)عن (تل السلطان) و (حي الزيتون)عن دورٍ حَوَّلَها غولُ البلدوزَرِ ذِكْرَىً مُؤْلِمَةً!أَكْوامَ رُكامٍ،وَرَماداً من أشْلاءٍ وَدِماءْ***كانَ يُشْرعُها يَدَاًترسمُ شارةَ الخلاصْ،بَريئَةً تُجابهُ الرّصاصْكيفَ لا،ونحنُ مدفوعونَ دائماًلجَذوةِ اللهيبِ لا مَناصْ ؟!****يتساءلُ في عُمْقِ ثناياه:هلْ يفهمُ هذا الجنديُ ودبّابتُه؟!أنّ المستقبلَ يَرقُبُنا..فيما يَرقُبُ (حَضْرَتَه) ذُلٌّ وَهَوانْ!****ذاكرةٌ غضّةْ ..تُثْقِلُها غاباتٌ من بارودٍ وحِرابْتَصرخُ روحُ الطّفلِبقايا حُزنٍ يمتدُّ كساحلِ بحرٍ مُنْهَكْقد شجّوا رأسي .. واقتلعوا عيني ..لكنّي،أؤمن أنّ الفجرَ قَريبْفَداوي يا أمّي جُرحي.****عيني أطفأ نورَ هُداها .. جُنديٌ حاقدْ..هلْ يَسْلَمُ مِن نارِ العَينِ الأُخْرى؟!هلْ كُنتُ أُهَدّدُ أَمْن المحُتلّين ..حَتّى قَصَفَتْني بِقَذائِفِها الدَّبابات البَتَرَتْ ساقي ؟!****مِنْ أُكْسجينِ دَميسَأُشْعِلُ فَوْقَ قَبْري شَمْعَةً..تُبَدّدُ الإبادَةْقدْ يَسْتَفِزُّ الرُّعبُ منّي دَمْعَةًلكنَّهُم لنْ يَسْلِبوا مِنّي الإرادَةْفَضاءٌ منَ الخَوْفِ والرُّعبِ،يَخْرُجُ منْ فُوَّهاتِ المناياونحنُ نَبْحَثُ عن سَرابِ السَّعادةْ****منْ ثَغْرةٍ في الجِدارْ،نَرْقُبُ الفَرَجْ ..القَصْفُ والدَّمارْمنْ شيمَةِ الهَمَجْ!*****وَجْنَتانِ مِنْ عَبيرْ،وَرمْشُ عَيْنٍ مِن حَريرْ ..أُؤْمِنُ أنَّ قاتِلي سَيَنْتَهيلِلَعْنة المَصيرْ****حَقائِبُ أطْفالٍكُتُبٌ وَدَفاترْ ..آثارُ صِغارٍ رَحَلوا ..صارَتْ لِلتَوِّ رُكاماهلْ يُدْرِكُ هذا العالَمُ عُمْقَ المَأْساةْ؟!كَثُرَ الإبراهيميّونفَيا نارُ كوني بَرْداً وَسَلاما****يا لُعْبَتي ..أَتَعْلمينَ لماذا كَسَروا قَدَمي؟!،لأنّني أَبْتَسِمُفِيْما هُمْ يُكَشّرونَ عن أنيابٍ من دمّْ!****قَدْ شَيَّعوه بِالدُّموعِ والآهاتْ ..هكذا هيَ الحَياةْ ..مُجْرمٌ يَحْمِلُ السِّلاحَ،وَطِفْلٌ يَدْفَعُ الثَّمَنْ!****نعمْ..صَغيرٌ،لكنَّ قامَتي تُعانِقُ السَّماءْ****يا صَغيريقد وَسّدوكَ الْلَحدْ ..بِوَرْدَتَيْنِ بِلَوْنِ دَمِكَ القانييا أُمَّه ..!يا دَمْعَها ..!يا دَمَه!
مُلْتَقَى نَهرين
زرت ماليزيا الجميلة، في منتصف شهر شباط 2003 وحتى الأول من آذار، ضمن وفد رسمي من وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، وقضينا أسبوعين من أجمل الأيام وتعرفنا على أمة ماليزية عظيمة، وأناسٍ من أطيب البشر، فلم نشعر للحظة واحدة بالغربة، وكيف نشعر بها وقد حظينا برعاية من فخامة الدكتور محاضير محمد رئيس الوزراء والسيدة الأولى ستي حسمة بنت محمد علي والسيد مخلص محاضير والوزير هشام الدين تون حسين والوزيرة شهرزاد بنت عبد الجليل والوزير سيد حامد البار وزوجته الشريفة عزية وأميرات (بوتري) ومسؤولي (أمنو) و(أنصارا) .. إلى كل هؤلاء وإلى جميع من فاتني ذكرهم كل الشكر والتقدير والعرفان.
آزليندا، نور حميزا، عاليةثَلاثُ رائعاتٍمُثلثٌيُوزِّعُ الوُرودَوَيَنشُرُ الحَنانْقُلوبُهُنَّباقةٌ من الأريجِشُرفةٌ تُعانقَ الأضواءَفي مدينةِ الأنوارْوتَمسحُ الضَّجيجْثَلاثةٌ من الأقمارْتَعَلَّقَت أرْواحُهنّفي منارة (كوالالمبور)شامخاتٌمثل بُرْجَيْ (بتروناسا)جميلاتٌمثلَ مُلْتَقَى نَهرَيْن****يا أمّة الماليزْأكانَ يُدرِكُ الإنجليزْأنَّكُم خِلالَ نِصفِ قَرنٍسَتَنهَضونَ بالحَضارةْوأنّكمْسَتَشْمَخونَ كالمنارةْوَتَرقُبونَمن زُجاجِها الفَسيحِعَالمَاً من البَهاءْوَجَنّةً من النَّضارَةْ ؟!تلك هي الأمةُ الماليزيةُ العَظيمَةْ!****حينَ نركبُ الأدغالَ والشَّجَرْنَطيرُعبر عربات تلّفريكفَضائِكِ الجَميلِ يا (جنتنجْ)نَسْبَحُفي غابةٍ خَضراءنُداعِبُ القُرودَتلك التي تعلّقت بأذنابِهاوأطرافِ أيديهاعلى ناطِحاتِ الشَّجرْتمّة أفيالٌوسَلاحفُوثَعالبوسَناجبٌوطيورٌ تُصَفّرُ لشَبَحِ طَرزانيُمسِكُ حَبلاًجَدَلَه من سُعْْْْْْْْْْْْفِ الموزْوجوزِ الهندوأصوافِ حيواناتِه الأليفةفيما صَيحاتُهتُضْفي عَلى المَكان نَكْهَةً مُميَّزةْ****تَركتُ مالكَ الحَزينْيَرقبُ الضّياءْيَجوبُ شاطِىءَ البُحَيرةْيَلْتَقِطُ السَّمكْوَحينَ يَغْفو قَليلاًيُخبّىء إحدى ساقيه الطويلَتينبَيْنَ ذَيْلِه وَجَناحَيهوَيَنْصُبُ الأُخْرىكَشَجَرِ النَّخيلْ****لكَ الغَدُ القادمُ يا (بُوترا جَايا)أيَّتُها المدينةُ السّاحِرةْالجَنّةُ الموْصوفَةلَمْ أَرَ في حُسْنِكِ شَبيهاًأيّتُها الفاتِنَةُ الأُنْثَىتَجري تَحْتَكِ الأنْهارُفِيما يُصَلّي عِبادُ اللهِعَلى وَقْعِ مِرآةِ بُحَيْرَةِ مَسْجِدِكِ الجَميلقُبالَةَ تَرانيمِ قِبابِ بَرلمانٍيَرْسمُ خُيوطَ الفَجرِوالمستَقبَلِ المُشْرق.سيرة لم تكتمل
إلى سجين:بِعَيْنَينِ مَفتوحَتَينِعلى وَجَعٍ هَدَّ جفنَيْهِماحَدَّ فاجِعَةْتَرَى الفَجْرَ يَطْلعُرَغْمَ اسْتِراحاتِنا المُثْخَنَةْأَرَاكَ ..تُصَلّي بِقَلْبٍ تَفَطَّرَفي المُهْجَةِ الدّامِعَةْ !إذْ غابَ عَنه حَبيبٌ وَمَنْزِلْ !وَأُثْقِلَ بِالنّارِ،مِثْلَ ذُبَالَةِ شَمْعِ المَساءِ المُمِلّْ !تَهَدَّلَ ضوْءُ سِراجِكَفي اتّجاهَيْن،يُشْبِهُ رُعْبَ مِشْنَقَةٍ ..تَدَلَّتْيَهزُّ جَناحَيْكَ شَوْقٌ،يُداعِبُ [هَمّامَ] (1) حيناًوحيناً يُقَبِّلُ [نَصْراً] (2)تَسمّى على ما تَعاهَدَه الصّادِقونَ،بِذاتِ مَساءٍ،تَفَرَّدَ فيهِ الزِّنادُنَسيتُ تَباريحَ أفكارِكَ المُنهَكَةْوآلامَ ذَبحكَ/ شَبحكَفي غيهبِ القارعةْوللغيبِ عَلاّمٌوللمجد أحلامٌتُحلّقُ في فُسحةِ الرّيحِ فوقَ الغمامْوتُبحرُ في المقلةِ الدَّامعةْلأنكَ صنوُ الحَقيقةِ، وَهجُ ابتسامَتنا السّاطعةْ* همام ونصر: طفلان صغيران ينتظران والدهما الأسيرأدام اللهُ عزَّكِ يا كويت [2]
رَعَاكِ اللهُ يا بَلَدَ الإخاءِكُويتَ الخَيرِ يا طيبَ اللقاءِلَنا في كُلِّ شِبرٍ فيكِ ذِكرىلَها الآفاقُ تَصدحُ بالثّناءِوَجَدْنا فيكِ إخْواناً وَأهْلاًهُمُ في مُلْتَقَى الأَضْيافِ طاءِأَكارِمُ مِن ضِفافِ المَجْدِ صاغواحَكَايا الوُدِّ تَنْضَحُ بالوَفاءِنَزَلنا ساحَةَ الأجوادِ، فيهاوُرودُ القَلبِ تَعْبَِقُ بالدُّعاءِأدامَ اللهُ عِزّاً فيكِ يَسموأيا بَحْرَ المَحَبَّةِ والصَّفاءِتَعَلَّقَ خَافِقٌ مِنّا بِروحٍتُرَفْرِفُ في سَمائكِ كاللواءِأيا شَمْسَ الحَقيقَةِ في ثَباتٍويا قَمَراً تَسامى في بَهَاءِحَمَلْنا مِن فلسطينَ التَّحاياإلى مُهجٍَ تُقرّبُ كلَّ ناءِوَتَضْرَعُ لِلإله ضُحَىً وَعَصْراًبِأَنْ يَكْفيكُمُ شَرَّ البَلاءِوَتَرْجو رَحْمَةً وَسَناءَ مَجْدٍبِظِلِّ اللهِ يا حُسْنَ الرِّداءِشمسُ الأقحوان
إهداء إلى: (ج.س)****عَزيزتي،رائِعٌ هذا الكرستالُ،جَميلٌ هذا البَنَفْسَجُ،يا امرأةً يغفو صَوْتُها على كَتِفِ الظِّلال،ما زالتْ تَرْفَعُ كَفَّيْهاتَحْضُنانِ بِِحُنوٍّ فَريدٍ،كِتاباً يَبْحَثُ عَن أحْلامٍتَتَدلّى مَشنوقةً في المَحاجرْ،يظلُّ كفُّها مهدَ الياسَمينْوَبِأصابِعِها تَحْفرُ في الصَّخْرِجَدْوَلاً يَرْوي رُدْهَةَ الحَياةْسَيِّدَتي،يا زَهْرَةَ أُقْحُوان،تَفْرِدُ شَمْسَها نَحْوَ خَياراتِ الأُفقْ،لم أجدْ أفضلَ من الاقتباسِ من عَبيرِ كَلماتكْوأريجِ أزهاركْتَأْخُذينَني دَوْماً عَلى حِينِ بَسْمَةْتُلْقينَ عَنّي عَناءَ الغُبارِوعِبءَ المُخبّأِ بالغَيْبْفَتورِقُ أزْهارِيَ المُخْتَبِئَةْوَتَشْتَعِلُ شَرارَةُ الكَهْرَباءِ في جَسَدِ روحييا أنتِ،يا رَحيْقَ سُنبُلَةٍ يَقْطرُ عِشقاً وعِطْراًهَلْ لِقَلْبِي المُنْهَكِ؟أنْ يَرْكَبَ أمواجَكِ السّاحِرَةْ؟أوْ يَرْتَقي سلّمَ أهدابِ رِمْشَيْكِ؟أيّتُها الحَاكِمَةُ المُطْلَقَةْالآمِرةُ النّاهِيةْأَسْتَمرىءُ إشراقَةَ الوَردِ من قُرُنْفُلتَيْكِفي شَغَفٍوأُبحِرُ في نَبْعِ عَينيكِ في تَرَفٍلَعلّي أهتدي لِلّؤلؤ المكنونِ في صَدَفٍيَسْتَوْطِنُ ابْتِسامَتكْكيفَ لي أن أرتّبَ أفكاريَ المُرتبكةْ؟أو أنهيَ تَلَعْثمَ الكَلماتِ في حَضْرَتِكْ؟أوْ أُغَرِّدَ في سرْبِ طَيْرِكْ؟وَأُداري خَجَلي من بَهاءِ ضِيائِكْ؟رام الله – 14/3/2005لا صوتْ !
إلى القدّيسة فاتن،وفاتن هي فتاة مسيحيّة أحبّت مسلماً فكان نصيبها الموت!****في سَبتِ النّوْرْكُسِرَ البلّوْرْوما فاقَتْ مِنْ غَيبوبَتِهافاتِنْ!كانت مُتوَجِّسَةً ..تَرْقُبُ مَجْهولاً يَتَهَدّدهاسقطَ (القوّارُ) عن الشّرفةْفانْفَرَطَتْ حَبّاتُ اللُؤْلُؤِ مِنْ عَيْنَيْهاثمَُّ تَهاوَتْ وَرْدَتُهاصَوْبَ المَوْتِ فَخارَتْمِثْلَ بَقايا (روميّةْ)قَلَعَتْها الجَرّافاتْذَبِلَتْيَبِسَتْواحْتَرَقَتْ مِنْ فَرْطِ العِشْقِفَضاعَتْ بَهْجَتُها****صَرَخَتْ فاتنُ:حَتّى أنْتَ ..؟!أبي .. يا وَجَعي!أيُّ أبٍ يَطْعَنُ في بَلَهٍ خاصِرَتَه؟!وَيُخَرّبُ بِيَدَيْهِ بِناءَه؟!كَيْفَ يُطاوِعُه قَلبُه؟!أسْئِلَةٌ قَتَلَتْها قَبْلَ المَوْتْ!!هَمَدَتْلا حِسٌّلا صَوْتْ!
****أجيالٌ بَعْدَكِ سَوْفَ (تُخَلّصُ) ثأرَكْسَيَرْوونَ عن القِدّيسَةِ قِصَصَاًسَيُضْرَبُ فيكِ المَثَلُوالبَعْضُ سَيُقْسِمُأنَّ مَلاكاً يَسْكُنُ رام الله التِّحتايَحْمِلُ دَرْبَ الآلامِ على كَتِفَيْهِيَظَلُّ يُفَتِّشُ عن خِلٍّيَبْكيهِ وَيَرْقُبُ عَوْدَتَهفيما القَوْمُ عَلى قدمٍ يَتّكِئونوَسَرَتْ في الحَيِّ إشاعاتٌ:وَجَدوا فاتنَ ...كانتْ نَبْضاً يَخْفِقُ في كُلِّ فُؤادَيْنِ التَقَياتَلبسُ ثّوْبَ زَفافٍطَرّزه في الحبِّ الأَمَلُ****رام الله – 8/5/2005