الخميس ٢١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦
بقلم عمر يوسف سليمان

زنوبيا على مقعد الشمسِ الأخير

تقولينَ إني هجرتُ حروفيْ

وغبتُ على سطرِ يوميْ

كنهرٍ

تلفَّعَ بالوهمِ وسطَ السرابْ

تقولينَ إني أوضِّبُ كلَّ حقائِبَ شِعريْ

لأسكبُ فوقَ الدروبِ شرودَ كنوزي

غريباً

بكلِّ غدوٍّ وكلِّ إيابْ

ولاأعلمُ أينَ أحطُّ رحالَ بكائي

فتلجمني في رصيفِ البقاءِ عيونُ الفراغِ

وأشباحُ أسئلتي في صباحِ الغيابْ

فأبدو كنافذةٍ لوَّحتها الرياحُ مساءً

ليغسلها في الضحى بالدموعِ الضبابْ...

تقولينَ عني

وكلِّيْ يقولُ سكوناً طويلْ

وصمتاً يلفِّعُ ما قد نسجتُ على ضوءِ همسي

حروفاً تجمِّعُ عقداً

يلفُّ حكاياتِ أمسي ككفِّ الأصيلْ

تقولينَ!!!

آهٍ،

ولو تعلمينَ الذي بينَ صمتي وجرحيْ

لأسكنتِ من ضوء عينيكِ بيني وبيني صباحاً

يسلُّ الدجى من حنايا العتابْ

وقفتِ أمامي

كتمثالِ خلدٍ

يشعُّ ثباتاً

ومافيهِ إلا جماحُ انطلاقْ

وقفتِ...

تمدِّينَ كفاً مِنَ النُّورِ يخلعُ عنِّي ظلامَ الطَّريقْ

تشعُّ الأصابعُ في حلكةِ روحيْ

وتغرسُ وردَ البقاءِ بنبضِ ارتقابيْ

فتخبو جروحيْ

ويغفو لهاثي بصمتيْ العميقْ

وحولي الدجى يرتدي من شرودي امتداداً

ويجري على أضلعي

يعتريني

ومن كلِّ ذكرى يصوغُ قيوداً لقلبي

تكبِّلُ فيهِ انبثاقيْ العتيقْ

وقلبيْ -إذا ما أرادَ فكاكاً- يحطِّمُ ليلي

ولكنْ يخافُ إذا فكَّ قيداً يعودُ ركاماً بعرضِ العبورْ

وأن يتزاحمَ حولَ رحيليْ حطامُ الطريقْ

فأذوي على تيهِ أسئلتيْ

وأخبو بلجَّةِ فِكريْ

غريباً

غريقْ

لذا...

لن أكونَ بكفِّ دجايَ شموعاً

سأبقى سواداً يخبئُ لحني

لحينِ انعتاقْ

وهاأنذا بينَ صحراءِ عهدي

وواحةِ ماقد رفعتِ منَ الـ(مانزالُ) على كفِّ صمتٍ

أرى كلَّ مادونَ عينيكِ وهماً

وكلَّ فضاءٍ بسطوةِ ليليْ انغلاقْ

وكلَّ الذي بينَ صمتي وصحراءِ عهديْ

سبيلاً يضيقُ...

يضيقُ يضيقْ

ليبلُجَ من بينِ عينيكِ نورُ الطريقْ

أرى كلَّ ماقد تربَّى بواحةِ عهديْ سراباً

وكلَّ الذي قد حملتُ طويلاً على راحتي

في عناءٍ

أراهُ عباباً

تََبخَّرَ في ظلِّ عينيكِ حتى تردَّى يبابْ

لتعلو على راحتي

في انتشاءٍ

عصورُ الضَّبابْ...

فأرنو إليها دهوراً

وحولَ عيوني ادلهَمَّتْ ركابُ الرحيلِ

وصمتُ الذهولْ

لأنفخ لحنَ حروفي

على دربِ أمسيْ

فترجعها في انبعاثي رياحاً من الخلدِ تعصفُ بالمستحيلْ

فياخجلتي...

قد هجرتُ ربيعي على ساحةٍ من صقيعِ السؤالْ

وغبتُ كما لو أردتُ ذهاباً

ففوجئتُ أنِّيْ أعودُ لنقطةِ بدءٍ

ويخنقني الإنتقالْ

فياويحَ قلبي

حسرتُ امتدادي

وضاعَ أنا في شتاتِ الذُّهولْ

ومن بينِ عينيكِ لما نسيتُ كيانيْ

لمحتُ وجوديْ السحيقْ

لمحتُ جداراً من الشمسِ

يقارعُ خبوَ النَّهارِ ويعلوْ

وقدْ خُطَّ فيهِ الـ أنا من مداد العقيقْ

سأحملُ من مقعدِ شمسكِ بعضَ وميضٍ

وزهرةََ صبحٍ تردى بها الحلْمُ سهواً

وأمضيْ

بعيدَ الغروبِ خيالاً يلفُّ ارتقابي

ويعلو نسيماً

يخبُّ ولو ناءَ عنهُ الطَّريقْ

وكلُّ رصيفٍ ينادي زهوريْ

بصمتٍ...

أما آن للحلْمِ أن يستفيقْ؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى