الأربعاء ٢١ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١
بقلم أيمن اللبدي

سؤال ميِّتْ...

أكتبُ للريحِ إذا سكنتْ بينَ الحدقاتْ
أكتبُ للماضيَ إنْ دفقتْ فيهِ الخلجاتْ
للزَّمنِ القادمِ مشغولاً بشفاهِ الوجدْ
للزَّمنِ الراحلِ منقولاً بدموعِ الوردْ
أكتبُ للماءِ،
إذا غرَّد حزنَ الأمواجْ
أكتبُ للشمعِ،
إذا سلّم سفحَ الأسرارْ
أكتبُ للنَّفَسِ إذا عاهدَ جمرَ الأشواكْ....
 
يا أوَّلَ سطرٍ قد غنَّى دونَ السُّمارْ
ما عادَ الوترُ سوى خيطٍ تدميه النارْ
واشتعلَ السيفُ على نبضٍ مائيِّ اللونْ
لم يقصد يوماً أنْ يجرحَ لحناً حنطيَّ الكونْ
تاهتْ أوراقيَ في بحرٍ سحريِّ السَّمتْ
واختار القرصانُ صلاتيَ
من دونِ حسابْ......
 
يا كلَّ جراحيَ ودموعيَ ،
يا حقلَ الصَّبرْ
يا عزم خطايَ على دربٍ يجتاحُ العمرْ
إن المصلوبَ على كتفي ما كانَ العهدْ
أعتذرُ إليكَ لأوهاميَ عن صمتِ الوردْ
وألوذُ بجهلي َيسترنيْ عنْ نصل السَّردْ
إني آمنتُ فزمّلني
واحتلْ للفجرْ.....
 
كانت أخطائيَ لا تحصى
لكنْ بعزاءْ
أنَّ الأوتارَ إذا نشزتْ لا تدمي البابْ
تاهتْ أشيائيَ في بحرٍ منزوعِ القاعْ
وجلستُ غريباً لا أفهمُ درسَ الإعرابْ
من كانَ يظنُّ إذا عثرتْ قدمي
صرتُ الأسبابْ
والوجعُ الناشبُ في صدري صار البوابْ؟....
 
ماذا قدَّمتُ سوى قيدٍ وحروفِ كتابْ
وغبارٍ يخنقُ ويدوِّي مثلَ الزلزالْ
خطأي في حلمٍ مزَّقهُ رقمٌ بحسابْ
وجنونُ قوافيَ حرَّضها وهمٌ وخيالْ
آهٍ من حظيَ في الدنيا
أضغاثُ كلامْ
يسطو التاريخُ على حرفي
بينَ الأيتامْ
لكني أبدا لن أكفرَ شوقَ الأسماءْ
فالقلبُ إذا صدقَ الرؤيا لا يلدُ سرابْ....
 
يا ليتَ أشقُّ بلا خوفٍ تلك الأهوالْ
صوتي المشنوقُ على جرحٍ فيهِ العنوانْ
ردَّد أغنيتي عن قلبيَ
واجتاحَ الصمتْ
إني أهواكَ ولو غرقت فيَّ الشطآنْ
لن أسأل يوماً عن دمعٍ يقتلهُ الوقتْ
فاخترْ ما شئتْ فإن سكنتْ تلكَ الساعاتْ
صارت أشواقيَ مسجونةَ أسماء النارْ.....
 
ارحلْ ما شئت ولا تغضب من شوق قصيدْ
إني ما كنتُ بأشعاريَ ذاك السَّجانْ
أعتذرُ إليكَ فعلمني كيفَ الإنشادْ
حتى أسعدكَ بما ترضى وأفكُّ القيدْ
إني لم أسأل أو أسمع قد ماتَ سؤالْ
وانتحر الماضي في كفي كبريقِ حمامْ
لا لوم لديَّ أرددهُ
لا رجع سحابْ
لا لوم لديَّ أرددهُ لا رجع سحابْ.........

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى