الجمعة ٢٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
بقلم عبد الحكيم أبو جاموس

زناد الخصر - القسم الثاني

لبّيك يا عمر [1]

أنَا في ظِلالِ الشّعرِ أنتشرُ
فاسلمْ لنا دوماً، أيا عُمَرُ
 
لكَ في بديعِ القولِ جمهرةٌ
تحتارُ أيّهمُ هو القمرُ
 
ما غبتُ عن إبداعهمْ أبداً
إنّي لعمركَ حيثما حَضَروا
 
روحي تُحلّقُ فوقَ خَيْمَتِكُم
كالطّيرِ، تحضنُ عُشَّه الشَّجرُ
 
فاسْألْ جَمالاً هلْ سَلوتكمُ؟
أمْ أنّني في مُزنكمْ مَطَرُ ؟
 

لا رُدَّ سَيفٌ لِغِمدْ

 
رسالة إلى مهرجان المربد الشعري
 
كنتُ تلقّيتُ دعوةً لحضورِ مهرجانِ المربدِ الشّعري،
وشددتُ الرّحالَ لزيارةِ بلادِ الرّافدين؛ إلاّ أنّ ظروفاً قاهرةً
حالت دونَ مُشاركتي هذه،
فكانت هذه القصيدةُ للإخوةِ المشرفينَ على المهرجان:
 
تَنامُ العِراقُ
عَلى راحَتَيّ
وَأَغْفو
على ضِفَّتَيّ
الفُراتِ وَدِجْلَةْ
****
حَمَلْتُ بِجُعْبَةِ قَلبي التحايا
 
هدايا
وباقاتِ وَرْدْ
****
حَمَلْتُ إلى مربدِ الشِّعْرِ
ظِلاًّ لأُمّي
يُهَدْهِدُ أنّاتِه النّاحِباتِ
يُصَلّي لِفَجْرٍ تَسامى
وَأَشْرَقَ من مَلْجَأ العامِريّةْ
لَقَدْ شَفَّهُ الوَجْدْ
****
حملتُ بقايا
صغارٍ يتامى
تناثرَ بلّورُ أرواحهمْ
في سماءِ المخيّم
بعض شظايا
فيا نفسُ ذوبي
بِسكّرِ فرحتي المُرِّ
ها قد تفتّحَ في مرقدِ الراحلينَ
بهاءُ القُرنفلِ واللازَوَردْ
****
لِبغدادَ آفاقُ عِزٍّ
وراياتُ مَجْدْ
****
وإصْرارُ شَعْبٍ تَحَدّى الغُزاةَ
وما هانَ قَطُّ
ولا لانَ إن جَدَّ جدّْ
****
لِبغدادَ روح التَّحدّي
ونار التصدّي
ومَعركةٌ ليسَ يُهزمُ فيها
وإن غَلَبَ الرّومُ عَمْراً وسَعْدْ
لنا النصرُ
يا أمّة الرافدين
فلا رُدَّ سَيْفٌ لِغِمْدْ.
 

سُكوت / سُقوط

 
وكُتبت هذه القصيدةُ في اليوم الثاني لسقوطِ عاصمةِ الرشيد
*****
على قَدَمِ الخافِقَيْنِ
سكوتٌ ..
نراقبُ حتفَ المنايا
وَتَسْوَدُّ في ناظرينا الأماني
على وَقعِ نيسانَ صارَ الرّبيعُ هَشيما!
وداعاً لِذاكرةِ الحلمِ!
ها قَد تَراءَى لنا المَشهدُ المرُّ
والحلقةُ المفرغةْ ..
لنا إخوةٌ أكلوا لَحْمَهمْ،
خاتَلوا روحَهمْ،
أهالوا على نَخلةِ الرّوحِ سَقطَ المَتاعِ!
وَظلّوا كشاهدِ زورٍ،
يتابعُ في بَلَهٍ فَصْلَه المُسْتَكينْ
لنا في العراقِ ظِلالٌ
من المَجدِ والياسمينْ
حُصونٌ تَداعتْ
قلاعٌ تَهاوتْ
وأحْصِنةٌ لَيسَ تُسرجُ
فَرّتْ
وَخَرّتْ
وَخارَتْ قُواها
ونَحنُ شَرِبنا بِها حَسْرَتَيْنْ
عَزَفنا عَلى وَتَرِ القَلبِ
بَحراً من الهَمِّ والغَمِّ
وقافِلةً من الذُّلِّ والحُزنِ
وناراً تؤجّج هذا السقوطَ المُهينْ
 
رام الله – 10/4/2003
 

بِرَسْمِ الذَّبْحِ

 
رفحٌ بِرَسْمِ الذّبحِ
صارَ مَصيرُها،
.. بحجمِ الجُرحِ
نامَ عَويلُها،
فَرَّتْ إلى غَدِها المُخبّأ مُرْغَمَةْ
خَرَجَت يَدبُّ الرُّعبُ بَينَ صُفوفِها
(يبنا) أيُبنى ذاتَ يومٍ،
تستريحُ به دماءُ الرّاحلينَ،
إلى البقاءِ السَّرمَديْ؟!
هيَ كَالمَعاني أصْبَحَتْ أشلاؤُنا
مَنْشورَةً ..
مَطْروحَةً ..
مَتْروكَةً ..
في مَأْزقِ الطّرقاتِ
مَنْثورَةً ..
كَالحبِّ فَوْقَ الأَرْصِفَةْ
وَدِماؤُنا،
كانَتْ ..
تُثيرُ بَقيّةً مِن نَخْوَةٍ
وَغَدَتْ مِياهاً
لا يصيخُ لِصَوْتِها أبَداً أحَدْ!
صَدَأٌ يُغَلِّفُ صُبْحَنا،
وَمَساؤُنا مَوْتٌ وَبَلْوى !
 
***
 

هَلْ أتاكَ حَديثُ (أحمَدَ) أو (أُسَيْمى) ؟!

 
أسماءُ ..
كانَتْ تَعْلِفُ رَفَّ حَمامٍ،
تَمْنَحُه روحاً وَحَياةْ
تَجْمَعُ حَبْلَ غَسيلٍ دَنَّسَه غازُ المحُتلّينْ
فجْأةْ ..!
شَخَّصَها القاتلُ تَنْثُرُ قَمْحَ قَنابلْ!
أَيْقَنَ أنَّ الحَقْلَ سَيَعْشَقُ حضنَ البَيدرِ،
أنَّ الطّفلَ سَيَحْمِلُ حَجَراً يوماً ويقاتلْ
أمّا أحمد ..
كانَ يراقبُ عَيْنَيْ جَوْزَ حَمامٍ
ألْزَمَه القصفُ إلى رُكنٍ
في سَطْحِ البيتِ قَصِيٍّ
كانتْ ثلاجاتُ المنزلِ حُبلى بالشُّهداء!
تَتْرَعُ بالجُثثِ الْهَرَسَتْها الدَّباباتُ،
وَخَرْدَقَها سَيْلُ البارودِ وشَلاّلُ النّارْ!
فيما كانتْ أجْسادُ الثّوارِ
تَمُرُّ بِطَوْرِ يَبَاسٍ،
مُلْقاةً فَوْقَ العَتَباتْ!
هاتِ وَهاتْ ..
قِصَصَاً وَحِكاياتْ
تُرْوى عَنْ (يبنا) أو (رفح)
عن (تل السلطان) و (حي الزيتون)
عن دورٍ حَوَّلَها غولُ البلدوزَرِ ذِكْرَىً مُؤْلِمَةً!
أَكْوامَ رُكامٍ،
وَرَماداً من أشْلاءٍ وَدِماءْ
 
***
كانَ يُشْرعُها يَدَاً
ترسمُ شارةَ الخلاصْ،
بَريئَةً تُجابهُ الرّصاصْ
كيفَ لا،
ونحنُ مدفوعونَ دائماً
لجَذوةِ اللهيبِ لا مَناصْ ؟!
****
يتساءلُ في عُمْقِ ثناياه:
هلْ يفهمُ هذا الجنديُ ودبّابتُه؟!
أنّ المستقبلَ يَرقُبُنا..
فيما يَرقُبُ (حَضْرَتَه) ذُلٌّ وَهَوانْ!
****
ذاكرةٌ غضّةْ ..
تُثْقِلُها غاباتٌ من بارودٍ وحِرابْ
تَصرخُ روحُ الطّفلِ
بقايا حُزنٍ يمتدُّ كساحلِ بحرٍ مُنْهَكْ
قد شجّوا رأسي .. واقتلعوا عيني ..
لكنّي،
أؤمن أنّ الفجرَ قَريبْ
فَداوي يا أمّي جُرحي.
 
****
عيني أطفأ نورَ هُداها .. جُنديٌ حاقدْ..
هلْ يَسْلَمُ مِن نارِ العَينِ الأُخْرى؟!
هلْ كُنتُ أُهَدّدُ أَمْن المحُتلّين ..
حَتّى قَصَفَتْني بِقَذائِفِها الدَّبابات البَتَرَتْ ساقي ؟!
 
****
مِنْ أُكْسجينِ دَمي
سَأُشْعِلُ فَوْقَ قَبْري شَمْعَةً..
تُبَدّدُ الإبادَةْ
قدْ يَسْتَفِزُّ الرُّعبُ منّي دَمْعَةً
لكنَّهُم لنْ يَسْلِبوا مِنّي الإرادَةْ
فَضاءٌ منَ الخَوْفِ والرُّعبِ،
يَخْرُجُ منْ فُوَّهاتِ المنايا
ونحنُ نَبْحَثُ عن سَرابِ السَّعادةْ
 
****
منْ ثَغْرةٍ في الجِدارْ،
نَرْقُبُ الفَرَجْ ..
القَصْفُ والدَّمارْ
منْ شيمَةِ الهَمَجْ!
 
*****
وَجْنَتانِ مِنْ عَبيرْ،
وَرمْشُ عَيْنٍ مِن حَريرْ ..
أُؤْمِنُ أنَّ قاتِلي سَيَنْتَهي
لِلَعْنة المَصيرْ
****
حَقائِبُ أطْفالٍ
كُتُبٌ وَدَفاترْ ..
آثارُ صِغارٍ رَحَلوا ..
صارَتْ لِلتَوِّ رُكاما
هلْ يُدْرِكُ هذا العالَمُ عُمْقَ المَأْساةْ؟!
كَثُرَ الإبراهيميّون
فَيا نارُ كوني بَرْداً وَسَلاما
 
****
يا لُعْبَتي ..
أَتَعْلمينَ لماذا كَسَروا قَدَمي؟!،
لأنّني أَبْتَسِمُ
فِيْما هُمْ يُكَشّرونَ عن أنيابٍ من دمّْ!
 
****
قَدْ شَيَّعوه بِالدُّموعِ والآهاتْ ..
هكذا هيَ الحَياةْ ..
مُجْرمٌ يَحْمِلُ السِّلاحَ،
وَطِفْلٌ يَدْفَعُ الثَّمَنْ!
****
نعمْ..
صَغيرٌ،
لكنَّ قامَتي تُعانِقُ السَّماءْ
****
يا صَغيري
قد وَسّدوكَ الْلَحدْ ..
بِوَرْدَتَيْنِ بِلَوْنِ دَمِكَ القاني
يا أُمَّه ..!
يا دَمْعَها ..!
يا دَمَه!

مُلْتَقَى نَهرين

زرت ماليزيا الجميلة، في منتصف شهر شباط 2003 وحتى الأول من آذار، ضمن وفد رسمي من وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، وقضينا أسبوعين من أجمل الأيام وتعرفنا على أمة ماليزية عظيمة، وأناسٍ من أطيب البشر، فلم نشعر للحظة واحدة بالغربة، وكيف نشعر بها وقد حظينا برعاية من فخامة الدكتور محاضير محمد رئيس الوزراء والسيدة الأولى ستي حسمة بنت محمد علي والسيد مخلص محاضير والوزير هشام الدين تون حسين والوزيرة شهرزاد بنت عبد الجليل والوزير سيد حامد البار وزوجته الشريفة عزية وأميرات (بوتري) ومسؤولي (أمنو) و(أنصارا) .. إلى كل هؤلاء وإلى جميع من فاتني ذكرهم كل الشكر والتقدير والعرفان.

آزليندا، نور حميزا، عالية
ثَلاثُ رائعاتٍ
مُثلثٌ
يُوزِّعُ الوُرودَ
وَيَنشُرُ الحَنانْ
 
قُلوبُهُنَّ
باقةٌ من الأريجِ
شُرفةٌ تُعانقَ الأضواءَ
في مدينةِ الأنوارْ
وتَمسحُ الضَّجيجْ
ثَلاثةٌ من الأقمارْ
تَعَلَّقَت أرْواحُهنّ
في منارة (كوالالمبور)
شامخاتٌ
مثل بُرْجَيْ (بتروناسا)
جميلاتٌ
مثلَ مُلْتَقَى نَهرَيْن
****
يا أمّة الماليزْ
أكانَ يُدرِكُ الإنجليزْ
أنَّكُم خِلالَ نِصفِ قَرنٍ
سَتَنهَضونَ بالحَضارةْ
وأنّكمْ
سَتَشْمَخونَ كالمنارةْ
وَتَرقُبونَ
من زُجاجِها الفَسيحِ
عَالمَاً من البَهاءْ
وَجَنّةً من النَّضارَةْ ؟!
تلك هي الأمةُ الماليزيةُ العَظيمَةْ!
****
حينَ نركبُ الأدغالَ والشَّجَرْ
نَطيرُ
عبر عربات تلّفريك
فَضائِكِ الجَميلِ يا (جنتنجْ)
نَسْبَحُ
في غابةٍ خَضراء
نُداعِبُ القُرودَ
تلك التي تعلّقت بأذنابِها
وأطرافِ أيديها
على ناطِحاتِ الشَّجرْ
تمّة أفيالٌ
وسَلاحفُ
وثَعالب
وسَناجبٌ
وطيورٌ تُصَفّرُ لشَبَحِ طَرزان
يُمسِكُ حَبلاً
جَدَلَه من سُعْْْْْْْْْْْْفِ الموزْ
وجوزِ الهند
وأصوافِ حيواناتِه الأليفة
فيما صَيحاتُه
تُضْفي عَلى المَكان نَكْهَةً مُميَّزةْ
 
****
تَركتُ مالكَ الحَزينْ
يَرقبُ الضّياءْ
يَجوبُ شاطِىءَ البُحَيرةْ
يَلْتَقِطُ السَّمكْ
وَحينَ يَغْفو قَليلاً
يُخبّىء إحدى ساقيه الطويلَتين
بَيْنَ ذَيْلِه وَجَناحَيه
وَيَنْصُبُ الأُخْرى
كَشَجَرِ النَّخيلْ
****
لكَ الغَدُ القادمُ يا (بُوترا جَايا)
أيَّتُها المدينةُ السّاحِرةْ
الجَنّةُ الموْصوفَة
لَمْ أَرَ في حُسْنِكِ شَبيهاً
أيّتُها الفاتِنَةُ الأُنْثَى
تَجري تَحْتَكِ الأنْهارُ
فِيما يُصَلّي عِبادُ اللهِ
عَلى وَقْعِ مِرآةِ بُحَيْرَةِ مَسْجِدِكِ الجَميل
قُبالَةَ تَرانيمِ قِبابِ بَرلمانٍ
يَرْسمُ خُيوطَ الفَجرِ
والمستَقبَلِ المُشْرق.
 

سيرة لم تكتمل

 
إلى سجين:
بِعَيْنَينِ مَفتوحَتَينِ
على وَجَعٍ هَدَّ جفنَيْهِما
حَدَّ فاجِعَةْ
تَرَى الفَجْرَ يَطْلعُ
رَغْمَ اسْتِراحاتِنا المُثْخَنَةْ
أَرَاكَ ..
تُصَلّي بِقَلْبٍ تَفَطَّرَ
في المُهْجَةِ الدّامِعَةْ !
إذْ غابَ عَنه حَبيبٌ وَمَنْزِلْ !
وَأُثْقِلَ بِالنّارِ،
مِثْلَ ذُبَالَةِ شَمْعِ المَساءِ المُمِلّْ !
تَهَدَّلَ ضوْءُ سِراجِكَ
في اتّجاهَيْن،
يُشْبِهُ رُعْبَ مِشْنَقَةٍ ..
تَ
دَ
لَّ
تْ
يَهزُّ جَناحَيْكَ شَوْقٌ،
يُداعِبُ [هَمّامَ] (1) حيناً
وحيناً يُقَبِّلُ [نَصْراً] (2)
تَسمّى على ما تَعاهَدَه الصّادِقونَ،
بِذاتِ مَساءٍ،
تَفَرَّدَ فيهِ الزِّنادُ
نَسيتُ تَباريحَ أفكارِكَ المُنهَكَةْ
وآلامَ ذَبحكَ/ شَبحكَ
في غيهبِ القارعةْ
وللغيبِ عَلاّمٌ
وللمجد أحلامٌ
تُحلّقُ في فُسحةِ الرّيحِ فوقَ الغمامْ
وتُبحرُ في المقلةِ الدَّامعةْ
لأنكَ صنوُ الحَقيقةِ، وَهجُ ابتسامَتنا السّاطعةْ
 
* همام ونصر: طفلان صغيران ينتظران والدهما الأسير
 

أدام اللهُ عزَّكِ يا كويت [2]

 
رَعَاكِ اللهُ يا بَلَدَ الإخاءِ
كُويتَ الخَيرِ يا طيبَ اللقاءِ
 
لَنا في كُلِّ شِبرٍ فيكِ ذِكرى
لَها الآفاقُ تَصدحُ بالثّناءِ
 
وَجَدْنا فيكِ إخْواناً وَأهْلاً
هُمُ في مُلْتَقَى الأَضْيافِ طاءِ
 
أَكارِمُ مِن ضِفافِ المَجْدِ صاغوا
حَكَايا الوُدِّ تَنْضَحُ بالوَفاءِ
 
نَزَلنا ساحَةَ الأجوادِ، فيها
وُرودُ القَلبِ تَعْبَِقُ بالدُّعاءِ
 
أدامَ اللهُ عِزّاً فيكِ يَسمو
أيا بَحْرَ المَحَبَّةِ والصَّفاءِ
 
تَعَلَّقَ خَافِقٌ مِنّا بِروحٍ
تُرَفْرِفُ في سَمائكِ كاللواءِ
 
أيا شَمْسَ الحَقيقَةِ في ثَباتٍ
ويا قَمَراً تَسامى في بَهَاءِ
 
حَمَلْنا مِن فلسطينَ التَّحايا
إلى مُهجٍَ تُقرّبُ كلَّ ناءِ
 
وَتَضْرَعُ لِلإله ضُحَىً وَعَصْراً
بِأَنْ يَكْفيكُمُ شَرَّ البَلاءِ
 
وَتَرْجو رَحْمَةً وَسَناءَ مَجْدٍ
بِظِلِّ اللهِ يا حُسْنَ الرِّداءِ
 

شمسُ الأقحوان

 
إهداء إلى: (ج.س)
****
عَزيزتي،
رائِعٌ هذا الكرستالُ،
جَميلٌ هذا البَنَفْسَجُ،
يا امرأةً يغفو صَوْتُها على كَتِفِ الظِّلال،
ما زالتْ تَرْفَعُ كَفَّيْها
تَحْضُنانِ بِِحُنوٍّ فَريدٍ،
كِتاباً يَبْحَثُ عَن أحْلامٍ
تَتَدلّى مَشنوقةً في المَحاجرْ،
يظلُّ كفُّها مهدَ الياسَمينْ
وَبِأصابِعِها تَحْفرُ في الصَّخْرِ
جَدْوَلاً يَرْوي رُدْهَةَ الحَياةْ
سَيِّدَتي،
يا زَهْرَةَ أُقْحُوان،
تَفْرِدُ شَمْسَها نَحْوَ خَياراتِ الأُفقْ،
لم أجدْ أفضلَ من الاقتباسِ من عَبيرِ كَلماتكْ
وأريجِ أزهاركْ
تَأْخُذينَني دَوْماً عَلى حِينِ بَسْمَةْ
تُلْقينَ عَنّي عَناءَ الغُبارِ
وعِبءَ المُخبّأِ بالغَيْبْ
فَتورِقُ أزْهارِيَ المُخْتَبِئَةْ
وَتَشْتَعِلُ شَرارَةُ الكَهْرَباءِ في جَسَدِ روحي
يا أنتِ،
يا رَحيْقَ سُنبُلَةٍ يَقْطرُ عِشقاً وعِطْراً
هَلْ لِقَلْبِي المُنْهَكِ؟
أنْ يَرْكَبَ أمواجَكِ السّاحِرَةْ؟
أوْ يَرْتَقي سلّمَ أهدابِ رِمْشَيْكِ؟
أيّتُها الحَاكِمَةُ المُطْلَقَةْ
الآمِرةُ النّاهِيةْ
أَسْتَمرىءُ إشراقَةَ الوَردِ من قُرُنْفُلتَيْكِ
في شَغَفٍ
وأُبحِرُ في نَبْعِ عَينيكِ في تَرَفٍ
لَعلّي أهتدي لِلّؤلؤ المكنونِ في صَدَفٍ
يَسْتَوْطِنُ ابْتِسامَتكْ
كيفَ لي أن أرتّبَ أفكاريَ المُرتبكةْ؟
أو أنهيَ تَلَعْثمَ الكَلماتِ في حَضْرَتِكْ؟
أوْ أُغَرِّدَ في سرْبِ طَيْرِكْ؟
وَأُداري خَجَلي من بَهاءِ ضِيائِكْ؟
 
رام الله – 14/3/2005
 

لا صوتْ !

 
إلى القدّيسة فاتن،
وفاتن هي فتاة مسيحيّة أحبّت مسلماً فكان نصيبها الموت!
****
في سَبتِ النّوْرْ
كُسِرَ البلّوْرْ
وما فاقَتْ مِنْ غَيبوبَتِها
فاتِنْ!
كانت مُتوَجِّسَةً ..
تَرْقُبُ مَجْهولاً يَتَهَدّدها
سقطَ (القوّارُ) عن الشّرفةْ
فانْفَرَطَتْ حَبّاتُ اللُؤْلُؤِ مِنْ عَيْنَيْها
ثمَُّ تَهاوَتْ وَرْدَتُها
صَوْبَ المَوْتِ فَخارَتْ
مِثْلَ بَقايا (روميّةْ)
قَلَعَتْها الجَرّافاتْ
ذَبِلَتْ
يَبِسَتْ
واحْتَرَقَتْ مِنْ فَرْطِ العِشْقِ
فَضاعَتْ بَهْجَتُها
****
صَرَخَتْ فاتنُ:
حَتّى أنْتَ ..؟!
أبي .. يا وَجَعي!
أيُّ أبٍ يَطْعَنُ في بَلَهٍ خاصِرَتَه؟!
وَيُخَرّبُ بِيَدَيْهِ بِناءَه؟!
كَيْفَ يُطاوِعُه قَلبُه؟!
أسْئِلَةٌ قَتَلَتْها قَبْلَ المَوْتْ!!
هَمَدَتْ
لا حِسٌّ
 

لا صَوْتْ!

 
****
أجيالٌ بَعْدَكِ سَوْفَ (تُخَلّصُ) ثأرَكْ
سَيَرْوونَ عن القِدّيسَةِ قِصَصَاً
سَيُضْرَبُ فيكِ المَثَلُ
والبَعْضُ سَيُقْسِمُ
أنَّ مَلاكاً يَسْكُنُ رام الله التِّحتا
يَحْمِلُ دَرْبَ الآلامِ على كَتِفَيْهِ
يَظَلُّ يُفَتِّشُ عن خِلٍّ
يَبْكيهِ وَيَرْقُبُ عَوْدَتَه
فيما القَوْمُ عَلى قدمٍ يَتّكِئون
وَسَرَتْ في الحَيِّ إشاعاتٌ:
وَجَدوا فاتنَ ...
كانتْ نَبْضاً يَخْفِقُ في كُلِّ فُؤادَيْنِ التَقَيا
تَلبسُ ثّوْبَ زَفافٍ
طَرّزه في الحبِّ الأَمَلُ
****
رام الله – 8/5/2005

[1عمر و جمال، صديقان تعرّفت عليهما على الشبكة الإلكترونية، عبر موقع الخيمة العربية، وهذه الأبيات جاءت خلال مساجلة معهما.

[2تشرّفنا بزيارة الكويت العامرة "ديرة العرب والمسلمين" وحاضنة الإخاء، ضمن وفد صحافي فلسطيني قدم بناء على دعوة شرف تلقّاها من وزارة الإعلام الكويتية، وقد سعدنا بحفاوة الاستقبال وطيب المقام، ولمسنا محبةً لا توصف من إخوان شدّوا أزر شعبنا وما زالوا، وظلّوا طيلة الوقت نعم الأوفياء والصحب. وفي خضمّ ذلك جادت القريحة بهذه الأبيات دون أن تلامس الحقيقة أو تقترب من الواقع، ولكنها محاولة لتقديم الشكر والثناء


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى