الجمعة ٨ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

زهرة عن زهرة تفرق

انتظرت شروق شمس الصباح هذا اليوم انتظار المتشوق لرؤية (كوكب الزهرة ) التي ستتوسط بيننا وبين كوكب الشمس حتى السابعة والنصف. انتظرت حتى بزغت وسط ضباب الصباح الندي هذا اليوم. لم أر زهرة ولا (فينوس)، كوكبنا الأرضي، وكوكب الشمس كما هما كل يوم. لا زهرة بيننا. أين اختفت؟ لماذا لا تظهر كما وعدونا أمس؟! لا أملك منظارا يري ويكشف. منظاري عيناي ويقيني فقط.(يدور السؤال في ذهني، هل لأني في " زهرة " لا أرى كوكب الزهرة ؟) هذا هو اليوم الثاني لصدمة حزيران، صفحته عامرة بالذاكرة الحية.أحداث كثيرة حصلت، ومياه كثيرة جرت في نهر الحياة. الأطفال كبروا، شقيقتي (إنعام) كانت طفلة عمرها أيام حين نسيتها والدتي ونحن متجّهون نحو كهف قريب من منزلنا، ثم عادت لتصحبها معنا في رحلتنا نحو المجهول.صديقتي (ماجدة صبحي ) كانت بمثل عمر شقيقتي (إنعام) أيامها. (أم طارق صبحي) أرسلت إليّ هذا اليوم حول هذه اليوميات التي تحاول (الهرب) من متابعتها، ولكنها تجد نفسها منساقة لقراءتها....أجيال كبرت، وعملت، تزوجت، وأنجبت، وحافظت على حلمها بطرق متعددة...والصدمة بآثارها باقية تتعمق فينا، والقدس تشهد صدمتها الخاصة كل يوم. اليوم صباحا كتبت لزميلي ( يوسف يوسف فتيحة ): الشهداء لا يموتون لأنهم مستمرون في نسلهم المحافظ على روح الرسالة.(يوسف فتيحة) استشهد في مثل هذا اليوم (6 حزيران) وكان (يوسف) الذي حمل اسمه جنينا لم يولد. وصلتني أمس نسخة من كتاب ندوتنا الثقافية الأسبوعية (اليوم السابع) بوساطة صديقي الكاتب (جميل السلحوت ) الذي يحرر المداولات ويعدّها للنشر. الكتاب الذي اخترت له عنوانا عاما (بيارق الكلام لمدينة السلام) وكتبت تقديما له جاء فيه: (إن القدس محرّكنا الأكبر، والأدب الصادق غايتنا التي ننشدها للتعبير عن حالنا، وحلمنا، وهويتنا...) هو الإصدار العاشر لندوتنا العصامية.

عصرا زرت برفقة صديقي (جميل السلحوت) صديقنا الكاتب (محمد خليل عليان) الذي تعافى مؤخرا من أزمة صحية عابرة. عند أبي خليل دار حديث حول ثقافة زيارة المريض، وواقع التربية والتعليم، ومهنة التدريس، والقوانين الدخيلة الجديدة المقيدة للمعلم...وكانت هموم وثقافة وشكوى وأمل وشفافية.السؤال هنا: هل يخطط لمجتمعنا لينهض ؟ أم ليواصل كبوته بغطاء القوانين الغربية ؟ لماذا يعزف الطلبة عن التوجّه للعمل معلمين ومعلمات ؟صباحا بحثت عن (الزهرة)، وكتبت عن الشهيد، واستذكرت أطفالا صاروا منتجين، وأعدت قراءة جملتي ( إن القدس محرّكنا الأكبر....)، زهرة المدائن باقية ظاهرة بعين القلب والواقع، أما تلك (الزهرة) فبعيدة لم أرها.زهرة عن زهرة تفرق.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى